د. زكريا حمودان
خاص: الوطنية للدراسات والإحصاء
بعد لقاء النواب الخارجين من التيار الوطني الحر عند البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يمكن القول بأنَّ الحديث عن تأثير هذا الخروج في السياسة بات مشروع.
لا شكَّ بأنَّ الصورة الأولى للخلاف الجماعي مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تشير إلى وجود شرخ بين رؤية رئيس التيار والمجموعة التي خرجت، الأمر الذي لا يصح الغوص فيه انطلاقًا من مبدأ عدم التدخل في خصوصيات حزب لبناني عريق أسسه شخصية وطنية بحجم الرئيس السابق الجنرال ميشال عون.
في هذا المقال سنسلط الضوء على المشهد السياسي في دائرة جبيل-كسروان الانتخابية وتأثيراتها على الساحة اللبنانية بشكل عام، وعلى الساحة المسيحية بشكل خاص.
دائرة جبيل-كسروان
يشكل النائب سيمون ابي رميا حالة شعبية في قضاء جبيل لا يمكن التغاضي عنها، خاصة بأنه حصد عدد من الأصوات (٦٢٣٩ صوت) متقدمًا على رفيقه النائب السابق وليد خوري (٤١٤٩ صوت) سمحت لأبي رميا أن يكون في الندوة البرلمانية من جهة، وأن يبقى ضمن مستقبل التركيبة الجبيلية من جهة أخرى، بحيث يشير مصدر مقرب من التيار الوطني الحر في جبيل بأنَّ حيثية النائب أبي رميا غير محصورة في شعبية التيار في جبيل وهي ممتدة الى علاقات متينة بينه وبين عائلات وأهالي القضاء.
على مستوى التيار الوطني الحر اتى اجتماع مجلس القضاء كرد فعل على تماسك التيار في جبيل، وتأكيدًا بأنَّ التيار غير مرتكز على شخص نائب او مناصر في التيار.
أما في الرؤية الأولية للواقع السياسي والانتخابي في دائرة كسروان-جبيل، تعتبر السيناريوهات متعددة في ظل وجود تنوع كبيرة في هذه الدائرة وقد تكون على الشكل التالي:
سيناريو رقم ١:
من المستبعد أن يكون هناك أي تقارب بين النائب سيمون ابي رميا وحزب القوات اللبنانية انتخابيًا انطلاقًا من طبيعة العلاقة بين المتناقضات الكبيرة في السنوات الأخيرة، بالتالي يكون هذا السيناريو هو الأضعف.
سيناريو رقم ٢:
تحالف وطني كسرواني-جبيلي مستقل يقوده النائب سيمون ابي رميا مع شخصيات كسروانية وجبيلية مثل النائب نعمة افرام والذي اثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة انه صاحب شأن مهم مسيحيًا في هذه الدائرة، هذا السيناريو قد يجعل هكذا تحالف الأقوى في الدائرة في مواجهة حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. أمام حظوظ هكذا تحالف فيه جيدة وقابلة للتنفيذ.
سيناريو رقم ٣:
تحالف كسرواني-جبيلي متين في جبيل بين مرشح الكتلة الصلبة الشيعية في الدائرة أي مرشح حزب الله مع النائب سيمون ابي رميا انطلاقًا من مبدأ التحالف المشروع انتخابيًا ولا يفسد في الود قضية، انطلاقًا من أن التيار الوطني الحر كان حليفًا سابقًا للحزب سياسيًا وانتخابيًا في الدائرة عينها.
هكذا تحالف يحتاج الى جهة كسروانية قادرة على تجيِّر عدد وازن من الاصوات يضمن حاصل انتخابي ثاني يضمن لهم مقعد ثاني للائحة هذا التحالف، مما يجعل حظوظ مرشح حزب الله والنائب سيمون ابي رميا مضمونة.
في الخلاصة، ان اجتماع النواب الأربعة من الدوائر الإنتخابية المسيحية الرئيسية هو منطلق لرؤية مستقبلية جديدة ومشروعة لكل لاعب في هذه الساحة، بحيث من الواضح انها ستكون مؤثرة بشكل كبير على مستقبل كل فريق في هذه المعادلة، سواء كان التيار الوطني الحر أو النواب الأربعة.
التالي: دائرة المتن وسيناريوهاتها