انعقدت قمة النقل الدولي في موسكو، في الفترة من 21 إلى 25 أغسطس 2025، وأصبحت حدثًا هامًا في قطاع النقل العالمي. القمة التي نظمتها وزارة النقل وتطوير البنية التحتية للنقل البري في موسكو بالتعاون مع وزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والدولية كان حدثًا للقاء أكثر من 120 مندوبًا من 40 مدينة كبرى، بمن فيهم ممثلون من دول الشرق الأوسط مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر.
شكّل الحدث الذي عُقد في مركز موسكو للأزمات، منصةً لمناقشة التحديات والفرص الرئيسية في مجال التنقل الحضري، وهو أمر بالغ الأهمية للمدن سريعة النمو في منطقة الخليج العربي.
اهم نتائج القمة
1. التكامل التكنولوجي والمدن الذكية: أكدت القمة على أهمية الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في إدارة أنظمة النقل. وأشاد ممثلون من دول الشرق الأوسط بتجربة موسكو في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تدفقات حركة المرور وتعزيز السلامة. على سبيل المثال، أظهر عرض تقديمي قدمه مركز الإرسال الموحد في موسكو كيف يساعد تحليل البيانات في الوقت الفعلي على تقليل الاختناقات المرورية وتحسين تجربة الركاب. بالنسبة لمدن مثل دبي والرياض، التي تسعى جاهدة للوصول إلى حالة “ذكية”، يمكن أن تشكل هذه الحلول أساسًا لمشاريع جديدة.
2 النقل الأخضر كأولوية كانت التنمية المستدامة موضوعًا رئيسيًا للمناقشة. عرضت موسكو تجربتها في التحول إلى الحافلات الكهربائية: منذ عام 2021، توقفت المدينة تمامًا عن شراء حافلات الديزل، وبحلول عام 2025، وصل أسطول الحافلات الكهربائية إلى نطاق كبير. لاقى هذا النهج صدى لدى مندوبي الشرق الأوسط، حيث تهدف مشاريع مثل نيوم في المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الحياد الكربوني. تم توقيع مذكرات تعاون مع المدن الكبرى، بما في ذلك اتفاقيات محتملة مع مدن في المنطقة لتبادل التقنيات في مجال النقل الأخضر.
3 الطرق السريعة عالية السرعة والتعاون الإقليمي تم إيلاء اهتمام خاص لتطوير أنظمة النقل عالية السرعة. جذبت تجربة خط الدائرة الكبيرة (BCL) وأقطار موسكو المركزية (MCD) اهتمام ممثلي دول الخليج العربي، حيث تتطور مشاريع مثل هايبرلوب في الإمارات العربية المتحدة بنشاط. وتطرقت المناقشات إلى إمكانيات دمج أنظمة النقل ضمن الممرات الدولية، مثل الممر الشمالي الجنوبي، الذي يربط موانئ الخليج العربي بروسيا وأوروبا.
4 منصة بيانات النقل الحضري: كانت إحدى النتائج المهمة للقمة تحديث منصة التحليل الدولية UrbanTransportData، التي تتضمن بيانات عن أنظمة النقل في 50 مدينة كبرى، بما في ذلك تلك الموجودة في الشرق الأوسط. توفر هذه المنصة أدوات فريدة للتحليل والتخطيط، مما يمكن أن يساعد مدن المنطقة، مثل أبو ظبي والدوحة، على تطوير استراتيجيات نقل فعالة.
5 الشمولية ونهج العملاء: ألهم عرض التجربة الناجحة لنظام النقل الهندي Mo Bus، الذي قدمه المدير العام لشركة CRUT، أرون بوثرا، المندوبين لتطبيق حلول شاملة. هذا مهمٌّ بشكل خاص لمنطقة الشرق الأوسط، حيث يتزايد الطلب على خدمات نقل سهلة الوصول ومريحة لجميع شرائح السكان، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.
حضور بارز للانجازات في الشرق الاوسط
بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، مثّلت القمة فرصةً ليس فقط لدراسة أفضل الممارسات، بل أيضًا لتعزيز التعاون مع روسيا وغيرها من الجهات الفاعلة العالمية. إن مذكرات التفاهم الموقعة مع مدن مثل بكين وبانكوك، بالإضافة إلى الاتفاقيات المحتملة مع مدن الشرق الأوسط الكبرى، تفتح آفاقًا لتبادل التكنولوجيا والاستثمار في البنية التحتية للنقل. وقد أتاحت مشاركة وفود من المنطقة، بمن فيهم ممثلون عن الأوساط الأكاديمية والتجارية، مناقشة مواءمة حلول موسكو لظروف الشرق الأوسط، حيث يتطلب التوسع الحضري الكبير وتحديات المناخ مناهج مبتكرة.
أكدت قمة موسكو الدولية للنقل لعام 2025 مكانة المدينة كرائدة في مجال التنقل الحضري، وأصبحت حافزًا للتعاون الدولي. وبالنسبة لدول الشرق الأوسط التي تسعى إلى إنشاء أنظمة نقل مستدامة ومتقدمة تقنيًا، قدّمت القمة أفكارًا قيّمة وحلولًا عملية. تُرسي نتائج القمة، بما في ذلك الاتفاقيات الجديدة ومنصة UrbanTransportData المُحدّثة، أساسًا متينًا لمواصلة تطوير البنية التحتية للنقل في المنطقة.
لمزيد من المعلومات المُفصّلة حول نتائج القمة، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي:
https://transportsummit.mosmetro.ru/en.







