بدأت بلدية القدس بخطة بناء حي يهودي في الشيخ جراح شرقي القدس. وحسب الخطة، ربما يتم إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من بيوتها، لتستبدل بها 316 وحدة سكنية ومبان عامة لليهود. يخطط إقامته الحي اليهودي على أراض كانت في مركز صراع قانوني بين سكان الحي وجمعيات استيطانية في السنوات الأخيرة، ورافقتها مظاهرات ومواجهات عنيفة. السكان ومنظمات مجتمع مدني يقولون بأن هدف الخطة هو إبعاد السكان الفلسطينيين عن الحي.
خطة “نحلات شمعون”، كما يسمى الحي، تدفع بها سلطة تطوير القدس قدماً في السنتين الأخيرتين، وهي سلطة رسمية تهدف إلى المبادرة لتخطيط وتشجيع نشاطات تطوير اقتصادية في القدس. على الأغلب، لا تخطط لأحياء سكنية. قد يبنى الحي الجديد في مركز حي الشيخ جراح، في المنطقة التي يسميها الفلسطينيون “أم هارون”، وتقدر مساحتها بـ 17 دونماً، وفيها حوالي 40 مبنى، وموقف كبير للسيارات، ومنطقة مفتوحة.
بعض مباني الحي بيوت تاريخية بنيت في نهاية القرن التاسع عشر. لذا، فالخطة تثير أسئلة تتعلق بالحفاظ على هذه المباني، التي ناقشتها لجنة الحفاظ على المدينة في الفترة الأخيرة. والكثير من سكان الحي يعيشون الآن كمستأجرين محميين ولا يمكن إخلاؤهم. ولكن المصادقة على الخطة ستمكن القيم العام من عملية الإخلاء، وربما يجب على الدولة إيجاد مساكن بديلة لهم.
الأرض التي سيبنى عليها الحي المخطط له، سُجلت في السنوات الأخيرة باسم القيم العام في وزارة العدل، المسؤول عن إدارة العقارات الواقعة خلف الخط الأخضر، وهوية أصحابها غير معروفة. تم إجراء تسجيل الأراضي على اسم القيم في الطابو في إطار خطة خماسية للحكومة لتقليص الفجوات في شرقي القدس. مع ذلك، يقول سكان الحي ومنظمات مجتمع مدنية، الذين يتعاملون مع موضوع شرقي القدس والتخطيط الحضري من بينها جمعية “بمكوم” وجمعية “عير عاميم”، إن هدف الخطة الخماسية الحقيقي هو تهويد الأحياء العربية في شرقي المدينة. حتى الآن، كان القيم العام مشاركاً في أربعة أحياء يهودية شرقي المدينة. الخطة في الشيخ جراح ستكون هي الخامسة.
تضاف هذه الخطة إلى عدة خطط لبناء يهودي، بدأتها إسرائيل في شرقي القدس خلف الخط الأخضر. وفي الوقت نفسه، مع تغير الإدارة في الولايات المتحدة. في الخطط السابقة: إقامة حي كبير يشمل 9 آلاف وحدة سكنية في “عطروت”، وتوسيع حي يهودي قرب بيت صفافا، وخطة أخرى في الشيخ جراح لإقامة مدرسة دينية كبيرة في منطقة مفتوحة. حسب الخطة، سيبنى في الحي 15 مبنى جديداً. وفي منطقة الحي التاريخية، سيتم تحديد البناء بمبان تتكون من أربعة إلى ستة طوابق. ولكن في المنطقة القريبة من الشارع رقم 1، حيث يمر القطار الخفيف، يتوقع إقامة مبنيين يصل ارتفاعهما إلى 30 طابقاً.
“خطة لثلاثين طابقاً في الحي من القرن التاسع عشر، إضافة إلى مبان أحادية الطابق، هي خطة جنونية”، قالت لورا فيرتون، العضوة في مجلس بلدية القدس عن قائمة الاتحاد المقدسي.
قال محمود سعو، أحد سكان الحي: “كل العائلات هنا تناضل من أجل بيوتها. لا يسمحون لنا بإجراء إصلاحات، ومحظور حتى التبييض. هذه ليست حياة”. الدكتور خليل التفكجي، الجغرافي الفلسطيني الذي يمثل ائتلاف منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية التي تعمل في القدس، قال إن هدف الخطة هو تقسيم الحي إلى شمال وجنوب. “يريدون إقامة المدرسة الدينية “أور سيمح” في القسم الثاني من الحي، والسيطرة على المنطقة كلها. والهدف في نهاية المطاف، تعذر أي إمكانية لعاصمة فلسطينية في شرقي القدس”.
من سلطة تطوير القدس، جاء أن “السلطة، كجزء من دورها في القانون ولكونها الذراع التنفيذية والتخطيطية لحكومة إسرائيل وبلدية القدس، تعمل على تطوير المدينة اقتصادياً، وكل ذلك بالتنسيق مع مؤسسات الدولة والبلدية. وفي هذه الحالة، طلب من السلطة الدفع قدماً بخطة لصالح دولة إسرائيل، وإقامة حي سكني وشقق فندقية في “نحلات شمعون”.
نير حسون
صحيفة هآرتس العبرية
ترجمة صحيفة القدس العربي