خاص الوطنية
د. زكريا حمودان
ضمن مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبورغ كان من المفترض أن يتوجه الضابط السابق للاستخبارات العسكرية الأميركية سكوت رايتر إلى روسيا من أجل المشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي العلني، الواضح والصريح في جمهورية روسيا الاتحادية، وتفاجأ بممثلين عن الخارجية الأميركية يطلبون منه تسليم جواز سفره والنزول عن الطائرة (بحسب ما اتى في موقع روسيا اليوم https://www.rt.com/news/598711-us-seizes-scott-ritters-passport/) مقيدين حريته دون اي سبب يذكر، في تقييدٍ واضح لحريته الشخصية وحرية تنقله، وحرية مشاركته الفكرية في المنتدى الاقتصادي الذي لا يتضمن أي بعد أمني او حتى سياسي مباشر.
أن تكون ضابطاً أمريكياً سابقاً ليس امراً يسمح للولايات المتحدة الأمريكية أن تمنع تنقلك او أن تحتجز حريتك دون اي إنذار مسبق لا بل عن سابق إصرار وتصميم.
اذا اردنا مقارنة ما يحصل اليوم من حجز للحريات وتضييق على الصحفيين والمفكرين، وحجب حرية التعبير بالإضافة الى حجب التلفزيونات والصحف وكل وسائل التعبير، وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي الغير مؤيدة للولايات المتحدة الأمريكية، وجميع الوسائل التي تساهم في نشر حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم، وسرقة ثروات الشعوب وتدمير حقوق الإنسان وحجز للحريات، نجد أمامنا نموذج غير مسبوق لقمع الحريات والحقوق، في مخالفة واضحة وصريحة لحقوق الإنسان ولجميع القوانين الدولية.
اسئلة عديدة نطرحها بعد توقيف الضابط سكوت رايتر وأهمها حول ضرورة البحث عم عالم جديد خارج القطبية الأمريكية والعنصرية والاستكبار الغربي في مواجهة الحريات وتحرر الشعوب، لا بل يجب ان نطرح إشكالية تحرر الشعوب الغربية من قمع دولها وقمع الولايات المتحدة الأمريكية سواء للشعب الأمريكي او حتى للدول الاوروبية التي ادخلتها الولايات المتحدة الأمريكية في صراع غير مفهوم مع روسيا من خلال الحرب الأوكرانية، في سيطرة واضحة وصريحة للولايات المتحدة الأمريكية على السياسات الغربية و الاوروبية.
هناك خشية كبيرة حول مستقبل العالم الذي نعيش فيه اليوم في ظل الغطرسة الأمريكية، وفي ظل ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من قمع للحريات وسكوت عن جرائم تحصل في شرق المتوسط و في العالم، وسبقتها جرائم أخرى حصلت كالحرب في سوريا ونشر الإرهاب في سوريا والعراق، والحرب في أفغانستان والحروب في شمال أفريقيا بالإضافة الى سرقة ثروات الشعوب في وسط وجنوب أفريقيا مقابل تحقيق اهداف استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية.