1

بايدن يُعلن انتصارَ المقاومةِ في غزة

د. زكريا حمودان_خاصّ موقع “الأفضل” نيوز

خرج الرئيس الأميركي جو بايدن في توقيت حساس ليقول أمام العالم بأن الولايات المتحدة الأمريكية موافقة على طروحات حركة حماس في ملف وقف إطلاق النار في غزة.

فاجأ الرئيس الأميركي جو بايدن العالم برمته كما فاجأ حكومة نتنياهو المتطرفة التي تلقّت صفعة أولى في خسارة الحرب وتحول وقف إطلاق النار في غزة الآن إلى مجرد اتفاق سيحصل في أقرب وقت ممكن.

لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك في جعبتها بعض التفاصيل التي دفعتها من أجل أن تصدر هكذا بيان، خاصة بأن حكومة نتنياهو تتعرّض لخلل كبير بعد قرارات الانسلاخ عنها من قبل غانتس وايزنكوت، لذلك يمكننا القول بأن شيئا ما يتم تحضيره في هذه المرحلة من أجل وقف إطلاق النار في غزة.

في المقابل قامت حركة حماس في تلقي خطاب الرئيس الأميركي بإيجابية كبيرة الأمر الذي ظهر في بيان الحركة التي رحبت بشكل كبير بالبيان الأميركي الذي يعتبر انتصارًا لها وللشعب الفلسطيني خاصة بأن مضمون البيان الأميركي يحتوي على كل ما تحدثت عنه الحركة في موضوع وقف إطلاق النار وشروطها الواضحة في إنهاء الحرب على غزة دون القضاء على حركة حماس.

مضمون ما صرح به الرئيس الأميركي مهم جداً بالنسبة للقضية الفلسطينية فهو لم يتحدث عن إنهاء حركة حماس، كما أنه لم يتحدث عن انتصار إسرائيل في هذه المعركة بل تحدث عن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة.

إن مطالب حركة حماس والفصائل الفلسطينية واضحة وصريحة وهي ذات بُعد وطني وفلسطيني ويحقق انتصار واضح للمقاومة على الشكل التالي : 

١- انسحاب كامل لجيش العدو الإسرائيلي من قطاع غزة ضمن المراحل المحددة (٣ مراحل).

٢- تنفيذ إعادة الإعمار بشكل تدريجي ورفع الحصار عن قطاع زغزة.

٣- تبادل الأسرى مما يشير إلى عدم قدرة العدو الإسرائيلي على تحرير الأسرى.

٤- قد يكون ما يحصل هو بداية الوصول إلى دولة فلسطينية الأمر الذي يتوافق مع الضغوطات الدولية الأخيرة.

اليوم تعيش القضية الفلسطينية انتصاراً جديداً بعد قرابة ٨ أشهر من الحرب المندلعة في غزة والمنطقة، مما سيسمح لمحور المقاومة أن يطور من استراتيجيته في مختلف الساحات التي كان لها فضل كبير في تحقيق هذا الانتصار.

على المستوى الفلسطيني لا بد أن نتوقف عند التقدم الكبير الذي حصل في الحوار الداخلي بين حركة حماس وحركة فتح وباقي الفصائل في منظمة التحرير الذي سيعطي انتصاراً فلسطينياً آخر على المستوى الداخلي من أجل الوصول إلى صيغة جديدة لمنظمة التحرير ستكون عبارة عن دخول جميع الفصائل الفلسطينية داخل المنظمة والتوجه إلى بناء دولة فلسطينية باتت تتمتع بأرضية دولية كبيرة بعد معركة طوفان الأقصى، وهي تحتاج فقط إلى أن تتبلور في مجلس الأمم المتحدة وتشكيل دولة كاملة السيادة والمواصفات.

يبدو أن الحرب في غزة بدأت تنهي ساعاتها الأخيرة وأننا نتجه إلى وقف إطلاق النار إما من خلال انصياع الجميع إلى اتفاق مشترك أو من خلال إنهاء حكومة نتنياهو وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة يكون عنوانها الأساسي هو إنهاء الحرب في غزة والتوقيع على اتفاق يكون نتنياهو وبن غفير وسموتريتش والمجموعة المتطرفة خارجه.