مقارنة بين انتصار الاتحاد السوفياتي على النازيين في عيد النصر وواقعنا الجيوسياسي الحالي

Spread the love
image_pdfimage_print

التاسع من أيار من كل عام، يعود إلى المشهد الجيوسياسي ذلك المتغير الذي بدل خريطة العالم بعدما قلب الاتحاد السوفياتي معركته إلى انتصار على النازية.

لقد أنقذ انتصار التاسع من أيار أوروبا من غطرسة كانت ستحكمها لسنوات، لكن يبدو أن الأوروبيين لم يتعلموا من تلك الحقبة وعادوا إلى الحضن الأميركي.

ما يحصل في الساحة الجيوسياسية اليوم يعيد إلى الأذهان مشهد اليد النازية التي طغت على أوروبا وأنقذها الاتحاد السوفياتي، لكن اليوم هناك من يعيد هذه الغطرسة إلى الواجهة من خلال الخضوع للسياسة الخارجية الأميركية. 

تتحكم الولايات المتحدة الأميركية بمصالح الأوروبيين فتضربها من هنا وهناك، سواء ما حصل في أوكرانيا أو من خلال ما يحصل في غرب آسيا حاليًّا.

أدخلت أميركا الأوروبيين في الحرب الأوكرانية لتصيبهم في مقتل من خلال حاجتهم للغاز الروسي.

دخلت أوكرانيا في حرب لصالح الولايات المتحدة الأميركية وذهبت الدول الأوروبيّة تستجدي الغاز، هكذا هي المعادلة الغريبة اليوم.

إن مصلحة الولايات الأميركية المتحدة لا تختلف عن مصلحة النازيين، فالهدف كان واحدًا وهو السيطرة على أوروبا والعالم عبر خرق القوانين الدولية وقتل المدنيين وخرق الدول عبر عملاء يعملون تنفيذًا لمصالح أميركا في بلادهم. 

وقف الاتحاد السوفياتي منتصرًا للعالم في مواجهة النازيين، واليوم يعيد التاريخ نفسه لتقف روسيا وإلى جانبها الصين والجمهورية الإسلامية في إيران وعدد من الدول في مواجهة الغطرسة الأميركية. 

مواجهة الأميركي بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست جديدة، فمنذ خطابه الأول في الساحة الحمراء صرح عن العالم المتعدد الأقطاب انطلاقًا من البعد التاريخي للاتحاد السوفياتي الذي انتصر في التاسع من أيار على النازية. 

كان واضحًا أن ثقة الرئيس فلاديمير بوتين بقدرات روسيا كبيرة، فأطلق مشاريعه التي باتت تزهر في كل عيد نصر وردة للعالم الحر مقابل شوكة في طريق الغطرسة الأميركية. 

اليوم نعيش مرحلة مواجهة جديدة مع النازيين الجدد في أميركا، بحيث سطر الاتحاد السوفياتي تاريخيًّا اسمه في إنقاذ العالم من المشاريع المتطرفة عندما قضى على النازية، وها هو اليوم يسير في تدمير قدرات الغطرسة الأميركية رويدًا رويدًا.

د. زكريا حمودان

مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء