1

الحركة الطلابية في الولايات المتحدة ترعب الإسرائيليين

توجّهت الأنظار في الأسبوع الأخير نحو الحراك الطلابيّ المتصاعد في الجامعات الأميركية، ليصل إلى حرم كبرى جامعاتها وأبرزها، حيث بات يثير قلق القيادات والمؤسسات الأمريكية كما والإسرائيلية، لما تحمله هذه المظاهرات من موقف وزخم وتحوّل في الوعي لدى شباب اليوم على صعيد القضية الفلسطينية.

على مستوى القيادة الإسرائيلية ألقى نتنياهو في خطاب مصور يوم الأربعاء الماضي، تحريضه على الطلاب المحتجين، مدعياً أن “الغوغاء المعادين للسامية استولوا على الجامعات الرائدة في أميركا“. وقارن بين التجمعات الطلابية في أميركا وتلك التي وقعت في ألمانيا خلال صعود الحزب النازي.

أما على مستوى الصحف العبرية فسنستعرض أبرز ما جاء في التحليلات العبرية التي سارعت لتناول هذه القضية، وعبّرت عن سيطرة المشاعر المتناقضة لدى اليهود اتجاه الجامعات المرموقة في أميركا، على أثر فقدان الشعور بالراحة والأمن نتيجة التحركات الطلابية.

أبرز ما ورد في هذه التحليلات:

– انخفاض الشعور بالأمن لدى الطلاب اليهود، وسيطرة مشاعر القلق والخوف لديهم، حيث اضطروا للعودة إلى منازلهم حتى يصبح الحرم الجامعي أكثر أمانًا.

– تسليط الضوء على كثرة دعوات المحتجين لتدمير الكيان، وتعرّض الطلاب اليهود للمضايقات والترهيب والاعتداءات اللفظية كما وضغوط تنمّ عن كراهية باستخدام العنف والترهيب الجسدي ضدّهم.

– ارتباط الأحداث في الجامعات بعوامل خارجية، مع الإشارة إلى تدخل إيران في الأزمة، وذلك من خلال الترويج إلى أن أغلب المتظاهرين لا ينتمون إلى الجامعات، وتعزيز الادعاءات المتزايدة بأن الاحتجاج متأثر بـ”دعاة خارجيين”.

– البحث عن خطوات لمواجهة معاداة السامية في الحرم الجامعي، في ظل فشل إدارات الجامعات في خلق بيئة جامعية آمنة للطلاب لا سيما اليهود.

– تعليق بعض رجال الأعمال تبرعاتهم للجامعات لعجزها عن حماية الطلاب والموظفين.

– التركيز على تحول الجامعات إلى ساحات للاحتجاجات والتظاهرات، وتشبيهها بالفوضى المتطرفة والشريرة، التي تشكّل تهديدًا خطيرًا وواضحًا على الحرية الأكاديمية وحياة اليهود في الجامعة، حيث وضعت الطلاب في مواجهة مع بعضهم البعض.

– توجيه اتهامات بمعاداة السامية لمن يدعمون غزة.

– التركيز على دعوة المتظاهرين بأن تقوم الجامعات الأمريكية بسحب استثماراتها في إسرائيل (صناعة الأسلحة، المؤسسات الخاصة، غوغل وغيرها من الشركات التي تزعم أنها تمول استمرار القتال في غزة) على اعتبار أنها وسيلة واضحة وقابلة للتحقيق لإجبار الجامعات على التحرك.

– الخشية من المقاطعة: إمكانية تحوّل الاحتجاجات إلى موجة غير معلنة من المقاطعات لا سيما العلاقات الأكاديمية، هذه المقاطعة الصامتة تعرض مكانة الكيان في العالم الأكاديمي الدولي للخطر، كما وتضر بالعلم الإسرائيلي، الذي تستمد منه التكنولوجيا المحلية أيضا. بالإضافة إلى ذلك قد يكون للمظاهرات أيضًا تأثير على الاقتصاد والأمن والطب في الكيان المؤقت.

– سيطرة شعور الضعف وعدم القدرة، لدى اليهود والإسرائيليين، على أن يكونوا جزءًا من المكان الذي يدرسون أو يعملون فيه.

– انضمام يهود، غير صهاينة، إلى المعسكر المؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي.

– تأثير هذه الظاهرة على مكانة الجامعات الإسرائيلية في العالم، كما والحد من التعاون الأكاديمي.

– إن مسألة البقاء في الجامعات والنضال من أجل صورة إسرائيل والعلوم الإسرائيلية وشبكة علاقاتها الدولية أمر ضروري بالنسبة للكثيرين.

– سيطرة القلق لدى رؤساء الجامعات في إسرائيل من مظاهر معاداة السامية، وتعهدهم بالمساعدة في قبول العلماء والطلاب.

– اعتبار الحرم الجامعي أحد أسوأ مراكز معاداة السامية الأكاديمية في الولايات المتحدة.

– فشل رؤساء المؤسسات في تحقيق التوازن بين حرية التعبير للمتظاهرين المناهضين للحرب والشعور بالأمن في الحرم الجامعي.

لم تتوقّع “إسرائيل” أن تكون جبهة الرأي العام الغربي المؤثّر عالمياً منطلقة من الولايات المتحدة، متسببة في موجة رفض للمسلمات السياسية الأميركية الداعمة الأولى لكيان الاحتلال. ولا تبدو المظاهرات عفوية في جوهرها بل هي نتيجة تراكمات سياسية أفرزت حركة تمرّد شبابي طلابي، ستؤدي إلى ازدياد الضغط السياسي والشعبي على الإدارة الأمريكية وزيادة الانحراف في المواقف الأمريكية نحو خفض التصعيد. بالإضافة إلى تراجع شعبية بايدن وتأسيس صوت أميركي مؤثر، مدافع عن القضية الفلسطينية.

وبدأت التظاهرات تنتقل إلى العواصم الأوروبية ففي باريس نظم طلاب جامعة العلوم السياسية، إحدى أرقى الجامعات الفرنسية وقفة احتجاجية للتنديد بالإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبحضور ودعم من بعض الأساتذة والنواب الفرنسيين. وبذلك تنذر التحركات الطلابية إلى احتمالية عدوى عالمية تطال الجامعات في مختلف دول العالم.

المصدر: موقع الخنادق