أهميّة المهرجان العالمي للشّباب والتّلاقي بين الأمم

Spread the love
image_pdfimage_print

ينعقد هذا العام مهرجان الشّباب العالمي في روسيا وهو الذي إن دلَّ على شيء فهو يدلّ على أهميّة اهتمام روسيا والدول الصديقة لها بالشباب ودورهم على مختلف المستويات العلميّة، الاقتصاديّة، السّياسيّة والثّقافيّة.

عندما تقوم روسيا بتنظيم هكذا نوع من المؤتمرات فهذا يدلّ على أهميّة الرّؤية التي يتمتّع بها الاتحاد الروسي على مستوى مختلف الطبقات الاجتماعية ومختلف الأعمار، بالإضافة إلى الاهتمام الرّوسي الكبير بأهميّة أن يسير حلفاء روسيا على نفس الوتيرة من الاهتمامات التي تسير بها روسيا، مثل الاهتمام بالشّباب وثقافتهم وعلمهم ومختلف تفاصيل الحياة لديهم.

على المستوى السّياسي من الضّروري أن نقرأ أهميّة مهرجان الشّباب العالمي على أنّه أحد رسائل روسيا من أجل بناء عالم عادل ومتشابه في ما بينهم بالنّسبة للشّباب ودورهم وحقّهم في التّعلّم وحقّهم في الثّقافة بالإضافة إلى باقي الحقوق الّتي من الضّروري أن يتمتّع بها جميع الشّباب، وهنا تكون نظرة روسيا إلى أنّ المجتمع الآخر الصّديق لروسيا يجب أن يكون شبيهًا بالمجتمع الروسي على مستوى الخدمات وحقوق الشّباب والحاجة بأن يكون هناك حاجة إلى دور الشّباب في الدّول الصّديقة لروسيا ودور الشّباب في روسيا.

أمّا من جانب آخر فلا بدّ وأن ننظر إلى الأهميّة الدّوليّة في مهرجان الشّباب العالمي لذلك يشكّل مهرجان الشّباب العالمي رسالة إلى العالم أنّ روسيا غير معزولة وأنّ روسيا هي دولة جامعة على مستوى العالم وهي قطب من الأقطاب الرّئيسيّة التي لا بدّ وأن يبحث العالم عن المحافظة عليها لذلك هنا تكون الرّسالة ذات شقَّين:

١- الشّقّ الأول أنّ روسيا تعيش جنبًا إلى جنب مع الدول الصّديقة ودول العالم سواء في الشّرق أو في الغرب، في آسيا أو أوروبا أو أفريقيا أو حتّى في أميركا.

٢- أمّا في الشّقّ الآخر فإنّ روسيا دولة منفتحة ولا يمكن لأمريكا أن تعزلها أو أن تؤثّر على انفتاحها لذلك روسيا تؤكد دائما انها مستمرة في الوقوف إلى جانب دول العالم الحرّ ودول العالم الصّديقة لروسيا لأنّها جزء من رسالتها.

على مستوى الاهتمام في الشّباب فإنّه لا بدّ من أن نتوقّف عند أهميّة مهرجان الشّباب العالمي لدى روسيا لقراءة المستقبل، فالدّولة التي تركّز على الشّباب تقوم بالبحث عن الفرص لهم في المستقبل وعندما نتحدّث عن الفرص في المستقبل نتحدّث عن مستقبل الدول. وللحديث عن مستقبل الدول يكون لدينا رؤيا واضحة بأنّ روسيا تهتمّ بشكلٍ كبيرٍ في مستقبل الدول الصّديقة لها وبالتّالي هي تهتم بمستقبل الشّباب في هذه الدول وهي تهتم بعمليّة تنمية الفرص للشّباب الروسي وأصدقاء الشّباب للدّول الصّديقة لروسيا.

من هنا يتفرّع من مهرجان الشّباب العالمي الاهتمام الكبير في الشّقّ العلمي والثّقافي والسّياسي للشّباب الرّوس والزّوار من الدّول الأجنبية والتي هي في غالب الأحيان الدّول الصّديقة لروسيا وتلتقي معها في الانفتاح نحو بناء مجتمعات متناغمة ضمن عالم متعدّد الأقطاب.

أمّا على المستوى الدّاخلي فإنّ مؤتمر الشّباب العالمي لمهرجان الشّباب العالمي هو نقطة تلاقي للجمهور الداخلي في روسيا والشّباب الرّوسي مع الشّباب من الدّول الصّديقة لروسيا، من هنا يكون تبادل الثقافات والحضارات والصداقات وينبع من ذلك التأكيد الدائم لدى روسيا على دعم القيم والمعايير العامة التي يتمثّل من خلالها بناء مجتمع عادل وسليم وهنا نركز على النّقاط التالية:

١- بناء مجتمعات ديمقراطيّة حقيقيّة تتمثّل بالتّلاقي والتّعاون بين المجتمعات التي تسودها الديمقراطية من الدول الصديقة لروسيا فيكون مهرجان الشباب العالمي منطلقاً لتعزيز الديمقراطية الحقيقية في العالم.

٢- بناء مجتمع ذي قيم ومعايير إنسانيّة وشاملة وترتبط فعلاً في القانون الدولي لذلك عندما نتحدّث عن المعايير العامة هي ليست المعايير التي تبحث بعض الدول عن طرحها وتسويقها بل المعايير والقيم الحقيقية التي سيكون لها تأثير كبير على مستوى العالم الذي تراه روسيا وهو العالم المتعدد الأقطاب.

في الختام إنّ مهرجان الشّباب العالمي في روسيا هو أحد المهرجانات التي يلتقي فيها العالم مع روسيا وتلتقي فيه روسيا مع العالم وعلى مختلف المستويات لذلك نرى بأنّ موسكو تركّز بشكلٍ دائمٍ على الشركاء والأصدقاء لديها من أجل التّفاعل معاً في سبيل بناء مجتمعات لديها ثقافة مشتركة ولديها رؤية مشتركة وهي ذات توازن مجتمعيّ مشترك.

د.زكريا حمودان – خاص الأفضل نيوز