أهمية جبهة جنوب لبنان في معركة طوفان الأقصى

Spread the love
image_pdfimage_print

انطلقت معركة طوفان الأقصى من غزّة حيث تسطر الفصائل الفلسطينية نموذجًا غير مألوف في الصمود والمواجهة وتحقيق النتائج الإيجابية.

الأهمية العملية لجبهة غزّة تكمن في مركزية الصراع من حيث انطلق، لكن الأهمية العملية لباقي الجبهات تأتي في إطار استراتيجيا الحرب التي يخوضها محور المقاومة في مختلف الجبهات، بحيث سأركز في هذا المقال على جبهة جنوب لبنان وبعض ما توفّر من معطيات حول أهميتها.

جبهة رادعة لأحد أهم جيوش المنطقة

سؤال يجب أن نطرحه حول جبهة جنوب لبنان: لماذا انضبط جيش العدوّ الإسرائيلي ولم يشن حربًا على المقاومة الإسلاميّة في لبنان بالرغم من فتحها للنار منذ الثامن من اكتوبر؟

لقد حددت المقاومة طبيعة المعركة وجغرافيتها وماهيتها على الشكل التالي:

1ــ عمق الصراع فرضته المقاومة التي حمت عمق الجنوب اللبناني عبر الردع الاستراتيجي، وثبتت حجم العمليات بسبب خشية العدوّ الإسرائيلي من توسيع المعركة جغرافيًا.
 
2ــ  حددت المقاومة أهدافها التكتيكية فضربت جميع تقنيات التجسس والاستطلاع الثابتة سواء تلك القريبة من الحدود أو البعيدة عنها كقاعدة ميرون.

3ــ أثبتت المقاومة أن صاروخ الكورنيت المتعدد التعديلات هو أحد الأسلحة الفتاكة التي تنتظر الإسرائيلي عند تقدمه تجاه حدود الأراضي اللبنانية.

جبهة هجومية وليست فقط دفاعية

مساندة للقضية الفلسطينية ولمعركة طوفان الأقصى هاجم حزب الله الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلّة، كما أنه ما زال يهاجمه كلّ يوم بحسب ما يراه قادة الميدان مناسبًا.

من أهم ما يمكن أن نتنبه له ميدانيًا من إنجازات للمقاومة في جنوب لبنان هو ما يلي:

1ــ إيجاد جبهة متناسقة تكتيكيًا بالرغم من طولها الذي يتخطّى الـ١٠٠ كم على طول الشريط الحدودي.

2ــ استطاعت المقاومة ترويض الدفاعات الجوية لدى جيش العدوّ الإسرائيلي عبر تكتيكات مختلفة، وبحسب التقديرات هناك المزيد الذي لم يُكشف عنه بعد.

3ــ أثبتت الجبهة الجنوبية أن أي حرب مقبلة ستجعل المستوطنات ركامًا يشبه إلى حد كبير التدمير الذي أصاب قطاع غزّة من خلال آلة التدمير والقتل الإسرائيلية، والفضل يعود لكثافة النيران والقدرة التدميرية التي تمتلكها المقاومة.

4ــ  كشف المقاومة لتكتيكات العدوّ الهجومية والدفاعية الحديثة والتي تم تطويرها على مدى سنوات.

اليوم تستمر المقاومة في جنوب لبنان بمساندتها لمعركة طوفان الأقصى، وهي في جهوزية عالية لمواجهة أي حرب سيحاول العدوّ شنها على لبنان، لأنه من المؤكد أن الكثير من مفاجآت المقاومة الإسلاميّة في جنوب لبنان لم يظهر بعد.

د. زكريا حمودان – مديرالمؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء

المصدر: موقع العهد