1

غواصة نذير 5 المسيّرة الإيرانية: ما بعد الخليج والبحر الأحمر وجزيرة قبرص؟

خلال زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي لجامعة الامام الحسين (ع) بالأمس الثلاثاء، تم الكشف لأول مرّة عن مواصفات غواصة “نذير 5 ” المسيّرة عن بعد، التي قامت الجامعة بتصنيعها، والتي سبق للقوة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية عرضها في مناسبات عدون من دون أي ذكر أي معلومات حولها.

وقد أعلن بأن هذه الغواصة قد اجتازت العديد من المراحل التجريبية في المياه الإيرانية، وأنها قادرة على البحث والتعرف على مسافة تصل إلى 500 كيلومتر في المياه البعيدة، وهو ما يعد تطورا كبيرا ونوعياً في الصناعة غير المأهولة، وخاصة قدرات التحكم عن بعد لدى الصناعات العسكرية في الجمهورية الإسلامية (مع الإشارة إلى هناك القليل من الدول في العالم التي تمتلك هذه القدرة). فهذه الخاصية تعني أن بإمكان إيران استخدام والسيطرة على هذه الغواصة، في أي جزء من مياه الخليج الفارسي، وجزء كبير من مياه بحر العرب. وفي حال تم تجهيز بعض القطع البحرية بمنظومات التحكم بهذه الغواصة، فإن ذلك سيتيح لها القيام بمهامها في أماكن بعيدة عن إيران أيضاً.

من جهة أخرى، فإن الكشف عن هذه التقنية وعن العديد من نماذجها لدى إيران، يفتح الباب أمام احتمالية قيام الجمهورية الإسلامية بنقلها الى أطراف أخرى في محور المقاومة (ربما قد تم ذلك منذ سنوات). وهو ما سيعني امتلاك العديد من قوى المحور (خاصةً تلك المشرفة على البحر الأحمر والأبيض المتوسط)، بعضاً من هذه النماذج، وبالتالي القدرة على تنفيذ العديد من المهام في هذه البحار أيضاً. فلو افترضنا بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية يمتلكان هذه الغواصة أيضاً، فهذا معناه أنه باستطاعتهما اطلاقها والتحكم بها حتى منتصف البحر الأحمر. ولو افترضنا بأن حزب الله امتلك هذه الغواصة أيضاً، فإن باستطاعته إطلاقها والتحكم بها حتى مسافة ما بعد جزيرة قبرص.

ومن خلال التدقيق في الصور، يمكننا ملاحظة بعض المواصفات الإضافية المحتملة لهذه الغواصة:

1)يبلغ طولها ما لا يقلّ عن 10 أمتار فينما يتجاوز قطرها المتر الواحد.

2)إمكانية التزود بمنظومات أسلحة وطوربيدات.

3)امتلاك قدرة كبيرة على التخفي عن أجهزة رصد واستشعار القوى العدائية، حيث زودت بإمكانيات تقلل من ضجيج المحرك.

4)تستطيع بمهام مختلفة من المراقبة إلى إزالة الألغام وإغراق السفن من مسافات طويلة.

الاستخبارات الأمريكية توقعت ذلك

منذ سنوات أعدت وكالة الاستخبارات البحرية الأمريكية في تقرير من 44 صفحة، أنه مع رفع العقوبات العسكرية عن الجمهورية الإسلامية في عام 2020، فإنه من المحتمل أن تزيد القوات البحرية الإيرانية قوتها بشكل كبير. وفي جزء من هذا التقرير، تم ذكر قدرات إيران تحت السطح، وقد قامت هذه الوكالة باستعراض قدرات الغواصات الإيرانية. فذكر تقرير الوكالة التابعة للبنتاغون، بأن الغواصات جزء مهم من البحرية الإيرانية، التي قامت ببرنامج بناء طموح لزيادة برنامج إنتاجها تحت السطح وتوسيع أسطولها، متوقعاً قيامها أيضاً بدخول نادي الدول المنتجة للغواصات غير المأهولة والمسيّرة عن بعد.

المصدر: موقع الخنادق