1

صادرات الصين ترتفع والاقتصاد في أجواء غائمة

نمت صادرات الصين بوتيرة أسرع في ديسمبر (كانون الأول)، بينما استمرت الضغوط الانكماشية الشهر الماضي، ما أبقى على توقعات باتخاذ مزيد من إجراءات تيسير السياسات دعما للاقتصاد الذي يدخل عام 2024 بمواطن ضعف كبيرة.

ويمكن لصناع السياسات في الصين أن يتنفسوا الصعداء بعد ظهور مؤشرات على أن التجارة العالمية تقترب من اجتياز الأزمة مع ظهور احتمال خفض أسعار الفائدة في الأفق، لكن أزمة العقارات التي طال أمدها، واستمرار حذر المستهلكين، والتحديات الجيوسياسية، تشير إلى عام مليء بالتقلبات لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأظهرت بيانات الجمارك يوم الجمعة أن الصادرات نمت 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقارنة مع زيادة 0.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة الزيادة المتوقعة في استطلاع أجرته «رويترز»، والتي بلغت 1.7 في المائة.

ونمت الواردات بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي مخالفة التوقعات لزيادة بنسبة 0.3 في المائة، لكنها لا تزال في مسار الصعود من انخفاض بنسبة 0.6 في المائة في الشهر السابق.

وتنضم بيانات الصادرات الصينية التي تحسنت الشهر الماضي إلى بيانات مشابهة من كوريا الجنوبية وألمانيا وتايوان في الإشارة إلى أن التجارة العالمية بدأت في التعافي بعد أن أدى ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقليص الطلب خلال عام 2023. وفي العام الماضي، انخفضت صادرات الصين للمرة الأولى منذ عام 2016.

ويتوقع محللون أن تنخفض أسعار الفائدة 1.5 نقطة مئوية على الأقل في الولايات المتحدة وأوروبا هذا العام بما يجب أن يدفع الطلب على السلع المستوردة للتحسن. لكن أسعار المستهلكين في الصين تراجعت للشهر الثالث على التوالي في ديسمبر، كما واصلت أسعار تسليم المصنع انخفاضا مستمرا منذ أكثر من عام وفقا لبيانات منفصلة صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني. ويسلط ذلك الضوء على استمرار القوى الضاغطة تجاه الانكماش على الاقتصاد الصيني العملاق.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة في 2023، وهي أبطأ وتيرة منذ 2009. وتراجع مؤشر أسعار المنتجين للعام بأكمله بنسبة ثلاثة في المائة، في أقوى تراجع منذ 2015.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في شركة «بن بيونت» لإدارة الأصول: «الضغط الانكماشي على الاقتصاد الصيني لا يزال قائما، حيث لا يزال الطلب المحلي ضعيفا. ويواصل قطاع العقارات الضغط على الاقتصاد».

ويتوقع محللون اتخاذ الصين مزيداً من تدابير دعم السياسات على المدى القصير لتحفيز الطلب. وقال محللو بنك «يو بي إس» في مذكرة: «من المرجح أن ينتعش الاستهلاك مع بداية العام القمري الجديد، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التحفيز لتعزيز إنفاق الأسر والقضاء على الضغوط الانكماشية».

وفي غضون ذلك، ارتفع إقراض البنوك الجديدة في الصين أقل من المتوقع في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق، لكن الإقراض لعام 2023 بأكمله سجل رقما قياسيا مع استمرار البنك المركزي في تيسير السياسة لدعم التعافي الاقتصادي الهش.

وقدمت البنوك الصينية قروضاً جديدة باليوان بقيمة 1.17 تريليون يوان (163.31 مليار دولار) في ديسمبر، وفقاً للبيانات الصادرة عن بنك الشعب الصيني يوم الجمعة. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا أن ترتفع القروض الجديدة باليوان إلى 1.40 تريليون يوان في ديسمبر، من 1.09 تريليون يوان في الشهر السابق، ومقابل 1.4 تريليون يوان في ديسمبر 2022.

وعلى مدار العام، وصل الإقراض المصرفي الجديد إلى مستوى قياسي بلغ 22.75 تريليون يوان، بزيادة 6.8 في المائة، من 21.31 تريليون يوان في عام 2022 – وهو الرقم القياسي السابق.

ومع ذلك، فإن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يكافح لاستعادة الزخم، مع انتعاش مخيب للآمال وقصير الأمد في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19. ولا تزال ثقة المستهلكين والشركات ضعيفة، وتكافح الحكومات المحلية تحت وطأة الديون الضخمة، وتؤثر أزمة العقارات التي طال أمدها بشكل كبير على أنشطة البناء والاستثمار.

ويتوقع المحللون أن يكشف بنك الشعب الصيني (المركزي) عن خطوات تيسيرية جديدة في وقت مبكر من هذا العام لدعم الاقتصاد، وسط مخاوف بشأن الضغوط الانكماشية والتساؤلات حول المدة التي سيستغرقها تراجع سوق الإسكان حتى يصل إلى القاع.

ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي بتكثيف ضخ السيولة وخفض سعر الفائدة الرئيسي عندما يقوم بتجديد قروض السياسة متوسطة الأجل المستحقة يوم الاثنين، حيث تحاول السلطات إعادة الاقتصاد الهش إلى وضع أكثر صلابة.

لكن البنك المركزي يواجه معضلة سياسية، حيث يتدفق المزيد من الائتمان إلى القوى الإنتاجية مقارنة بالاستهلاك، وهو ما يمكن أن يزيد من الضغوط الانكماشية ويقلل من فعالية أدوات سياسته النقدية.

ونمت القروض المستحقة باليوان بنسبة 10.6 في المائة في ديسمبر على أساس سنوي، مقارنة بـ 10.8 في المائة في نوفمبر. وكان المحللون يتوقعون نمواً بنسبة 10.8 في المائة. وتسارع نمو إجمالي التمويل الاجتماعي القائم، وهو مقياس واسع للائتمان والسيولة في الاقتصاد، إلى 9.5 في المائة في ديسمبر على أساس سنوي، مقارنة مع 9.4 في المائة في نوفمبر.

المصدر: صحيفة الشرق الاوسط




بتخطيط لإشعال الضفة.. إسرائيل ترفع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في النقب وشرقي القدس

سرعت بلدية القدس وتيرة هدم المنازل في شرقي القدس منذ بداية الحرب. في العام 2023 تم هدم 140 بيتاً، أي أكثر من السنة السابقة بنحو 60 في المئة. إضافة إلى ذلك، هدمت البلدية 84 مبنى آخر مثل حوانيت ومخازن. السياسة الحالية استثنائية مقارنة مع جولات قتال سابقة في غزة. في حينه، امتنعت السلطات عن هدم المنازل في شرقي القدس كي لا تزيد التوتر الأمني في المدينة. في الوقت نفسه، استؤنف الأربعاء الماضي، للمرة الأولى من 7 تشرين الأول، هدم البيوت في القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، في حين أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليماته أمس لوقف هدم منازل جنود الاحتياط الذين يعيشون في البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

في بداية السنة الحالية، أعلن وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، عن سياسة جديدة لزيادة هدم منازل الفلسطينيين في شرقي القدس. وأكدت مصادر في البلدية أن الوزير استخدم الضغوط في هذا الشأن، لكن وتيرة الهدم خلال السنة كانت تشبه الوتيرة في السنوات السابقة؛ في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 تم هدم 10 منازل بالمتوسط كل شهر. ولم يظهر أن توجيه بن غفير قد تم تطبيقه. ولكن منذ 7 تشرين الأول ازدادت الوتيرة ووصلت إلى 17 أمر هدم بالمتوسط كل شهر.

في شرقي القدس تم إصدار آلاف أوامر الهدم ضد مبان أقيمت بدون ترخيص. يقول الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان إن إسرائيل جعلتهم يبنون بدون ترخيص، لأنه من المستحيل إصدار رخص بناء في شرقي القدس. عدد كبير من عمليات الهدم يتم تنفيذها بمرافقة عدد كبير من قوات الشرطة. ورافقت بعض عمليات الهدم في الأسابيع الأخيرة مواجهات بين الفلسطينيين ورجال الشرطة. في الأسبوع الماضي، تم اعتقال 11 مشبوهاً في المواجهات التي اندلعت أثناء هدم بيت في جبل المكبر.

“أساس هدم المنازل هو إفشال محاولات تخطيط فلسطينية في القدس، إلى جانب سياسة إنفاذ القانون التي تصبح أكثر عنفاً من سنة إلى أخرى”، قال أفيف تترتسكي، الباحث في جمعية “عير عاميم” التي تعمل من أجل التعايش في المدينة. وحسب قوله، فإن “حقيقة ازدياد وتيرة هدم المنازل في الحرب الحالية، تعبير آخر على أن حكومة نتنياهو – بن غفير تبحث عن إشعال الأرض”. وقد جاءنا من البلدية بأن “البلدية تنفذ أوامر المحاكم ضد البناء غير القانوني كالعادة في كل أرجاء المدينة”.  في النقب، تم وقف عملية هدم المنازل غير القانونية في القرى البدوية غير المعترف بها عند اندلاع الحرب، في حين تم استئنافها الآن. وصلت الجرافات إلى قرية الزعرورة البدوية غير المعترف بها قرب “عراد” وهدمت بيتاً ومخزناً واقتلعت 60 شجرة زيتون. في القرية المعترف بها (لكن غير المنظمة) بير الداج في النقب الشمالي، هدمت الجرافات اثنين من الإسطبلات، يعود أحدهما لامرأة من سكان القرية (80 سنة) ويعدّ مصدر رزق لها.

“يجب ألا يخطر بالبال أننا في حرب. فلا يكفي أنها مناطق غير محمية، بل وينشغلون في هدم المنازل”، قال معيجل الهواشلة، وهو مسؤول ميداني في مجلس القرى غير المعترف بها. سلامة عديسان، الناشط الاجتماعي ومقدم في الاحتياط من بير الداج، قال للصحيفة إن عدد القوات التي وصلت لهدم الإسطبلات كانت أكبر بكثير من المطلوب. “لقد جاءوا للاستفزاز. أمر لا يصدق. جاءت تراكتورات ورافعات وقوة شرطة وحماية وليس أقل من عشر سيارات للشرطة”، قال. “نريد تجميد الهدم إلى حين استقرار الوضع. لا مكان لعملية الهدم أثناء الحرب”.

نير حسون وعيدن سولومون

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية

ترجمة: صحيفة القدس العربي




“الأذكى بين زعماء المنطقة”.. هكذا أثرت خطابات نصر الله الأربعة إيجاباً في الشعب اللبناني

كتبت هنا في الماضي بأن عالماً بدون حسن نصر الله، وإن كان أفضل، فسيكون باعثاً على بعض السأم أيضاً. في سن 63 وبعد أكثر من 30 سنة في منصبه، بدا الأمين العام لحزب الله الأذكى بين زعماء المنطقة. خطاباته مهمة محسوبة للفهم السياسي والحزبي، إلى جانب تنوع التفاصيل والأفكار. لا تراه إسرائيل داهية ولا يجب المساومة معه، لكن سلوكه في الأشهر الأخيرة يدل على أنه غائي ويعرف قيوده. ورغم الخطر الكبير، فلو ظهر على بؤرة استهداف الجيش الإسرائيلي هذه الأيام لثمة شكوك باتخاذ أمر بالضغط على الزناد.

يسأل كثيرون في لبنان اليوم: لم نحتاج إلى هذه الحرب؟ فقد أعطينا ما يكفي للفلسطينيين من دمائنا طوال سنين، وليس هذا وقت لجر البلاد إلى حمام دماء آخر، بل وفي خدمة الآخرين.

نصر الله ليس ملزماً بتقديم حساب للجمهور، فهو لم ينتخب منه. لكنه يعتبر حزب الله درع لبنان وسيده، ولهذا درج على التعاطي بجدية مع أسئلة صعبة. في سلسلة من أربعة خطابات ألقاها منذ نشوب المعركة في غزة، حاول أن يشرح لماذا دخل حزب الله إلى المعركة. تفسيراته لا ترضي الجميع. سياسيون، وأساساً من دوائر المسيحيين، كشروا. ومن الصعب القول إن قراره ليس معللاً.

شرح نصر الله: فتحنا جبهة مع إسرائيل كي نمارس عليها ضغطاً، عسكرياً واقتصادياً، يحثها على وقف الحرب ضد إخواننا في غزة. فعندما يكون ثلث الجيش الإسرائيلي مخصصاً لحرب استنزاف في الحدود اللبنانية، فإن حرية عمله في غزة تكون أكثر محدودية. ومع ذلك، يعرف أنه من ناحية معظم اللبنانيين، لا ينبغي للدم اللبناني أن يسفك لأجل الآخرين ولهذا صاغ لهم تعليلاً إضافياً، أكثر وطنية. القتال ضد الجيش الإسرائيلي يذكر الإسرائيليين بأن أمامهم عدواً قوياً ورادعاً في لبنان. هذه الحقيقة كفيلة بإنقاذ الوطن من حرب شاملة. على حد نهجه، فإذا ما سجل الإسرائيليون نجاحاً بمهمتهم في غزة، بمعنى إذا ما صفّوا الفصائل المسلحة هناك، فسيكون لبنان المحطة التالية. “تتذكرون في السبعينيات كيف دخل الجيش الإسرائيلي وخرب مباني كاملة في بيروت”، قال نصر الله.

في خطابه الأخير الجمعة الماضي، قدم معطيات عن حجم هجمات رجاله في إسرائيل. نفذنا 670 هجوماً حتى الآن، قال. بالمتوسط 6 أو 7 هجمات في اليوم. أطلقنا على مدى 100 كيلومتر من قاطع الحدود ما لم نفعله من قبل. وأشار إلى أن “العدو يختبئ من خلف الخطوط”. بالإجمال، هاجم رجاله كل هدف عسكري أو استحكام على طول الحدود – وعددها 48. كما هوجمت أيضاً منشآت تجسس، وإخطارات وكاميرات رقابة قيمة كل واحدة منها مئات آلاف الدولارات. 17 بلدة إسرائيلية ضمت إلى دائرة النار في لبنان، لأن الجنود تموضعوا في نطاقها. ولولا هذه المقاومة لأتوا إلى لبنان من أجل تخريبه بعد إطلاق رشقة واحدة نحو إسرائيل، واصل نصر الله.

وتباهى نصر الله بأن إسرائيل أخلت عشرات آلاف المواطنين بفضل رجاله. في كل الحروب حتى اليوم، قال، أجبرونا على إقامة حزام أمني في أراضينا. أما الآن، ولأول مرة، أجبرناهم على إخراج حزام أمني في أراضيهم إلى حيز التنفيذ. وادعى قائلاً إن “هذا الإبعاد بعد ضغطاً حزبياً، سياسياً، اجتماعياً ومالياً على حكومة العدو”.

تخوف من حرب شاملة

 في خطابه الثالث منذ نشوب الحرب في القطاع، الذي ألقاه في 3 كانون الثاني، عدد نصر الله قائمة إنجازات طويلة من 15 بنداً، سجلها معسكر المقاومة في هذه الأشهر الثلاثة. قائمة هذه البنود هي مرافعة دفاع نصر الله في وجه منتقديه. أولها إعادة المسألة الفلسطينية إلى الخطاب الدولي والبحث عن حلول لمشكلتهم. وقال بقدر كبير من الحق إنه “حتى 7 أكتوبر، كانت قضية منسية”. استنزف الإسرائيليون الشعب الفلسطيني في جملة ساحات، واصل نصر الله، واعتقدوا أن الأمر سيمر بهدوء وسيكون هذا مجدياً لهم. أما من الآن فصاعداً، فيعرفون أن الفلسطينيين لا يتركون الكفاح ولا ينسون أرضهم ومقدساتهم.

إضافة إلى ذلك، واصل يقول، ارتفع التأييد بين الجمهور الفلسطيني للفصائل المسلحة. وانكشفت إسرائيل كمن تنفذ إبادة جماعية، وأمريكا تدعمها. وأضاف: “الصورة الأمريكية تحطمت، وأداة القتل اليوم في غزة هي الصواريخ الأمريكية والسياسة الأمريكية”. رغم ذلك، الشارع الأمريكي مع الفلسطينيين. وتباهى بأن “الشبان لا يشاهدون قنواتنا التلفزيونية”، “سيكون لهذا تأثير هائل في أمريكا مستقبلاً”. وقضى نصر الله بقدر كبير من المبادلة بأن الاقتصاد الإسرائيلي مشلول: الزراعة تضررت، ولا سياحة، والصناعة تضررت. كما أن الردع العسكري لإسرائيل انتهى على حد زعمه. كل الفصائل تقاتله بلا خوف، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا وحتى في اليمن، وليس بوسعه أن يوقفهم.

في لبنان، مثلما هو الحال عندنا، تنشر كل يوم صور شهداء حزب الله. عددهم يرتفع باتجاه الـ 200. قتل الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع وسام الطويل، القتيل الأكبر في صفوفهم حتى الآن. كان الطويل من قادة “قوة الرضوان”. هكذا يسمون وحداتهم المنتشرة في الحدود مع إسرائيل، وتتدرب على اجتياحها في يوم الأمر. في هذه المنظمات، بخلافنا، لا يحصون الجثامين؛ فهي منظمات تحرير، ولدت كي تضحي بحياة رجالها. كما أن هذا هو فكر حماس، و”الجهاد الإسلامي” وباقي الفصائل الفلسطينية. في خطابه الأول في سلسلة خطاباته، في 3 تشرين الثاني، شرح نصر الله بأن الخسائر بالأرواح بين رجاله ثمن جدير في هذه الظروف. حكومة نتنياهو، كما يدعي معسكر المقاومة، أعلنت حرباً هادئة على الفلسطينيين. فقد سعت لسحب البساط من تحت أقدامهم وحسم النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بالنصر التام. 7 أكتوبر كان ضربة وقائية جاءت لتضرب خطة الحسم الإسرائيلية.

“فما هو البديل، الصمت؟” تساءل نصر الله. “ألا نتفوه بكلمة؟ ننتظر الموت؟ ننتظر إلى أن تضيع الضفة؟ ويضيع الأقصى؟ أن يموت السجناء؟ هذا قرار صعب، واجب، كامل، في زمنه الصحيح والمناسب، وهو يبرر كل هذه التضحيات”.

في كل خطاباته، كشف زعيم حزب الله عن تخوف شديد من حرب شاملة مع إسرائيل. عاد وهدد بأن من يفتح حرباً كهذه سيندم. “أقول للمستوطنين (والمقصود بذلك عموم سكان إسرائيل) أنتم أول من سيدفع الثمن”.

في خطابه الأخير، فاجأ وكشف للجمهور اللبناني بارقة أمل سياسية كفيلة بأن تنشأ عن هذه الحرب. اللغة كانت هجومية، على طريقته، لكن ثمة بشرى لهم اختبأت بين السطور.

هكذا صاغ الأمر: “بعد هذه المرحلة، بمشيئة الله وانتهاء العدوان على غزة، سيتمكن لبنان من تحرير باقي أراضيه. بدءاً بالناقورة، عبر الغجر وحتى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. نحن أمام فرصة حقيقية لتحرير كل شبر من أراضينا وأمام فرصة حقيقية لمعادلة تمنع العدو الإسرائيلي من خرق مجالنا الجوي وبحرنا وسيادة بلادنا. هذه هي إحدى النتائج المباركة للمعركة في غزة”.

قبل يوم من ذلك، غادر الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين بيروت إلى القدس. كانت رحلته المكوكية الثانية في الفترة الأخيرة، وكان في حقيبته اقتراح مفصل لترتيب الحدود البرية مع إسرائيل. لكن نصر الله، من بينهم جميعاً، قفز إلى الرأس مع بيان للجمهور، لأن الوسيط الأمريكي، الإسرائيلي سابقاً، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي، سيجلب معه بشرى سياسية للبنان كله. هذا إذا نجحت مهمته بالطبع.

 جاكي خوجي

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية

ترجمة: صحيفة القدس العربي




الإسرائيليون لنتنياهو: ارحل.. حولتنا إلى دولة لا تقوى على شيء

ايلان ايتاح، صاحب محل لبيع الخضراوات في “سديروت”، قال في التلفزيون الأفضل: “دعكم من بيبي، لقد تنازل عنا ودمرنا، هو يقتل أولادنا، لا قوة لنا. زوجتي في البحر الميت مع البنات الصغيرات، خائفات بدرجة كبيرة، أنا في “سديروت”، ابني هنا، ابنتي هناك. لقد فرقنا، جعلنا مجانين، يقتلنا. ارحل، نريد أن نعيش”.
في الواقع، أمر لا يصدق أن تشمبرلن ما زال على الكرسي حتى الآن على الرغم من أن يديه ملطخان بدماء 1391 مواطناً مدنياً وجندياً قتلوا ويقتلون منذ 7 تشرين الأول (830 مواطناً وأجنبياً، و561 شخصاً من الجيش والشاباك والإنقاذ). لو حدث هذا في دولة غربية لاستقال رئيس حكومة على الفور. لو حدث في اليابان لانتحر رئيسهم. أما عندنا فيضحك ويلقي الاتهامات على رئيس الأركان، ويخدع ويتلاعب ليبقى في الحكم إلى الأبد. من كل النواحي، تشمبرلن فشل ذريع. في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، حاول تنفيذ انقلاب نظامي، والقضاء على المحكمة وتحويل الديمقراطية إلى دكتاتورية، لكنه فشل، وحتى إنه لم ينجح في تحقيق أقل القليل- إلغاء ذريعة المعقولية.
فشله الأكبر هي المذبحة التي ارتكبها مخربو حماس ضدنا في 7 تشرين الأول. في مقابلة، قال إنه يريد أن يذكر في التاريخ بأنه “حامي أمن إسرائيل”، لكنه في الحقيقة “أهمل أمن إسرائيل”. لقد تركنا للقتل والاغتصاب والتنكيل وقطع الرؤوس، بل ويتجرأ على عدم تحمل المسؤولية. وهو أيضاً الذي اخترع التصور الغبي لـ “حماس خائفة” بهدف ألا يفعل شيئاً. وهو الذي فضل حصول حماس على مئات ملايين الدولارات لإرضائها. “الخبير في الإرهاب” حتى لم يفهم بأن الأمر يتعلق بتنظيم إسلامي متطرف، يعتبر القضاء على اليهود أمراً دينياً عميقاً يجب تنفيذه.
تشمبرلن متهم أيضاً بتشكيل الحكومة الأسوأ في تاريخنا، مع وزراء مهووسين بدون مؤهلات، لا لشيء إلا ليتملص من المحاكمة. هذه حكومة دخلت إلى حالة شلل لفترة طويلة. هكذا، بدون “أخوة في السلاح” ومنظمات أخرى للجنود، ما كانت لتكون سترات واقية، وما كان الأشخاص المخلين ليتجولوا وهم لا ينوون على شيء. وهو الآن غير مستعد لإجراء التخفيضات اللازمة على ميزانية 2024، الأمر الذي سيؤدي بنا إلى كارثة اقتصادية أيضاً.
لقد حولنا تشمبرلن إلى دولة ضعيفة، غير قادرة على إدارة حرب بدون مساعدة أمريكية مستعجلة. ولم ينجح في تحقيق أي شيء مما وعد به: لم ندمر حماس ولم نعد أي مخطوف. مكانتنا في العالم تتدهور، بما في ذلك لدى الرئيس الأمريكي بايدن الذي يمقت تشمبرلن. حتى إن إسرائيل تمثل اليوم في محكمة العدل الدولية. هناك من يقولون بأنه من غير الصحيح تسمية نتنياهو بتشمبرلن. هم يرون فروقات كثيرة بينهما، لكنهم لا يرون الأساس: تشمبرلن كان كلمة مرادفة للسياسة المتسامحة والجبانة دون تحمل المسؤولية. حاول تشمبرلن إرضاء هتلر بالضبط مثلما حاول تشمبرلن الإسرائيلي إرضاء يحيى السنوار. تشمبرلن البريطاني تمسك بالكرسي ولم يقدم الاستقالة بعد اتفاق ميونيخ الكارثي، ولم يقدمها عندما بدأت ألمانيا تحتل وتضم أجزاء في أوروبا. ولم يقدم استقالته إلا حين فقد الأغلبية في حزبه. نأمل أن يحدث ذلك أيضاً لتشمبرلن خاصتنا. هو نقيض الزعيم، والرجل الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي. ايلان ايتاح كان دقيقاً: “ارحل، لا نريد غير العيش”.
نحاميا شترسلر

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية

ترجمة: صحيفة القدس العربي




ترسانة الحوثيين العسكرية من الصواريخ البالستية إلى المسيّرات

طوّرت جماعة الحوثي في اليمن التي تعرضت لضربات جوية شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس-الجمعة، قدرات عسكرية كبيرة، خصوصاً في المجال الجوّي.

وأطلق هؤلاء صواريخ ومسيّرات باتجاه إسرائيل وسفن تجارية مرتبطة بها، خلال الأسابيع الماضية، رداً على حربها ضد قطاع غزة.

وبعد تحذيرات عدة، انتهى الأمر بالولايات المتحدة وبريطانيا إلى مهاجمة مواقع عسكرية للحوثيين، وقالتا إن ذلك يأتي لمنع التهديدات لحركة الملاحة البحرية الدولية.

واندلع النزاع في اليمن عام 2014 وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق شاسعة في البلاد، بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وتسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ومذاك الحين، بدأ الحوثيون بتطوير قدراتهم العسكرية الجوية، بدءاً من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة المصنّعة بمواد ومعدات إيرانية، وفقاً لخبراء في مجال الدفاع.

في ما يأتي أبرز أنواع الأسلحة البعيدة المدى التي يملكها الحوثيون:

صواريخ باليستية

من أجل بلوغ أقصى جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، يتعيّن على الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة على الساحل الشمالي الغربي لليمن، إطلاق مقذوفات لا يقلّ مداها عن 1600 كلم.

وتضم ترسانة الحوثيين صواريخ باليستية من طراز “طوفان”، وهي في الأساس صواريخ “قدر” الإيرانية لكن أعيدت تسميتها، ويتراوح مداها بين 1600 و1900 كلم، بحسب الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز.

وقال هينز لوكالة “فرانس برس” إن هذه الصواريخ “غير دقيقة إلى حدّ كبير، على الأقلّ في النسخ التي استعرضوها، لكن يُفترض أن تكون قادرة على بلوغ إسرائيل”.

وأجرت إيران عام 2016 تجارب على صواريخ “قدر” التي ضربت أهدافًا تبعد نحو 1400 كلم.

وقال كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة “نافانتي” الاستشارية الأميركية محمد الباشا إن الحوثيين كشفوا عن ترسانتهم من صواريخ “طوفان” قبل أسابيع من اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكان الحوثيون قد استولوا على أسلحة الجيش اليمني عندما سيطروا على صنعاء ومناطق محيطة بها. ويقول مسؤولون عسكريون في صفوفهم إنهم استطاعوا تصنيع صواريخ ومدرعات ومسيّرات.

ولطالما اتّهمت الرياض وواشنطن طهران بتزويدهم بالأسلحة، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.

صواريخ “كروز”

يملك الحوثيون أيضاً صواريخ “كروز” إيرانية من طراز “قدس”، بحسب هينز. وتتوافر نسخ عدة من هذه الصواريخ، بعضها يبلغ مداه حوالى 1650 كلم، “ما يكفي للوصول إلى إسرائيل”، وفق هينز.

وعام 2022، أعلن الحوثيون استخدام صواريخ “قدس 2” لاستهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي. وعبرت الصواريخ آنذاك مسافة 1126 كلم من شمال اليمن. كما أطلق الحوثيون صواريخ “قدس 2” عام 2020 لاستهداف منشآت في السعودية.

مسيّرات انتحارية

يقول الحوثيون إنهم يصنّعون طائراتهم المسيّرة محلياً، وكشفوا عنها في عرض عسكري أقيم في صنعاء في مارس/ آذار 2021.

وتتضمن ترسانتهم من الطائرات بدون طيار مسيرات “شاهد-136” الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا ويبلغ مداها حوالى ألفَي كلم، بحسب هينز. ولدى الحوثيين أيضاً مسيّرات من طراز “صماد 3”.

ويقول هينز “لا نعرف مداها بشكل دقيق لكن يُفترض أن يبلغ نحو 1600 كلم”، وسبق أن استخدموها في هجماتهم على الإمارات والسعودية.

ويمكن لـ”صماد 3″ حمل 18 كلغ من المتفجرات، وفقاً لمصادر إعلامية حوثية وخبراء.

وجاء في تقرير “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في 2020 أنّ الطائرات بدون طيار هذه “تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتحلّق بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقاً” نحو أهدافها.

المصدر: صحيفة العربي الجديد




“يونيسف”: حرب السودان كارثة ضحاياها 24 مليون طفل

حذّرت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان مانديب أوبريين من أنّه في حال استمرّت الحرب بين الطرفَين المتنازعَين على السلطة، الجيش و”قوات الدعم السريع”، فإنّ “كارثة جيلية” سوف تقع في البلاد، والأطفال هم أوّل ضحاياها.

وفي مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، أكدت أوبريين أنّ “النزاع في السودان يعرّض صحّة 24 مليون طفل للخطر، وبالتالي مستقبل البلاد، الأمر الذي قد تترتّب عنه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها”.

وأضافت المسؤولة الأممية أنّ “مستقبل البلاد في خطر، إذ إنّ نحو 20 مليون طفل لن يلتحقوا بالمدارس هذا العام، في حال لم يحصل تحرّك سريع”.

أطفال السودان: 3.5 ملايين نازح ولاجئ 

وكانت الحرب التي اندلعت في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل، وفقاً لإحصاء متحفّظ جداً، بحسب تقديرات منظمة “أكليد” غير الحكومية المتخصّصة في متابعة ضحايا النزاعات المسلحة.

كذلك، أدّت الحرب المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر إلى نزوح ولجوء أكثر من سبعة ملايين شخص، وهي “أكبر أزمة نازحين في العالم”، بحسب الأمم المتحدة.

وبيّنت أوبريين أنّ من بين هؤلاء النازحين واللاجئين 3.5 ملايين طفل، مشيرة إلى أنّ “14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة” في السودان الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة، وقد طاولت الحرب فيه معظم المناطق.

وقبل الحرب الأخيرة، كان سوداني واحد من بين كلّ ثلاثة يعاني من الجوع، في حين أنّ سبعة ملايين طفل لم يكونوا ملتحقين بالمدرسة، خصوصاً في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من ثلثَي سكان البلاد.

وقد أتت الحرب لتُضاف إلى المشكلات التي يعاني منها السودان، ثالث منتج للذهب في أفريقيا، بفعل سنوات من النزاعات المتكرّرة، علماً أنّ ثورة شعبية في عام 2019 أنهت نظام الرئيس السابق عمر البشير.

واليوم، قالت أوبريين إنّ “ملايين الأطفال معرّضون للموت والإصابة والتجنيد (في العمل المسلح) والعنف والاغتصاب”.

7.4 ملايين طفل محرومون من مياه الشرب

ولا تكفّ وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن التحذير من استخدام الأطفال كجنود في السودان، إذ إنّ المليشيات القبلية جنّدت الأطفال للمشاركة في القتال منذ زمن طويل.

وأوضحت المسؤولة الأممية أنّ مع التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الإنسانية ونهب مستودعاتها، حرم “7.4 ملايين طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة. كذلك فإنّ أكثر من 3.5 ملايين طفل معرّضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا” التي أدّت بالفعل إلى وفاة العشرات في البلاد خلال الأشهر الأخيرة.

بالنسبة إلى أوبريين، “من غير الممكن تخيّل التأثير على الأطفال”، علماً أنّ منظمة يونيسف كانت قد أفادت، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأنّ “700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و100 ألف آخرين في حاجة الى علاج من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات صحية”.

أمّا الأطفال المتوقّعة ولادتهم، فهم كذلك في خطر. وقالت ممثلة منظمة يونيسف في السودان إنّ “1.3 مليون طفل سوف يولدون في عام 2024 الجاري، ولا بدّ من توفير دعم للأمهات”، في حين أنّ المستشفيات بغالبيتها خارج الخدمة.

المصدر: وكالة فرانس برس