سرعت بلدية القدس وتيرة هدم المنازل في شرقي القدس منذ بداية الحرب. في العام 2023 تم هدم 140 بيتاً، أي أكثر من السنة السابقة بنحو 60 في المئة. إضافة إلى ذلك، هدمت البلدية 84 مبنى آخر مثل حوانيت ومخازن. السياسة الحالية استثنائية مقارنة مع جولات قتال سابقة في غزة. في حينه، امتنعت السلطات عن هدم المنازل في شرقي القدس كي لا تزيد التوتر الأمني في المدينة. في الوقت نفسه، استؤنف الأربعاء الماضي، للمرة الأولى من 7 تشرين الأول، هدم البيوت في القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، في حين أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليماته أمس لوقف هدم منازل جنود الاحتياط الذين يعيشون في البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.
في بداية السنة الحالية، أعلن وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، عن سياسة جديدة لزيادة هدم منازل الفلسطينيين في شرقي القدس. وأكدت مصادر في البلدية أن الوزير استخدم الضغوط في هذا الشأن، لكن وتيرة الهدم خلال السنة كانت تشبه الوتيرة في السنوات السابقة؛ في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 تم هدم 10 منازل بالمتوسط كل شهر. ولم يظهر أن توجيه بن غفير قد تم تطبيقه. ولكن منذ 7 تشرين الأول ازدادت الوتيرة ووصلت إلى 17 أمر هدم بالمتوسط كل شهر.
في شرقي القدس تم إصدار آلاف أوامر الهدم ضد مبان أقيمت بدون ترخيص. يقول الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان إن إسرائيل جعلتهم يبنون بدون ترخيص، لأنه من المستحيل إصدار رخص بناء في شرقي القدس. عدد كبير من عمليات الهدم يتم تنفيذها بمرافقة عدد كبير من قوات الشرطة. ورافقت بعض عمليات الهدم في الأسابيع الأخيرة مواجهات بين الفلسطينيين ورجال الشرطة. في الأسبوع الماضي، تم اعتقال 11 مشبوهاً في المواجهات التي اندلعت أثناء هدم بيت في جبل المكبر.
“أساس هدم المنازل هو إفشال محاولات تخطيط فلسطينية في القدس، إلى جانب سياسة إنفاذ القانون التي تصبح أكثر عنفاً من سنة إلى أخرى”، قال أفيف تترتسكي، الباحث في جمعية “عير عاميم” التي تعمل من أجل التعايش في المدينة. وحسب قوله، فإن “حقيقة ازدياد وتيرة هدم المنازل في الحرب الحالية، تعبير آخر على أن حكومة نتنياهو – بن غفير تبحث عن إشعال الأرض”. وقد جاءنا من البلدية بأن “البلدية تنفذ أوامر المحاكم ضد البناء غير القانوني كالعادة في كل أرجاء المدينة”. في النقب، تم وقف عملية هدم المنازل غير القانونية في القرى البدوية غير المعترف بها عند اندلاع الحرب، في حين تم استئنافها الآن. وصلت الجرافات إلى قرية الزعرورة البدوية غير المعترف بها قرب “عراد” وهدمت بيتاً ومخزناً واقتلعت 60 شجرة زيتون. في القرية المعترف بها (لكن غير المنظمة) بير الداج في النقب الشمالي، هدمت الجرافات اثنين من الإسطبلات، يعود أحدهما لامرأة من سكان القرية (80 سنة) ويعدّ مصدر رزق لها.
“يجب ألا يخطر بالبال أننا في حرب. فلا يكفي أنها مناطق غير محمية، بل وينشغلون في هدم المنازل”، قال معيجل الهواشلة، وهو مسؤول ميداني في مجلس القرى غير المعترف بها. سلامة عديسان، الناشط الاجتماعي ومقدم في الاحتياط من بير الداج، قال للصحيفة إن عدد القوات التي وصلت لهدم الإسطبلات كانت أكبر بكثير من المطلوب. “لقد جاءوا للاستفزاز. أمر لا يصدق. جاءت تراكتورات ورافعات وقوة شرطة وحماية وليس أقل من عشر سيارات للشرطة”، قال. “نريد تجميد الهدم إلى حين استقرار الوضع. لا مكان لعملية الهدم أثناء الحرب”.
نير حسون وعيدن سولومون
المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية
ترجمة: صحيفة القدس العربي