لا مطلب أكثر عدلاً من مطلب أبناء عائلات القتلى في حدث الرهائن في “كيبوتس بئيري” للتحقيق في أعمال الجيش والحصول على أجوبة على ملابسات موت أحبائها. ولا يجب إبقاء أبناء العائلات وحدهم في مطلبهم. على الجيش الإسرائيلي أن يوفر لهم وللجمهور تفسيراً عن سلوك الجيش في 7 أكتوبر أمام بيت باسي كوهن، والقول إذا كان اتبع نظام “هانيبال” على المدنيين الذين احتجزوا كرهائن. على الجيش الإسرائيلي أن يحقق ويعطي أجوبة الآن، في ذروة الحرب. فالأجوبة ذات صلة بمصير الـ 136 مخطوفاً الذين لا يزالون، منذ 93 يوماً، في أسر حماس في غزة.
اشتباه استخدام الجيش الإسرائيلي نظام “هانيبال” على 14 مواطناً احتجزوا كرهائن في أيدي حماس في بيت عائلة كوهين في “بئيري” يستند إلى شهادات ياسمين فرات وهداس دغان، الناجيتين الوحيدتين في الحدث. فرات، التي احتجزت كرهينة وحررها أحد المخربين في ذروة الحدث، روت في مقابلة تلفزيونية بأن قوات وحدة “اليمام” التي كانت خارج البيت، استجوبوها وسمعوا منها أن في البيت 40 مخرباً و14 مواطناً رهيناً. ودغان، التي كانت في البيت عندما أطلقت دبابة نحوه قذيفتين، وهي الوحيدة من المواطنين التي بقيت على قيد الحياة، أكدت شهادة فرات.
مطلب العائلات من الجيش الإسرائيلي، “لإجراء تحقيق شامل وشفاف عن القرارات والأعمال التي أدت إلى هذه النتيجة المأساوية” ونشرها “أولاً للعائلات ثم للجمهور” يقوم أيضاً على أساس أقوال العميد باراك حيرام، الذي أدار القتال في المنطقة في مقابلة لـ “نيويورك تايمز”. قبل نحو أسبوعين، نشرت الصحيفة تحقيقاً شاملاً أجرته عن هجمة حماس في 7 أكتوبر على “كيبوتس بئيري”. في أحد أجزاء التحقيق الصحافي تحت عنوان “معضلة القائد”، يقول قائد فرقة 99، العميد حيرام، إنه أمر قائد دبابة اقتحام بيت باسي كوهين ولو بثمن المس بالمواطنين.
إن مطلب العائلات إجراء التحقيق فوراً وعدم انتظار انتهاء الحرب موضوعي. على حد قولهم، من المهم التحقيق الآن “حين تبقى الذاكرة حديثة لدى كل المشاركين. وبسرعة قبل أن يهدم البيت في صالح إعادة بناء الحي”. إن المطلب الجماهيري للتحقيق الآن وعدم انتظار انتهاء الحرب أمر مهم أيضاً لأنه يدل على نهج مبدئي للجيش الإسرائيلي في ضوء المعضلة التي تطرحها عليه حرب في الظروف الحالية حين يحتجز العدو 136 إسرائيلياً.
حق الجمهور في المعرفة: هل عمل حيرام وفقاً لروح وأنظمة الجيش الإسرائيلي أم بخلافها؟ هل سيطرت روح “هانيبال” على الجيش الإسرائيلي في حربه ضد حماس؟ الجواب على هذه الأسئلة حرج في مرآة الحاضر. الجيش الإسرائيلي ملزم بالإجابة عن هذا السؤال الآن.
المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية
ترجمة: صحيفة القدس العربي