طرح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت على نظيره الأميركي لويد أوستن، الذي زار إسرائيل في الأيام الأخيرة، إقامة جدار تحت أرضي في منطقة رفح في الأراضي المصرية، لفصلها عن قطاع غزة، بتمويل أميركي.
ولفتت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، التي أوردت الخبر اليوم الخميس، إلى أن الجدار سيكون مزوداً بتكنولوجيا وتقنيات متطورة وكاميرات ومجسات وغيرها، لتوفير معلومات مشتركة للجانبين المصري والإسرائيلي بشأن الحاصل في قطاع غزة، ومنع إقامة أنفاق بين غزة والأراضي المصرية على غرار الجدار الذي أقامته إسرائيل بعد العدوان على غزة عام 2014.
ومن المنتظر أن يناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) الموضوع قريباً، لاتخاذ قرار فيه، مع أخذ موقف القاهرة بعين الاعتبار.
وبحسب الصحيفة، فإنه على خلفية تردد إسرائيل بشأن القيام بعمليات عسكرية في منطقة رفح، التي تتهم حماس باستغلالها لعمليات تهريب من مصر، بما في ذلك تهريب أسلحة من خلال أنفاق تحت الأرض، طرح غالانت على أوستن قبل نحو أسبوع أن يتم بالشراكة مع المصريين وبمساهمة أميركية في التمويل، بناء جدار عميق تحت الأرض، في الجانب المصري، وتزويده بوسائل تكنولوجية متقدّمة على غرار الجدار الذي أقامته إسرائيل. ويدور الحديث عن إقامة مقطع بطول 13 كيلومترا.
وأوضحت الصحيفة أن العائق (الجدار) الإسرائيلي تحت الأرضي مع قطاع غزة لم يُخترق حتى اليوم بأنفاق لحركة حماس وهو مزود بوسائل تكنولوجية توفّر معلومات حول أي حفريات في المنطقة.
والفكرة الآن، بحسب الصحيفة العبرية، أن تخدم المعلومات التي توفّرها التكنولوجيا في الجدار المستقبلي الجانبين المصري والإسرائيلي من خلال غرفة طوارئ، كما يتفق الطرفان على أنه بإمكان جيش الاحتلال الإسرائيلي العودة للقيام بعمليات على الأرض إذا استدعت معلومات معيّنة ذلك.
وذكرت الصحيفة أن القاهرة تعارض عملية إسرائيلية برية في منطقة رفح لعدة أسباب، من بينها لجوء الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية، مشيرة إلى أن من أهداف إقامة هذا العائق في الجانب المصري أن “لا تضطر إسرائيل للقيام بعملية عسكرية واسعة في منطقة رفح”، في وقت أكدت فيه أن الجيش الإسرائيلي يكتفي في هذه المرحلة بهجمات عينية مركّزة من الجو وليس بعملية برية.
وسيتخذ “الكابنيت” الإسرائيلي قرارا بشأن عملية برية في رفح، وقد يأخذ بعين الاعتبار الطلب المصري.
وترى أوساط في قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يمكن إنهاء الحرب على غزة دون قطع “الشريان” الذي يوفّر “الأوكسجين” لحركة حماس، في إشارة إلى الحدود بين مصر والقطاع، لأن ذلك سيتيح لها العودة للوقوف على قدميها مجدداً وإعادة بناء قدراتها، في حين أن “قطع هذا الشريان من خلال عائق ثبت أنه لا يمكن اختراقه حتى الآن قد يشكّل حلاً يمكن للدولتين (أي إسرائيل ومصر) التعايش معه”.
ومن المنتظر أن يشارك في التخطيط لهذا الجدار، في حال خرج إلى حيز التنفيذ، الجنرال الإسرائيلي عيران أوفير، الذي أقام الجدار الإسرائيلي مع قطاع غزة، والذي بات يُعتبر متخصصاً في المجال، وعليه سيكون شريكا في عملية التخطيط بناء على خبرته المتراكمة وبناء على استخلاص العبر في الطرف الإسرائيلي، بعد تمكّن حركة حماس خلال عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من اجتياز الجزء الموجود فوق الأرض من الجدار.
وأظهرت التحقيقات الإسرائيلية اختراق الجدار من 60 نقطة، وقبل ذلك أبطلت هجمات حماس وسائل المراقبة التي وضعت عليه، وبالتالي أدت إلى حالة من “العمى” في نقاط المراقبة الإسرائيلية.
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته في قطاع غز،ة ومن ضمنها الهجوم على مخيّمات المنطقة الوسطى من خلال الفرقة 36، وفي خانيونس من خلال الفرقة 98، كما تستمر المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق القطاع في اليوم الثالث والثمانين للحرب.
المصدر: صحيفة العربي الجديد