في مصيبة إنسانية لم يشهدها التاريخ.. إسرائيل: نطردهم من الشمال ونجوعهم في الجنوب

Spread the love
image_pdfimage_print

منظمة الإغاثة الغذائية للأمم المتحدة تقدر بأن نحو نصف سكان القطاع، نحو مليون نسمة، يعيشون حالة جوع خطير أو متطرف. في جنوب قطاع غزة، يكتظ عشرات آلاف الفلسطينيين، يبحثون عن منتجات غذائية أساسية ومياه صالحة للشرب.

هذه مصيبة إنسانية على نطاق غير مسبوق في مواجهات سابقة، وهي تلزم إسرائيل – التي وجهت سكان شمال القطاع للانتقال جنوباً، بتقليص المس بالسكان المدنيين قدر الإمكان. لم يكن التجويع الجماعي لسكان قطاع غزة جزءاً من أهداف الحرب التي فرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر.

حسب تقرير في برنامج الغذاء العالمي الذي يعمل في إطار الأمم المتحدة، فإن نحو 90 في المئة من سكان قطاع غزة يقضون في أحيان قريبة يوماً كاملاً بدون غذاء. وحسب المنظمة، فإنه منذ بداية الحرب، لم يدخل إلى غزة إلا نحو 10 في المئة من كمية الغذاء اللازمة لمعيشة أكثر من مليوني نسمة. “أكتفي برغيف أو بنصف رغيف طول اليوم”، روى طفل انتقل مع عائلته إلى جنوب القطاع في شريط مسجل نشرته الشبكات الاجتماعية. “في المساء أقول لأمي إني جائع، فتجيبني أن لا شيء نملكه”. فضلاً عن هذا، فإن أسعار المنتوجات الأساسية التي يمكن إيجادها في الأسواق القليلة التي لا تزال تعمل في وسط القطاع أو في جنوبه، ارتفعت بعشرات في المئة.

وحسب منظمة اليونيسيف، فإن أطفالاً من عائلات من شمال القطاع ممن توجهوا جنوباً يضطرون للاكتفاء بـ 1.5 – 2 لتر ماء في اليوم، مقابل حاجة أكبر تقدر بعشرة الأضعاف. والمعنى أن آلاف الأطفال تنقصهم كميات المياه اللازمة للحفاظ على صحتهم. وحسب المنظمة، فإن الحصول على مياه محلاة أصبحت مسألة حياة وموت. وأطفال كثيرون هم الآن في خطر الحياة بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض.

طلبت إسرائيل السماح للجيش بمجال عمل قليل إزاء المدنيين في شمال القطاع، ودعت السكان هناك للانتقال إلى “مناطق آمنة” في جنوبه. منذ أسابيع والآلاف محشورون في منطقة هي أضيق من أن تحتوي الجميع. هذا وضع خطير: على إسرائيل السماح بإدخال مكثف لمنتجات الغذاء والماء. الجوع ليس وضعاً يمكن التسليم به، وبالتأكيد يجب ألا يشكل خطة عمل.

المصدر: صحيفة القدس العربي