المستوطنات الحدودية مع لبنان: حرب حقيقية ودمار كبير

Spread the love
image_pdfimage_print

تتواصل الضغوط التي يمارسها أهالي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للقيام بخطوات تتيح عودتهم إلى منازلهم التي تركوها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها حركة حماس في منطقة غلاف غزة.

وتزامناً مع ما يحصل في جنوب فلسطين المحتلة، تشهد المناطق الشمالية تصعيداً في المناوشات بين “حزب الله” في لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت قد سبقت هجوم “طوفان الأقصى” لكنها تصاعدت بشكل لافت بعده.

ويكرر رؤساء المستوطنات، منذ بداية الحرب، أنه بدون عملية تضمن الهدوء فإنهم لن يعيدوا السكان إلى منازلهم، التي بدا رويداً رويداً يتكشّف حجم الدمار الذي لحق بجزء منها، مطالبين بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وذلك في إطار شروط وضعها الاحتلال، يستند فيها إلى القرار الأممي 1701، الذي يؤكد الجانب اللبناني الرسمي تطبيقه، شرط التزام إسرائيل بمندرجاته.

وتحدّث غيورا زيلس، رئيس “المجلس الإقليمي الجليل الأعلى”، للقناة 13 العبرية اليوم السبت، ووجّه انتقادات لاذعة للحكومة بسبب وجود سكان تلك المناطق خارجها منذ أكثر من شهرين ونصف وعدم تمكّنهم من العودة إليها حتى اليوم.

واعتبر زيلس أن الحكومة الإسرائيلية أقامت فعلياً، من خلال إخلاء البلدات في الشمال، منطقة عازلة بعرض نحو 10 كم، تمتد من جبل الشيخ (السوري المحتل) وحتى رأس الناقورة، في إشارة منه إلى أن تلك المناطق خالية من السكان تقريباً وتتواجد فيها بالأساس قوات الجيش الإسرائيلي.

زيلس: الحكومة الإسرائيلية أقامت فعلياً، من خلال إخلاء البلدات في الشمال، منطقة عازلة بعرض نحو 10 كم

وأضاف أنه “في هذه المنطقة يسكن عدد كبير من السكان تم إخلاء جزء منهم. وفي نفس المنطقة العازلة يتواجد الجيش الإسرائيلي داخل حدود إسرائيل ويعمل من داخل البلدات وبجوارها. عندما تقوم دبابة ميركافا 4 بإطلاق ثلاث قذائف قرب حي جديد أقيم منذ فترة قصيرة، فإن جميع النوافذ والأبواب تتحطم”.

وقال أيضاً إنه يجب التعامل مع الوضع في المنطقة الشمالية على أنه “حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، موضحاً: “ليس الأمر أن حزب الله يطلق النار على الجيش فقط أو هنا وهناك. نحن في حرب منذ 7 أكتوبر ونتائجها تنعكس من خلال مصابين وقتلى. بالأمس فقط قُتل جندي. هناك حرب في الشمال”.

وعندما سُئل عن توقعاته بشأن كيفية تعامل إسرائيل مع الموضوع قال: “أتوقع من الحكومة أن تتحمل المسؤولية وأن تهتم بتحقيق النتائج المرجوة. كيف ستفعل ذلك؟ أترك هذا لحساباتها. النتيجة المرجوة واضحة جداً. مثلما هو الحال في الجنوب، كذلك في الشمال أيضاً، يجب الحد بشكل كبير جداً من قدرات حزب الله”

دمار كبير على الحدود مع لبنان

في سياق متصل، عدا عن عدد القتلى والجرحى الذي يواصل الارتفاع في الجانب الإسرائيلي، جراء هجمات حزب الله، سواء كان ذلك بالمسيّرات أو الصواريخ والقذائف، تتسبب المواجهة العسكرية حتى اللحظة في أضرار مادية كبيرة جداً في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، من بينها “كيبوتس منارة”.

وفي الأيام الأخيرة تحدثت أورلي يتسحاق، من سكان الكيبوتس (تجمّع زراعي ذاتي الإدارة) إلى “إذاعة الشمال” العبرية، وأشارت إلى الأضرار الكبيرة التي تكبّدها منارة.

وبحسب المعطيات التي استعرضتها، فإن 86 منزلاً من بين 155 في الكيبوتس، قد تحطمت كلياً جراء إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله.

وكان الكيبوتس قد أخلي في بداية الحرب، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نحو نصف مساحته، منطقة عسكرية مغلقة.

وأضافت يتسحاق، هذا يعني أنه حين تنتهي الحرب “فإن جزءاً كبيراً من السكان لن يكون لديهم مكان يعودون إليه. كنا نُمنع نحن وفرق الإطفاء من إخماد النيران التي تندلع في المنازل أو الوصول إليها. حجم الدمار كبير، بحيث لا مكان يعود إليه السكان”.

وأكدت بدورها أنها تتفهم “حجم الكارثة في منطقة الجنوب”، أي منطقة غلاف غزة، وأنه “لا يمكن مقارنة ما حدث هناك بما يحدث في الشمال، ولكن لا يمكن تحييد الوضع في الشمال. نحن جبهة حرب. الصهيونية أبقت السكان في هذا المكان الصعب والوحشي منذ سنوات”، مطالبة الجهات الحكومية والاستيطانية بتحمل مسؤوليتها وعدم التخلي عن السكان، ومضيفة بأنه “ليس من السهل العيش في منارة”.

نايف زيداني

المصدر: صحيفة العربي الجديد