أسطول سلام دولي.. ألف قارب تتحشّد في تركيا استعدادًا للتوجه صوب غزة

Spread the love
image_pdfimage_print

يستعد 1000 قارب من عدة دول حول العالم، للتجمع في تركيا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني بهدف التوجه إلى قطاع غزة للفت أنظار العالم حول المجازر الإسرائيلية التي ترتكب هناك.

هذه القوارب التي تضم 4500 شخص يحملون جوازات سفر من 40 دولة مختلفة تهدف إلى الاحتجاج على الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب موقع “خبر 7” التركي، فإن القوارب ستغادر تركيا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما أكده لـ”نون بوست” مصطفى أوزبك من قسم الإعلام في هيئة الإغاثة التركية IHH.

وقال أوزبك: “هذه مبادرة منظمة بشكل فردي. قدمت السفن من أوروبا إلى تركيا ثم ستتوجه إلى قبرص ثم غزة، ونحن غير مسؤولين عن تنظيم القافلة”.

المشاركون والهدف

وقال فولكان أوكجو، المسؤول عن تنظيم القافلة من تركيا في هذه الحملة التي تعد أكبر عمل احتجاجي في هذا البلد حتى اليوم، إنهم يريدون حماية الفلسطينيين المضطهدين وإيصال صرخاتهم للعالم أجمع.

وتابع أوكجو لموقع “خبر 7” التركي أن المشاركة الأكثر كثافة جاءت بالترتيب من روسيا (313 قاربًا) ثم إسبانيا (104 قوارب). وتأكد مشاركة 15 قاربًا من تركيا حتى الآن، فيما يأمل ازدياد العدد قبل الانطلاق.

وضمن المشاركة الكبيرة من روسيا، نشر معهد دراسات روسي على موقع إكس (تويتر سابقًا) أن “الاستعدادات تجري للتوجه إلى غزة بمئات السفن من مختلف دول العالم وإحضار مساعدات إنسانية”.

وقال المعهد: “ترغب منظمات حقوق الإنسان في جمع آلاف المتطوعين من أصحاب القوارب أولاً في قبرص ومن ثم على شواطئ غزة لإرسال رسالة إلى إسرائيل والغرب”.

وذكر أوكجو أن العديد من المشاركين اصطحبوا أزواجهم وأطفالهم معهم على متن القوارب التي انطلقت من مختلف دول ومدن العالم وستتجه إلى غزة.

وقال: “من بين هؤلاء الأشخاص سياسيون ورجال أعمال وكتاب ومحامون وأكاديميون، كما ستضم القافلة يهودًا مناهضين للصهيونية والاحتلال”.

وأضاف: “سنتوقف عند قبرص (التركية) ونوفر الإمدادات اللازمة من الغذاء والوقود، ووجهتنا بعدها ستكون ميناء أشدود الإسرائيلي”.

ولم يوضح الناشط التركي كيف ستنتقل السفن من ميناء أشدود الإسرائيلي إلى القطاع المحاصر، لكنه قال: “في اللحظة التي ندخل فيها المياه الإقليمية لغزة، لا يمكنهم سوى البحث عمّا في داخل السفن”.

وتهدف السفن وفق قوله إلى “تعطيل خط الإمداد البحري لإسرائيل، إلى جانب وقف دعم الإبادة الجماعية”، مضيفًا: “لقد أنهينا كل استعداداتنا لذلك، لدي إيمان كامل بأننا سنخرج بنجاح من هذه الحملة المقدسة دون أن ننهار”.

وأضاف: “هذا رد فعل وعصيان مدني ضد المذبحة اللاإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، وسنلفت انتباه العالم أجمع إلى غزة مرة أخرى وبقوة”.

وقال أوكجو: “المتظاهرون القادمين من أوروبا والولايات المتحدة أنفقوا ما متوسطه 400 ألف ليرة تركية (نحو 13900 دولار) على الرحلة”. وتابع: “هناك 6-8 أشخاص على متن كل قارب بما في ذلك الطاقم”.

وفي حسابه على “إكس”، قال: “لا نقبل الأموال أو التبرعات، هناك جمعيات تركية ترسل هذه المساعدات، هدفنا هو لفت الانتباه إلى غزة لجعل الشعب الفلسطيني يشعر بأنه ليس وحيدًا”.

وشدد بالقول: “سنعمل جنبًا إلى جنب مع الأندية الأجنبية البحرية، لقد تلقينا معلومات عن المشاركة الروسية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية حتى الآن، ومن المنطقي العمل معًا”.

وهناك قضية أخرى تجعل أوكجو حزينًا وهي أنه على الرغم من الاهتمام المكثف من العديد من الدول الغربية، فإنه لا توجد مشاركة من الدول العربية.

ويدافع الناشط التركي عن فكرة أن المشاركة الأكبر يجب أن تأتي من دول الخليج، ويعتقد أنهم سيعملون مع نظام الإلكترونيات البحرية في تحديد المسار وإنجاح العمل بالمنطق السليم (حال مشاركتهم).

وعبر حسابه في “إكس”، قال أوكجو إنه توجه بالفعل إلى بودروم التركية والتقى نادي اليخوت البحري التركي ونوادي بحار أجنبية من أجل التحضير للانطلاق.

أبرز المخاطر

ويبدو من خلال ما ظهر حتى الآن أن هذه القافلة تستند إلى مبادرات فردية ولا تحظى بحماية دولية أو عسكرية تركية رسمية.

ومع غياب الحماية، قال أوكجو للصحيفة التركية: “نحن ندرك التحديات الخطيرة التي تنتظرنا في هذه المرحلة. ومع ذلك، يبدو أن النظام الصهيوني ليس لديه فرصة لمحاولة تكرار حادثة سفينة مافي مرمرة مرة أخرى”.

وفي 31 مايو/ أيار 2010، شن سلاح البحرية الإسرائيلي هجومًا على سفينة “مافي مرمرة”، في المياه الدولية قرب شواطئ قطاع غزة، وأسفر الهجوم عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.

وفي خطوة منفصلة عن المبادرة الفردية المذكورة، أعلنت جمعية “مافي مرمرة للحرية والتضامن” التركية  في 17 نوفمبر، اعتزامها التوجه نحو غزة مجددًا في إطار قرار متخذ مع أسطول الحرية الدولي.

كما شرعت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية في التجهيز لقافلة مساعدات جديدة لقطاع غزة المنكوب، بالتزامن مع جهود دولية لـ”فتح ممرات إنسانية والتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة”.

وعدم إمكانية تكرار حادثة مافي مرمرة ينبع وفق أوكجو من أن “اليخوت تحمل علم الولايات المتحدة وبريطانيا ولوكسمبورغ وروسيا وألمانيا وبولندا وإسبانيا والعديد من البلدان الأخرى”.

وقال: “سنمضي قدماً من خلال الالتزام الصارم بالقواعد الدولية ودون أن نقدم أي مبررات لإسرائيل (لمهاجمتنا)”.

وأكد أنه “لن يكون هناك حتى سكين واحد في المراكب، وليس لدى إسرائيل أي مبرر للتدخل في المياه الإقليمية الدولية أو منعنا من مواصلة طريقنا، ليس لديها مثل هذا الحق”.

وأوضح فولكان أوكجو أنه سيشارك في رحلة غزة مع عائلته، وأنه أجرى الاجتماعات اللازمة مع الجهات الرسمية، قائلًا: “لقد حسبنا جميع التكاليف والمخاطر المتعلقة بالرحلة”.

وفي المياه الإقليمية الفلسطينية، ليس لديهم سلطة سوى سحب القوارب والسفن إلى موانئهم وفرض الغرامات، وسيدفعون ثمناً باهظاً لأي جنون يحاولون القيام به ضد أسطول السلام الدولي الشامل هذا، نحن مستعدون لأي احتمال، وفق ما قال.

ولإزالة المخاوف وتشجيع الآخرين على الانضمام، أوضح في تغريدة أخرى على “إكس” أنه: “بالنسبة لأولئك الذين يقولون إنهم (الإسرائيليون) سيطلقون النار، أنت على حق عندما يتعلق الأمر بسفينة شحن أو قارب صيد لكن ليس من السهل أن تضرب مركبا خاصًا”.

وأردف: “لقد التقينا ببعض الأصدقاء أثناء عملية التخطيط، وسيكون الترتيب برمته كما لو كنا ذاهبين في عطلة إلى مصر على متن يخت، ولن نضع الدولة في أزمة ولن يكون لدينا مشكلة قانونية”.

كما أكد في تغريدة أخرى أنه لتجنب الخطر سيحاولون الابتعاد عن نقاط “الصراع المعلنة” ضمن خط سير السفن.

وقال: “لقد عقدت كل الاجتماعات التي كان عليّ القيام بها، ولم تكن هناك مشاركة كبيرة من تركيا بسبب الوقت والتكلفة والمخاطر، نحن مجرد عدد قليل من الأصدقاء”.

وفي هذا السياق، أوضح بالقول: “استشرت أشخاصًا في الدولة والعائلة الذين كنت بحاجة إلى الحديث معهم وحصلت على بركاتهم. لن أشارك في ممارسة من شأنها أن تضع الدولة في ورطة”.

خالد كريزم

المصدر: موقع نون بوست