“لكسبرس” ترصد قدرات جيش حماس ضد الاحتلال.. جنود وأنفاق وأسلحة متطورة

Spread the love
image_pdfimage_print

نشرت صحيفة “لكسبرس” الفرنسية، تقريرًا تحدثت فيه عن دور القوات المسلحة القوية لحركة حماس وقدرتها على توجيه ضربات كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها، الذي ترجمته “عربي21″، إنه في كل يوم تقريبًا، تتمكن المقاومة الفلسطينية، المشرفة على عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي مات فيها أكثر من 1400 إسرائيلي، من بث صور تهدف إلى إظهار قدراتها على الانتقام من القوات الإسرائيلية، وهي من بين القوات الأكثر شهرة في العالم.

وتابعت الصحيفة أن “الحرب المتّقدة طويلة ومكلفًة، حيث إن سيطرة حماس على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة أتاحت لها بناء جيش حقيقي، مدرب ومجهز”. 

وأوردت الصحيفة أنه حسب المؤرخ ميشيل جويا، العقيد السابق في القوات البحرية “خلال العملية الإسرائيلية في غزة سنة 2006، التي سميت بعملية أمطار الصيف، مال مجاهدو حماس إلى رفض المواجهة، وهو ما لم يعودوا يفعلونه، بعد سنتين، خلال عملية الرصاص المصبوب. ففي سنة 2014، في عملية الجرف الصامد، لم يقتصر الأمر على عدم الفرار فحسب، بل والأكثر من ذلك أنهم دافعو بفعالية، وقاموا بتنظيم الكمائن. والآن، نلاحظ قفزة نوعية جديدة، حيث قُتل في المتوسط ستة جنود إسرائيليين يوميا، مقارنة بثلاثة جنود خلال العملية الأخيرة”.

منطقة دفاعية لحماس
وأوردت الصحيفة أنه في مواجهة 20 ألف جندي مشاة تنشرهم إسرائيل في غزة، سيكون لدى كتائب القسام ما يصل إلى 30 ألف مجاهد، بالإضافة إلى عدة آلاف من الرجال المنتمين إلى جماعات فلسطينية أخرى مثل الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. 

وحسب المحلل العسكري، رون بن يشاي، فإنه: “ثلاثة من أفراد حماس الستة موجودون في شمال غزة، ويتم تنظيم كل منهم في كتائب مستقلة تتمركز في الحي الذي تتمثل مهمتها في الدفاع عنه، من خلال عمل وحدات صغيرة تعمل وفقا لتقدم الإسرائيليين”. 

وفي مواجهة القوة النارية الإسرائيلية وقدراتها الاستخباراتية، يقابل مجاهدو حماس هذه القوة بأنفاقهم التي حفروها لمدة عشرين سنة، في طبقات الرمل والطين في باطن أرض غزة. ويوضح الباحث في معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، جون سبنسر، في مذكرة له، “أنهم يشكلون شبكة واسعة تمتد على مسافات تزيد عن مئات الكيلومترات حيث تتحرك فرق صغيرة من تحت الأرض، وتخرج إلى السطح وتضرب وتعود بسرعة إلى الأنفاق”.

ويضيف هذا المتخصص في دراسات “حرب المدن” أن: “جزءًا كبيرًا من هذه الأنفاق متصل بمواقع مدنية مثل المدارس والمستشفيات والمساجد”. ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صورًا تظهر موقع إطلاق الصواريخ في مقر الكشافة.

وأضافت الصحيفة أن مجمع حماس الموجود تحت الأرض يخفي أيضا مخزوناتها من الأسلحة، بعضها مهرب والبعض الآخر مصنوع محليا. وفي تصريح له لشبكة “آر تي” الروسية، أكد القيادي في حركة حماس علي بركة: “لدينا مصانع محلية لكل شيء، للصواريخ التي يصل مداها إلى 250، 160، 80، 10 كيلومترات، ومصانع لقذائف الهاون وقاذفاتها، ومصانع للبنادق الكلاشينكوف ورصاصاتها”. 

وفي مقطع فيديو آخر، يمكن رؤية أعضاء حماس وهم يجمعون في قبو حشوات الصواريخ المضادة للدبابات من قاذفات الصواريخ آر بي جي-29، سلاحها الرئيسي، مع آر بي جي-7، ضد المدرعات الإسرائيلية.

والجدير بالذكر أنه تم نقل هذه المعرفة إليهم من قبل النظام القائم في طهران، وحليفه اللبناني حزب الله. ويتذكر المحلل رون بن يشاي، قائلا: “لقد شرح الإيرانيون كيفية إنتاج هذه الأسلحة بأنفسهم”. 
كما تقوم حماس أيضا بجمع أنابيب الري من المستوطنات السابقة التي تم إخلاؤها في سنة 2005، والحطام المعدني الذي خلفته الغارات الجوية، ولكنها تقوم أيضا بجمع الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة. 

وشدد معهد واشنطن في سنة 2021 على أن “الجيش زود حماس بشكل غير مباشر بمواد تخضع لرقابة صارمة أو محظورة في غزة”.

حماس تعرف تضاريسها جيدًا
يضاف إلى ذلك الأسلحة التي يتم إدخالها إلى غزة، حتى لو أدى إغلاق مصر لأنفاق التهريب على الحدود مع سيناء إلى تقليص تدفقها. ولذلك استخدمت حماس طائرات مدنية دون طيار مزودة بعبوات ناسفة خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما أنها تمتلك أسلحة أكثر تطورا من قذائف الآر بي جي الخاصة بها، ولكن بأعداد أقل، مثل صواريخ “كورنيت” الروسية المضادة للدبابات وصواريخ أرض جو مثل صاروخ متبر-1، الذي دخل الخدمة مؤخرا، لإسقاط المروحيات والطائرات دون طيار.
‌وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه قبل كل شيء، تعرف حماس تضاريسها تمامًا، فلم تسعى إلى عرقلة تقدم الجيش الإسرائيلي في المناطق الزراعية والضواحي. ففي المدن الأكثر كثافة، يمكن أن يكون القتال أصعب بكثير، خاصة وأن المجاهدين الفلسطينيين يمكنهم الاستفادة من الأنقاض لمهاجمة الوحدات المعارضة، وكل ذلك وسط المدنيين والأسرى، وهذه الاشتباكات في المناطق الحضرية قد بدأت للتو، ويبدو أنها تعد بأن تكون الأكثر دموية.

المصدر: صحيفة لكسبريس الفرنسية

ترجمة: أسماء الكامل – عربي 21