بحجة دعم الإرهاب… حملة إسرائيلية غير مسبوقة لتكميم أفواه فلسطينيي الداخل وملاحقتهم

Spread the love
image_pdfimage_print

في هذه السلسلة، سيقوم رصيف22 بالتعاون مع المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار بإعادة نشر بعض تقارير المركز التي تسلط الضوء على أهم انعكاسات حرب غزة على الشأن الداخلي الإسرائيلي 

كشفت تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة النقاب عما هو أبعد من العنصرية ضد الفلسطينيين، حيث يمكن القول إن الفلسطيني في الداخل أصبح متهماً بدعمه للإرهاب حتى يثبت براءته.

بالإضافة إلى ذلك، تحولت أماكن العمل والمؤسسات الأكاديمية والثقافية ومنصات التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه مقصلات اجتماعية وسياسية، تستهدف أي فلسطيني يعبر عن تضامنه مع أهالي غزة. 

تاريخ من القمع الصامت 

لطالما مارست إسرائيل سياستها العنصرية تجاه الفلسطينيين في الداخل بأشكال متعددة وخلال حقبات زمنية مختلفة، بدءاً من النكبة ومروراً بفترة الحكم العسكري والانتفاضتين وليس انتهاء بالحروب المتعددة التي خاضتها.

ولم تنجح اللجان المختلفة والخطط الاقتصادية التي حاولت تعزيز المواطنة الإسرائيلية على حساب الهوية الوطنية للفلسطينيين في عملها حتى الآن. وازدادت في السنوات الأخيرة قوة المستوطنين واليمين المتطرف، خاصة في سدّة الحكم، وبدت العنصرية محدودة للمستوطنين المتواجدين في الأطراف، مثل “شباب التلال” وآخرين، الذين تسللوا أيضاً إلى المدن الساحلية المختلطة عبر “مشروع استيطان القلوب”. وبفضل دعم من رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو، نجح قادتهم في دخول الحكومة، سعياً منهم أيضاً لتغيير هياكل النخب التقليدية في إسرائيل.

أشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن الفلسطينيين في الداخل يتعرضون للانتقام بسبب هويتهم المركبة. وأضافت أن هناك الآن في أروقة الحكومة شركاء للوزير إيتمار بن غفير من الذين تمنوا وقوع نكبة ثانية للشعب الفلسطيني

ولكن هؤلاء ليسوا “الجنود الحقيقيين” في إسرائيل، فهم ليسوا عسكريين وليسوا جزءاً من الجيش في إسرائيل، وبعضهم حتى لا يخدمون فيه. وهم أيضاً ليسوا ضمن النخب الأكاديمية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية والطبية والـ”هايتك” الذين يلاحقون الفلسطينيين في إسرائيل اليوم، ويحاربون في غزة، بل على العكس، تنحوا جانباً وقت الحرب وأبعدوا من الكابينيت المقلّص.

أشارت صحيفة “هآرتس” يوم الاثنين 30 تشرين الأول/ أكتوبر إلى أن الفلسطينيين في الداخل يتعرضون للانتقام بسبب هويتهم المركبة. وأضافت أن هناك الآن في أروقة الحكومة شركاء للوزير إيتمار بن غفير من الذين تمنوا وقوع نكبة ثانية للشعب الفلسطيني.

الطلاب والمحاضرون العرب في مواجهة العنصرية

في يوم السبت 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 هاجمت مجموعة من اليهود المتطرفين الطلاب العرب في سكن كلية نتانيا وفقا لوسائل إعلام مختلفة، ورفعت شعار “الموت للعرب”. وقد طلبت إدارة السكن من الطلاب العرب الصعود للطابق العلوي لانتظار وصول الشرطة. وتم احتجاز الطلاب داخل السكن بعد الاقتحام، ولم يتمكنوا من مغادرة المكان خوفاً من التعرض للاعتداء. وأشار موقع “واللا” إلى أن أحد منظمي الهجوم هو مدير ثلاثة فرق تأهب مسلحة تابعة للبلدية، مما يشير إلى أنهم ليسوا مجرد مستوطنين متطرفين.

سبقت هذا الاعتداء مضايقات من قبل المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ضد الطلاب العرب. وقد رصد “مركز عدالة” 99 حالات اضطهاد للطلاب العرب حتى تاريخ 27 تشرين الأول 2023، حيث تم تجميد تعليم 48 طالباً. 

هاجمت مجموعة من اليهود المتطرفين الطلاب العرب في سكن كلية “نتانيا”، ورفعت شعار “الموت للعرب”، ولم يتمكن الطلاب من مغادرة المكان خوفاً من للاعتداء حتى وصول الشرطة.

وأشارت الهيئة المشتركة للكتل الطلابية إلى أن هناك أكثر من 100 طالب تمّ تحويلهم لـ “لجان الطاعة” في مختلف المعاهد العليا حتى تاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ويعود سبب هذه الملاحقات إلى مشاركتهم في محتويات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. وامتدت هذه المضايقات أيضاً لتشمل المحاضرين العرب في الجامعات؛ فقد أرسل رئيس الجامعة العبرية في القدس، آشير كوهين، رسالة إلى البروفسور نادرة شلهوب كفوركيان متهماً إياها بالتحريض ضد دولة إسرائيل بناءً على تصريحها على صفحتها على فيسبوك بأن “إسرائيل تقوم بأعمال إبادة جماعية في غزة”.

وأضاف أنه يمكن للجامعة ملاحقتها قضائياً بسبب هذه التصريحات، ونصحها بالاستقالة من منصبها في الجامعة. كما قامت كلية التربية في بئر السبع بإقالة د. وردة سعدة من منصبها كمحاضرة في الكلية بعد 28 عاماً لأنها نشرت مناشير ضد الاحتلال والحرب.

مريم فرح

المصدر: موقع رصيف 22