باحثاً عن طريقة لـ”إخضاع السنوار”.. غالانت لسموتريتش وبن غفير: توقفا حتى ننتهي من غزة

Spread the love
image_pdfimage_print

قتل 16 مقاتلاً الثلاثاء، انتقلت الشائعة ونقلت معها المجتمع المدني من نشوة مؤقتة إلى اكتئاب مؤقت. ونشر أمس أمر سقوط المقدم سلمان حبقة، وهو قائد كتيبة ورجل شجاع تميز بالقتال.
في أثناء الأسابيع التي سبقت التوغل البري جرت مداولات في الفرقة وقيادة المنطقة الجنوبية حول غزة في اليوم التالي، لم يصل مضمون هذه المداولات للكابينت، الضيق والموسع. فالعملية البرية خطوة عسكرية نتائجها مفتوحة. سمّاها مصدر عسكري “محاصرة وبتر”. غلاف غزة الجديد، أضفت أنا. وزير الدفاع غالنت يتحفظ من التشديد على الموضوع الجغرافي. تآكل العدو أهم في نظره من إغلاق المنطقة، ويأمل في الضغط على السكان ليخضع السنوار. التعليمات التي يصدرها السنوار من الخندق تفقد العلاقة بما يحصل في الواقع بالتدريج.
لعله يكون الاتجاه، لكن، صحيح أن حماس لم تنهر حتى يوم أمس، وتقاتل وتجبي منا ثمناً باهظاً، لكن السنوار سيفكر في لحظة ما في خروجه هو وقادة حماس الآخرين من غزة إلى المنفى؟ الفكرة مشوقة. ستعطي مجالاً للأمل.
هل هذا ما يريده السنوار؟ في إسرائيل الكثير من الخبراء في شؤون السنوار، ومعظمهم أخطأوا فيه خطأ رهيباً. لا أعتقد أن أحداً ما يعرف م يدور في رأسه. لكنه ليس عرفات 1982، الذي وافق على الانتقال من منفى لبنان إلى منفى تونس، وانطلق من هناك مجدداً. ومع ألف فرق، فهو ليس اليعيزر بن يئير الذي انتحر مع رجاله في “متسادا”. الأوراق التي يحتفظ بها في هذه اللحظة قوية: 242 مخطوفاً، ونيل إعجاب الكثير من العالم العربي والإسلامي، وصعوبة إسرائيل المتفاقمة للالتزام بقيود الزمن والشرعية. وضعه صعب، لكنه ليس يائساً.
خطران
يتحدث الجيش عن أشهر سيتطلبها تطهير مدينة غزة من مخربي حماس. مشكوك أن يكون بوسع الإدارة الأمريكية التعايش مع جدول زمني كهذا، وتواصل ردع حزب الله في الشمال والحوثيين في اليمن، والاستمرار في إسناد إسرائيل سياسياً، رغم الصور القاسية، ورغم المعارضة في الجناح اليساري بين الديمقراطيين.
بعد أن أصيب عدد كبير من غير المشاركين في المعركة مع كتيبة حماس في جباليا، رفع وزير الدفاع أوستن الهاتف لغالانت. كانت المكالمة قاسية. تحدث غالنت عن ضرر جانبي، أما أوستن فقد تحدث عن ضرر حقيقي. تحدث غالنت عن إبراهيم البياري، قائد الكتيبة الذي صفي. وقال: “لقد وجه جنوده كيف يقتلون الأطفال ويغتصبون المجندات”.
يؤمن غالانت بأنه سيقول للجمهور في نهاية الحرب إنه حقق هدفين: لا حكم لحماس، وانفكاك قطاع غزة عن مسؤولية إسرائيل – لا شاحنات، ولا عمل، ولا مستشفيات. فإما أن يحقق هذين الهدفين، أو يشرح من منعه من تحقيقهما، هذه هي الرواية.
وصل وزير الخارجية بلينكن إلى إسرائيل مرة أخرى. الإنكليزية إياها، لكن بلغتين. يحتاج نتنياهو إلى الزمن، والمال، والإسناد، والشرعية، أربعة مقدرات آخذة في التآكل؛ إدارة بايدن بحاجة إلى استراتيجية خروج. هي تسعى لتنظيم قوة برية تؤدي مهامها كصاحب السيادة في غزة بدلاً من حماس، وفي المرحلة التالية إعادة بناء السلطة الفلسطينية وإعادتها إلى القطاع. إن شئتم، ثمة خطران من المصنع اللبناني: خطر المراوحة؛ وخطر القوة الدولية التي يزدهر الإرهاب من تحتها.
تجولت هذا الأسبوع في مناطق الاستعداد. في حملة “الجرف الصامد” قتل نحو نصف الجنود في الخلف، في مناطق الاستعداد. هذه المرة يستعد الجيش الإسرائيلي جيداً، تحت حماية القبة الحديدية. الحقول التي استخدمت مواقف للدبابات والمجنزرات تكاد تكون فارغة. أصيبت مركبة هنا وهناك في 7 أكتوبر وتركت، هنا وهناك دبابة خرجت من غزة، ومجنزرات وناقلات فعلت مضادات دروع حماس فعلها فيها. لم تدخل أي ناقلة جنود هذه المرة إلى غزة، لكن، كما علمت هذا الأسبوع، فإن النمر، المجنزرة العسكرية الإسرائيلية الجديدة، غير محصنة.
القتل، السلب، الضم
يبشر الأسبوع الرابع من الحرب بعودة السموتريتشيين والبن غفيريين. في البداية، اتخذوا خطوة إلى الوراء: فلم يؤهلهم شيء للتصدي للضائقة التي ولدت في كارثة 7 أكتوبر. لكن هذا لا يستمر طويلاً. في الوقت الذي يركز فيه كابينت الطوارئ على الجهد لمنع اتساع الحرب في غزة والشمال إلى ساحات أخرى، يسعى الوزيران السائبان إلى فتح جبهة ثالثة. ما يعتبر في نظر معظم الإسرائيليين خطراً كبيراً، هو في نظر سموتريتش وبن غفير فرصة. موجة إرهاب فلسطينية في الضفة يشعل أوراها إرهاب يهودي، ستجلب الفوضى التي يمكن فرض النظام بعدها: القتل، السلب، الضم.
نشأ في هذا الموضوع حلف مشوق بين غالنت وآيزنكوت وغانتس. ثلاثتهم تربوا في منظومة عسكرية آمنت بأن الرزق يبعد عن الإرهاب. من يملك الخبز يجلبه لأطفاله وسيفكر مرتين قبل أن يحمل السكين. كما آمنت المنظومة العسكرية بالتعاون الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية. سلطة قوية تكبح الإرهاب.
قبل شهرين، قررت الحكومة سلسلة خطوات تستهدف تعزيز السلطة اقتصادياً. سموتريتش، بقبعته كوزير للمالية، رفض التوقيع، بل يرفض تحويل 682 مليون شيكل إلى السلطة تعد إسرائيل مدينة بها، من خلال جباية الجمارك والضرائب. بقبعته الثانية بصفته مسؤولاً عن الإدارة المدنية، يفعل كل ما في وسعه لتمويل الاستيطان غير القانوني وسلب الأراضي من الفلسطينيين. أما بن غفير فيساهم بنصيبه، بتوزيع الأسلحة على جهات مشكوك فيها بين المستوطنين، وبتجاهل انتهاكات القانون. 4 آلاف عامل من غزة علقوا في إسرائيل منذ بداية الحرب؛ 3 آلاف آخرون علقوا في الضفة. يرفض بن غفير إعادتهم إلى غزة. “هذا جنون”، يقول آيزنكوت. “محبان لإشعال النار يريدان إشعال جبهة ثالثة. يدور الحديث عن نحو 200 بلدة يهودية؛ مئات الكيلومترات من الطرق التي يجب حراستها. سيتعين علينا مضاعفة القوة هناك بثلاثة أضعاف – أن نملأ “يهودا والسامرة” برجال الاحتياط. ليس لديهما أي فهم لمشاكل الأمن في إسرائيل”.

كان للحكومة التي قامت قبل عشرة أشهر جدول أعمال خاص بها. ادارت ظهرها من يومها الأول لجدول الأعمال الحقيقي الذي ينبغي لحكومة إسرائيل أن تعالجه. هذا التوتر أصبح هوة في 7 أكتوبر. إسرائيل في قارة واحدة؛ وبن غفير وسموتريتش في قارة أخرى. كل شخص يفهم بأن الوضع لن يعود إلى ما كان عليه في نهاية الحرب. القرارات الحاسمة الواجبة لا تنسجم والمعتقدات المتزمتة لممثلي الحزبين. قد يفهمون بأن الوداع قريب. هذا سبب آخر لمواصلة سلب الميزانية في صالح الأموال الائتلافية. بعدهم الطوفان. لقد دخل غانتس وآيزنكوت إلى الكابينت كي يكبحا ما يعتبر في نظرهما خطوات تعرض الأمن للخطر. السؤال هو: كم تأثير لهم، غالانت و”الشاباك” والجيش، حيال سموتريتش وبن غفير. إن استمرار حكم نتنياهو متعلق بالحزبين الحريديين القوميين.
مثلما في أي مسألة الحرب، يفضل نتنياهو التأجيلات المتكررة. يتنقل من كابينت إلى آخر، ويثرثر. وفي هذه الأثناء يعود الإرهاب في الضفة ويرفع الرأس.
“دخلت إلى الحكومة بأمر التجنيد 8″، يقول آيزنكوت. “والأمر 8 لزمن محدد ومحدود”.
ناحوم برنياع
المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية