هكذا ردت الطبقة السياسية الفرنسية على اقتراح ماكرون محاربة التحالف الدولي ضد تنظيم ”الدولة” لحركة حماس

Spread the love
image_pdfimage_print

خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، ضمن زيارته إلى إسرائيل، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل على شركاء بلاده الدوليين توسيع نطاق عمليات التحالف الدولي الحالي ضد تنظيم ”الدولة” في العراق وسوريا ليشمل القتال ضد حركة حماس في قطاع غزة، بعد هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

اقتراح الرئيس الفرنسي هذا، من إسرائيل، سرعان ما تفاعلت معه الطبقة السياسية الفرنسية على شبكات التواصل الاجتماعي حيث انتقد زعيم حركة “فرنسا الأبية” اليسارية الراديكالية، جان ليك ميلانشون، فكرة “التحالف الدولي ضد حماس”.

وكتب ميلانشون: “حذاري.. الكلمات لها معناها الدقيق في الدبلوماسية. “الحرب ضد الإرهاب” عبر عودة التحالف ضد داعش تعني أن فرنسا تُشارك في الحرب ضد حماس […] إذن، أين وقف إطلاق النار؟ […] العودة إلى نظرية “الحرب ضد الإرهاب” التي طرحها جورج دبليو بوش والمحافظون الجدد”.

وأشار ميلانشون في تغريدة ثانية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو نفسه اقترح في 10 أكتوبر الجاري العودة إلى التحالف الدولي المناهض لداعش ضد حماس؟. وتساءل الزعيم اليساري: إلى أين نحن ذاهبون؟، معتبراً أن “اقتراح الرئيس الفرنسي غير متماسك، وبالتالي يُشكّل خطرا على فرنسا والسلام”.

وأيضاً، غردّ النائب البرلماني عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، باستيان لاشو، قائلا: “التحالف؟ هل يريد ماكرون إرسال جنود فرنسيين لقصف غزة؟. اقتراح غبي.. “الحرب على الإرهاب” التي تصورها الصقور الأمريكيون أدت إلى الكارثة في كل مكان. لقد فهم جان شيراك ودومينيك دوفيلبان هذه الحقيقة. ماكرون يخون مكانة فرنسا التاريخية”.

أما جيلبير كولار، النائب الفرنسي اليميني المتطرف في البرلمان الأوروبي، فقد غرّد قائلاً: “ماكرون يريد تحالفاً دولياً مع الجيش الفرنسي ضد حماس: عليه أن يبدأ بتحرير فرنسا من الإرهاب الإسلاموي وحلفائه!”.

وعلى المنوال نفسه، تحدث فلوريان فيليبو، رئيس حزب “الوطنيون” اليميني المتطرف، قائلا إن “التحالف العسكري ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الذي يدعو إليه ماكرون اليوم في إسرائيل هو اصطفاف كامل مع خطاب المحافظين الجدد وهو ضمانة لحرب أبدية، دون أي نتائج!. ماذا سنفعل؟ إرسال قوات إلى قطاع غزة؟. ليس على فرنسا أن تخسر نفسها، لترهق نفسها في مستنقع القيادة الأمريكية! عليها أن تجعل صوتها مسموعا، صوت دولة عدم الانحياز القادرة على التحدث إلى الجميع والتي تقدم حلا سلميا!”.

والتعاون الدولي الذي يدعو إليه إيمانويل ماكرون سيتم تشكيله على نفس النموذج الذي تقوده حاليًا العملية الدولية Inherent Resolve في الشرق الأوسط، والتي تم تشكيلها في عام 2014، وتجمع 80 دولة تحارب تنظيم “الدولة”.

بالنسبة لفرنسا، تتخذ هذه العملية شكل عملية “شمال”، التي تقدم بشكل خاص “الدعم العسكري للقوات العراقية المشاركة في القتال ضد داعش”، حسبما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية على موقعها الإلكتروني. وستقوم طائرات رافال المقاتلة بقصف مواقع تنظيم “الدولة” في المنطقة وستقدم فرق الاستخبارات المعلومات إلى السلطات العراقية. وتتضمن العملية عنصرا تدريبيا لنحو 600 جندي عراقي.

بالنسبة لإسرائيل، فإن المشاركة الفرنسية في تحالف دولي من هذا النوع يمكن أن تتخذ شكل غارات جوية، ولكن أيضًا تعبئة الأسطول الفرنسي في البحر الأبيض المتوسط ​​وفي أبوظبي، أو حتى الأصول الجوية والاستخباراتية المتمركزة في الأردن.

ودعا إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى “معركة بلا رحمة ولكن ليس بدون قواعد” ضد حماس. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الدول الرئيسية الأخرى في هذا التحالف الدولي، بدءاً بالولايات المتحدة، سترغب في المشاركة في تحالف جديد من نفس النوع لمحاربة حماس.

ووصل الرئيس الفرنسي صباح اليوم الثلاثاء إلى إسرائيل، في زيارة تهدف، بحسب الرئاسية الفرنسية (قصر الإليزيه)، إلى “التعبير عن تضامن فرنسا الكامل مع إسرائيل، وتجنب تصعيد خطير في المنطقة والتذكير بأهمية الحفاظ على المدنيين، والاستئناف الحاسم لعملية سلام حقيقة”.

المصدر: صحيفة القدس العربي