تؤكد معركة طوفان الأقصى من جديد، أن الكيان المؤقت من دون الدعم الأمريكي العسكري اللامحدود، لا يستطيع خوض المواجهة قبل أن يستطيع تحقيق إنجاز ونصر، ولو كانت هذه المواجهة ضد مقاومة محاصرة منذ 17 عام، وتقلّ عنه بكثير من ناحية الإمكانيات المادية فقط.
فقد كشفت وزارة الحرب الإسرائيلية بالأمس الجمعة، أن عند تلقيها منذ الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، ما يقدّر بنحو 1000 طن من الأسلحة من أطراف خارجية – عبر 45 طائرة شحن – في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي طلب منها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في بداية المعركة، مساعدات عاجلة تصل قيمتها الى 10 مليار دولار (هناك معلومات تُفيد بأن الإمارات تكفّلت بقسم كبير من هذا المبلغ). وقد أكّدت وزارة الحرب بأن وصول نحو 1000 طن من الأسلحة إلى الكيان حتى الآن، يشمل أسلحة مختلفة مصممة لدعم خطط جيش الاحتلال الهجومية. فالقادة العسكريون الإسرائيليون يشعرون بالقلق بشأن مخزون الأسلحة لديهم في حال نشوب صراع طويل الأمد في غزة أو التصعيد مع حزب الله.
وبالنظر الى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل وخلال وبعد زيارته الأخيرة الى الكيان، والتي أعلن فيها دعمه المفتوح للكيان، خاصةً بما يخص تأمين ما يحتاجه جيش الاحتلال من أسلحة ومنظومات، من أجل القضاء على مقاومة غزة، وتعهده بضمان “تفوق إسرائيل” في هذه الناحية. فإن هذا الدعم لن يكون أقل من قمة ما وصلت له الصناعات العسكرية الأمريكية، من أسلحة متفوقة في الفتك والقتل والتدمير، والتي ظهرت نتائجها بوضوح ميدانياً، ليس من ناحية إضعاف المقاومة (التي أكّدت فصائلها كافة بأن قوتها ما زالت في أعلى المستويات وأنهم جاهزين للعملية البرية)، وإنما في إبادة المدنيين وتدمير مدنهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم. وهذا ما حصل في إبادة مستشفى المعمداني، التي استخدم سلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذها صواريخ أمريكية الصنع.
فما هي أبرز هذه الأسلحة التي طلبتها إسرائيل من أمريكا؟
تشمل الأسلحة التي يعتقد العديد من الخبراء العسكريين بأن إسرائيل طلبتها، هي كل ما يؤمن لجيش الاحتلال “أساسيات حرب المدن”: من صواريخ متطورة موجهة بالليزر، بالإضافة إلى قذائف مدفعية وبنادق وقنابل يدوية وطائرات بدون طيار عالية التقنية قادرة على رصد والقضاء على المقاومين، في أكثر من موقع ضمن الأنفاق تحت غزة.
أمّا أبرز أنواع هذه الأسلحة فهي:
_ قذائف مدفعية من عيار 155 ملم: هناك نقص عالمي استراتيجي في هذا النوع، الذي يعدّ مهماً جداً بالنسبة لجيش الاحتلال، كي يؤمن دعم ناري لجنوده خلال أي عملية برية. وهناك احتمال أن تعمد واشنطن الى تزويد تل أبيب بقذائف مدفعية من اليورانيوم المنضّب (المحرّم دولياً)، كما فعلت مع أوكرانيا في الأشهر الماضية.
_صواريخ تامير الاعتراضية لنظام القبة الحديدية: فمقاومة غزة استطاعت إطلاق أكثر من 10 آلاف صاروخ حتى اليوم. لهذا يخشى الكيان من تمكنهم بالاستمرار من ذلك، وهو ما سيدخل مخزوناتها في عجز، خاصةً إذا ما جرى إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة من جبهة الشمال، وربما من ساحات أخرى كالعراق واليمن.
_صواريخ دقيقة التوجيه مثل بيفواي 3 الأمريكية، بالإضافة إلى صواريخ جو-أرض مثل هيلفاير و AGM-179 صواريخ جو-أرض مشتركة.
_ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) التي يرجّح بعض الخبراء بأنها استُخدمت في مجزرة مستشفى المعمداني.
_ الصواريخ الإنشطارية ذات القنابل العنقودية، والتي استخدمت بكثافة في حرب تموز عام 2006، مثل صواريخ Rockeye (CBU99/CBU-100) .
_ قطع غيار لمعداتها الحالية من الدبابات وقاذفات الصواريخ وطائراتها المقاتلة من طراز F-35.
علي نور الدين
المصدر: موقع الخنادق