معاريف: هل استعدت إسرائيل لمخطط خروج سياسي بعد إسقاط حماس؟

Spread the love
image_pdfimage_print

فاجأت حماس دولة إسرائيل. إرهابيون تسللوا إلى إسرائيل وارتكبوا أعمال قتل مفزعة بحق المواطنين بأعداد لا تدرك. قصور إسرائيل واضح. إخفاق من القيادة السياسية والقيادة العسكرية. لا مزيد من هجمات حماس، بل يجب إسقاطها. الإسقاط ليس احتلال غزة. هل سيكون للمجتمع في إسرائيل طول نفس وجرأة روح لدفع الأثمان التي تنطوي على ذلك.
في حرب لبنان الثانية، كان لدى القيادتين السياسية والعسكرية تخوف كبير من خطوة برية واسعة تتضمن الاحتلال. وترافق هذا مع إيمان معظم القيادة العليا بالاكتفاء بالقصف الطويل دون حسم واضح من خطوة برية واسعة إلى جانب سعي إلى مفاوضات سياسية. أدى الأمر إلى مراوحة في المكان ودخول بري متأخر شكلا إخفاقاً خطيراً. وأضيفت إليه حقيقة أنه لم يتقرر مخطط خروج واضح.
إسرائيل 2023 تعمل بتؤدة؛ ذلك أن فحص إمكانية اشتعال متعدد الساحات، مع تمترس حماس مع عشرات آلاف الإرهابيين داخل الأنفاق وداخل مبان يختلط بها المدنيون، فإن رغبة إسرائيل في إخلاء شمال غزة من المواطنين قبل الدخول البري، إلى جانب جهود كبيرة للعثور على الأسرى وتحريرهم والإبقاء على الرأي العالمي إيجابيًا، تجبرها على العمل بحذر. كل هذا شريطة ألا يتغير الهدف: إسقاط حماس وليس أقل.
إن استراتيجية “التؤدة” قد تجبي أثماناً باهظة من إسرائيل، بالأرواح لا سمح الله، وبالأزمة الاقتصادية وبالمس بالحصانة القومية. ولهذا السبب، فإنها تستوجب مخطط خروج ذي مغزى، ولا أتحدث عن إسقاط حماس، فهذا واضح كالشمس. على إسرائيل أن تسعى إلى مخطط خروج سياسي هو لا يقل عن تطبيع محتمل في الشرق الأوسط. تطبيع يصمد على مدى الزمن.
ستنتهي الحرب مع مخطط سياسي. السؤال ما هو. الولايات المتحدة ستنتظر وتأمل بتحقيق مصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة بسهولة أكبر حينما تزول حماس. بايدن بنفسه يريد أن يكون موقعاً على مثل هذا الإنجاز قبيل الانتخابات للرئاسة بعد سنة. وتأمل السعودية أيضاً بهذه النتيجة حين تكون إيران تنفث في قذالتها. وأبو مازن، الخصم السياسي المرير لحماس، يأمل في القضاء عليها لكنه يفهم بأن غزة التي ستكون مجردة من السلاح لن تنقل في هذه المرحلة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، هذا إذا ما نقلت أصلاً.
من غير المستبعد أن تفتح نافذة لتغيير وجه الشرق الأوسط في نهاية الحرب والقضاء على حماس، نافذة تتضمن تطبيعاً مع السعودية. لن يكون ممكناً هذه المرة تجاهل السلطة الفلسطينية، وسيكون مطلوباً نبضة أخرى في تحقيق مصالحها، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفكيك حكومة الطوارئ الوطنية. فهل المجتمع الإسرائيلي ناضج لذلك؟
نافذة الفرص التاريخية كفيلة بأن تفتح في صالح إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والأردن ولبنان ومصر، ولكن إيران لن توافق، وكذلك حماس و“حزب الله” وقطر وروسيا وسوريا. وفي هذه الأثناء، تشمر إسرائيل أكمامها بقوى نفسية عليا نحو المعركة المركبة التي أمامها.
البروفيسور أساف ميداني
المصدر: صحيفة معاريف الإسرائيلية