مدرعات في المطلة وراميم و5 مواقع بمرمى صواريخ حزب الله ومدفعية الاحتلال تقصف قرى حدودية بعنف

Spread the love
image_pdfimage_print

تخطت المواجهات بين حزب الله واسرائيل مزارع شبعا وبات الخط الأزرق مسرحاً لتبادل القصف المدفعي والصاروخي علماً أن عملية حزب الله التي قتل فيها وأسر عدداً من جنود قوات الاحتلال على هذا الخط عام 2006 تسببت باندلاع حرب تموز. واللافت عدم اقتصار العمليات على حزب الله بل إن “كتائب القسام” و”الجهاد الاسلامي” انضما منذ العدوان على غزة إلى المواجهات بعمليات تسلّل وإطلاق صواريخ عبر الحدود اللبنانية الجنوبية، وقد نفّذت مجموعة فلسطينية في الساعات القليلة الماضية محاولة تسلّل لزرع قنبلة في مستوطنة حانيتا واشتبكت مع قوات الاحتلال وسقط منها 4 شهداء.

ومع مرور ساعات النهار، استهدف حزب الله خيمة للقوات الإسرائيلية في داخلها جنود في مستوطنة راميم مقابل بلدة مركبا في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، وردّت هذه القوات بقصف على خراج بلدات رميش ويارون وعيتا الشعب وراميا.، وسُمعت أصوات رشاشات ثقيلة على الحدود.

وأصدر الحزب بياناً جاء فيه “قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباحاً باستهداف آلية للجيش الإسرائيلي في موقع المطلة وحققوا فيها إصابات مباشرة”، وجاء في بيان ثان أن “مجاهدي المقاومة قاموا ظهراً باستهداف دبابة صهيونية في ثكنة راميم وأوقعوا فيها إصابات مباشرة”.

وبعد الظهر استهدف الحزب بالأسلحة المباشرة المواقع الاسرائيلية الآتية: زرعيت، الصدح، جل الدير، المالكية، وبركة ريشا، ونقطة تمركز عسكرية مقابل بلدة راميا، في وقت أفيد بانفجار 3 صواريخ باتريوت في سماء بلدة كفركلا والطيبة الحدوديتين.

ونعى الحزب في بيان أحد مقاتليه وهو حسين عباس فصاعي من بلدة كونين الذي “ارتقى أثناء قيامه بواجبه الجهادي”، كما نعى عنصرين آخرين هما حسين هاني الطويل “ربيع” من بلدة خربة سلم، ومحمد عطوي “أمير كربلا” من بلدة كونين.

تل أبيب

من جهتها، لفتت تل أبيب إلى أن “صاروخاً مضاداً للدبابات أطلق على أحد مواقعنا على الحدود اللبنانية”، وقالت إن المدفعية الإسرائيلية ردّت مستهدفة مواقع إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية. وأضافت: “تعرّض جيشنا لنيران أسلحة خفيفة على السياج الحدودي ورد بالمدفعية على مصادر إطلاق النيران”. واعترفت مصادر إسرائيلية بسقوط عدد من القتلى والجرحى بعد استهداف دبابة عسكرية بصاروخ موجّه على الحدود، قبل أن يعلن الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ ثان مضاد للدروع من لبنان تجاه هدف للجيش الإسرائيلي.

وفي إجراء وقائي قامت شركة طيران الشرق الأوسط “الميدل إيست” بنقل 5 طائرات إلى تركيا تحسباً من أي تصاعد للنزاع مع إسرائيل ومن أي اعتداء على مطار بيروت.

وكانت المدفعية الإسرائيلية استهدفت صباح الثلاثاء الطريق بين بلدتي كفركلا والعديسة جنوباً، تزامناً مع إطلاق قذائف هاون من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة المطلة، حيث طلب قوات الاحتلال من السكان الدخول إلى الغرف الآمنة بعد سقوط 3 جرحى في صفوفها.

وأرسل جيش الاحتلال رسالة إلى لبنان، حذّره فيها من انخراط حزب الله في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس”: “عاجل رسالة إلى الدولة اللبنانية: نحن نبقى في حالة تأهب واستعداد قصوى في منطقة الشمال. إذا ارتكب حزب الله خطأ فسنرد بقوة كبيرة جداً. يجب على دولة لبنان أن تسأل نفسها إن كانت تريد المخاطرة بلبنان من أجل “مخربي داعش” في غزة”، في إشارة إلى حركة حماس.

وكانت قرى القطاع الغربي والمناطق المتاخمة للخط الأزرق عاشت ليلاً ساخناً، بفعل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، ما أدى إلى وقوع إصابات بعد تعرض المنازل في بلدة الضهيرة لقصف مباشر.

دور “اليونيفيل”

وفيما يغيب دور الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” في الجنوب رغم الدعوات إلى التهدئة وضبط النفس، قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي “خلال الأيام الأخيرة، فتحنا أبوابنا مرات عدة للمدنيين المعرضين لتهديد وشيك بالعنف، ويوم أمس تحديداً، وكذلك في الأيام السابقة، تم توفير المأوى للمدنيين في أحد مواقع الكتيبة الغانية بالقرب من الضهيرة، ومع ذلك، قد لا يُسمح للأشخاص بدخول مواقع الأمم المتحدة إذا لم يكن هناك تهديد وشيك بالعنف”. وذكّر “جميع الأطراف المعنية بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”، وختم “هدفنا الرئيسي هو وقف تصعيد الوضع لتجنب المزيد من نزاعات واسعة النطاق من شأنها أن تعرّض المزيد من الناس للخطر”.

على المستوى السياسي والدبلوماسي، تابع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لقاءاته بهدف التشاور ومنع التصعيد في المنطقة، والتقى عدداً من سفراء الدول المشاركة في قوات “اليونيفيل” وطلب منهم المساعدة لتهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية وان تتوقف إسرائيل عن القصف، خصوصاً وأن الرد من لبنان هو على مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

وزير الخارجية التركي

بعد يوم واحد على زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، باشر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارته بيروت وجال على المسؤولين اللبنانيين بدءاً بنظيره اللبناني وأكد “أن تركيا تعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى وأنها تتضامن مع الموقف المِصري بشأن ما يجري في غزة”، وطالب “المجتمع الدولي بأخذ خطوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967″، لافتاً إلى “أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي سيجتمعون في جدة”.

اما بو حبيب فأكد “أن الاعتداءات الإسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية تخرق القرار 1701 وتؤدي إلى توتر للجبهة بشكل يصعب احتواؤه”.

وتوجّه الوزير التركي إلى السرايا الحكومية والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي شدد على “أن الأولوية الراهنة يجب أن تكون وقف الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان”. وجدّد “شكر تركيا على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان ودعمها له في المجالات كافة”.

أما وزير خارجية تركيا فتحدث “عن تواصل مع الاسرائيليين لحضهم على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة والعمل على إيجاد حل نهائي للصراع انطلاقاً من حل الدولتين”.

بين بري والمعارضة

ولم تغب أجواء الوضع الجنوبي الدراماتيكي عن جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، بل حضرت في صلبها، من خلال مطالبة عدد من نواب المعارضة وخصوصاً من قوى التغيير وحزب الكتائب بمناقشة تطورات الوضع في غزة والجنوب وإصدار توصية بشأنها. إلا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أصرّ على إكمال جلسة الانتخاب، وأعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك، وفُهم أن رئيس المجلس كان يتجنّب حصول توتر داخل الجلسة بين نواب المعارضة ونواب حزب الله على خلفية رفض فتح جبهة في الجنوب. وخلال لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقررين، أعلن بري أنه “أمام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الإسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها؟”.

يُشار إلى أن نواب المعارضة عادوا عن مقاطعتهم جلسة انتخاب اللجان بعد عدم حماسة نواب القوات اللبنانية لهذه المقاطعة التي نادى بها نواب الكتائب وقوى التغيير، وكانت الحجة أن هذه الجلسة ينص عليها الدستور ولا يجوز لنا أن نطالب بتطبيق الدستور في مكان ونخرقه في مكان آخر. واستعاض نواب المعارضة عن المقاطعة بتلاوة بيان من قبل النائب أشرف ريفي رفض جرّ لبنان إلى حرب أو تحويله إلى ساحة صراع ومواجهة.

سعد الياس

المصدر: صحيفة القدس العربي