ازدحم الشارع الأردني بالمبادرات الشعبية التي تبحث عن أفضل وأيسر وأسرع الطرق للقيام بالواجب تجاه الشعب الفلسطيني وتحديدا أهالي غزة إما عبر نداءات أو تشكيل حملات للإغاثة والمساعدة أو تبرعات بمبالغ نقدية لإغاثة المنكوبين في قطاع غزة من أهلها خلافا طبعا ودوما للضغط على السلطات.
وتفاعل الأردن بكل مستوياته خلال الساعات القليلة الماضية كما لم يحصل من قبل بمعنى صدور مبادرات حزبية وأخرى لمجموعة من الشخصيات والإصرار على التواجد بالشارع في وقفات احتجاجية أشبه بطوفان شعبي طوال ٣ أيام لم تشهدها الساحة الأردنية منذ عدة عقود.
تجمع قبل يومين نحو نصف مليون أردني في ساحة وسط العاصمة عمان، فيما تجمع عشرات الآلاف في محيط السفارة الأمريكية في عمان مساء السبت والنية تتجه لتنظيم مسيرة حاشدة وضخمة جدا الأسبوع المقبل إذا لم تحصل استدراكات ويخف القصف عن أهالي قطاع غزة في منطقة الأغوار.
وفي المقاربة السياسية جهود أردنية من أرفع المستويات ويقودها الملك عبدالله الثاني شخصيا عبر زيارات لعدة دول أوروبية ومبادرات دبلوماسية على نحو عنوان العودة إلى التهدئة وخفض العنف وعلى أساس أولوية تقول إن إرسال الإغاثات والمساعدات الطبية والإنسانية هي الاحتياج الأساسي في هذه المرحلة والعودة إلى إنعاش ما يمكن إنعاشه من بقايا عملية السلام.
وفي الأثناء جلسات عصف ذهني واجتماعات بالجملة والإعلان ليس فقط عن الملتقى الوطني الجديد لنصرة أهالي غزة بل عن تجمع أبناء العشائر الأردنية لتأسيس حالة من الدعم والتضامن تتجاوز كما صدر في بيان تأسيس ملتقى أبناء العشائر الحالة اللفظية بمعنى الحرص على إظهار كلمة العشائر الأردنية في هذا الاتجاه.
ولا حظ المراقبون أن القيادة الأردنية بدأت تتلقى العشرات من البيانات والرسائل والتي تطالب الأردن بتحرك يرتقي إلى مستوى المذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والقيام بواجبه وبنفس الوقت بدأت شخصيات وطنية وإسلامية عريضة ومهمة في التأسيس لحالة حراكية دائمة تحت عنوان نصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة.
ويبدو أن جميع الأعصاب مشدودة تماما ليس على المستوى الشعبي فقط ولكن على المستوى الرسمي أيضا في الوقت الذي تزداد فيه حدة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما تتوتر فيه أيضا كل المعطيات في الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان.
المصدر: صحيفة القدس العربي