العامري يلوّح باستهداف أمريكا في العراق في حال تدخلت في فلسطين

Spread the love
image_pdfimage_print

في الوقت الذي دعا فيه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الإثنين، لتظاهرة مليونية موحدة لجميع المحافظات، في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد يوم الجمعة المقبل، لدعم «الإصلاح والمقاومة» لوّح زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري باستهداف أمريكا في حال تدخلت في فلسطين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «رايات تحريرها» ستنطلق من العراق.
الصدر قال في «تدوينة» له «اجتمع الإرهاب الدولي ضد أحبتنا وأهلنا في فلسطين الحبيبة. اللهم فرّق جمعهم وشتت شملهم». وأضاف: «بل من الواجب علينا نحن العراقيين المجاهدين المقاومين للاحتلال الأمريكي وكل محب للقضية الفلسطينية الخروج بمظاهرات مليونية سلمية موحدة في ساحة الإصلاح والمظلومين (ساحة التحرير) ليرتفع صوت الجهاد من العاصمة العراقية بغداد الحبيبة وليصل الى العالم كله ولنحرق الأعلام الإسرائيلية رافعين الأعلام الفلسطينية جنبا إلى جنب مع العلم العراقي».
وتابع: «عسى أن تكون تلك المظاهرة تحطيما وتشتيتا لهم ولنرعب كبيرة الشر أمريكا والتي تدعم الإرهاب الصهيوني ضد أحبتنا في فلسطين، ولتعود الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف الى كنف الحق والحق يعلو ولا يعلى عليه».
وزاد: «فموعدنا للتظاهر في يوم الجمعة المقبلة وبعد صلاة جمعة موحدة في زحف مليوني من جميع المحافظات لنثبت للفاسدين والظالمين إننا مستمرون بدعم الإصلاح والمقاومة. والله ولي المؤمنين».

وثيقة مزيفة

يأتي ذلك في وقت تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة تزعم فتح باب التقديم من قبل «سرايا السلام» للتطوع في صفوف «قدسيو الصدر» للذهاب إلى فلسطين.
لكن مجموعة «التقنية من أجل السلام» المختصة بكشف الأخبار المزيفة، أكدت أن «الوثيقة المتداولة مزيفة، حيث تم التعديل على الوثيقة الأصلية والتي تعود لطرد المدعو (صفاء قاسم محمد الجوراني) من تشكيل سرايا السلام، حيث سبق أن قامت مديرية الإعلام المركزي للسرايا بمشاركة الوثيقة الأصلية بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر 2023».
كما يمكن ملاحظة أن الوثيقة المفبركة «تخلو من الجهة الموجه إليها القرار، كما وتخلو من الموضوع، وذلك على عكس جميع الوثائق الرسمية التي تصدر من قبلنا. إضافة إلى «اختلاف حجم ونوع الخط المستخدم في الوثيقة المتداولة عن الوثائق الرسمية لسرايا السلام» حسب المجموعة التي أفادت بأن الصفحات الرسمية التابعة لـ«سرايا السلام» لم تقم بنشر وثيقة مماثلة أو خبر مشابه لغاية الآن.
واستمرارا للمواقف السياسية العراقية الداعمة للعملية الفلسطينية ضد الاحتلال، ذكر زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، بأن ما يتحقق في فلسطين من انتصارات عجزت عن تحقيقها كل الجيوش العربية.
وأضاف خلال كلمة له في استقباله جمعا من شيوخ وعشائر العراق أمس، إن «العراق الجديد مع القضية الفلسطينية ولن نتراجع عن دعمها» موضحا أن «كل القادة العرب تخلوا عن القضية الفلسطينية ولم يبق معها إلا الثورة الإسلامية وفصائل المقاومة».

«نصر كبير»

وحسب العامري فإن «الثورة الإسلامية ودعم الإمام الخميني للقضية الفلسطينية كان لها دور كبير» مستدركا بالقول: «انتصرنا في المعركة ضد النظام البائد بإرادة وعزيمة وبدعم الإمام الخميني» على حد وصفه.
وأشار إلى أن «اليوم إرادة الشعب الفلسطيني هي من تنتصر والقضية الفلسطينية أصبحت يتمناها محبو آل البيت والمرجعيات» مبينا أنه «بكل فخر واعتزاز نقولها إن الشعب الفلسطيني يحقق نصرا كبيرا على العدو الصهيوني».
وأفاد بأنه «لم يكن يخطر على بال أحد أن فلسطين تحقق هذا النصر على الكيان الصهيوني وفشل الاستخبارات الصهيونية» معتبرا في الوقت عينه أن «القضية الفلسطينية هي قضية لكل فصائل المقاومة».

الصدر يدعو لتظاهرات مليونية في بغداد لدعم الإصلاح والمقاومة

وتابع: «نحن كعراقيين وكأبناء ثورة العشرين يجب أن ندعم القضية الفلسطينية بكل قوانا» مؤكدا بقوله: «رايات تحرير فلسطين ستنطلق من العراق إن شاء الله». وشدد على وجوب أن «نكون مهيئين للدفاع عن القضية الفلسطينية الشرعية» مضيفا: «إذا تدخلت أمريكا في فلسطين سنتدخل ولا نتردد في الاستهداف». وذكر أيضا، بأن «موقفنا واضح من دعم القضية الفلسطينية كون الشعب الفلسطيني شعبا مظلوما».
وتحدث أيضا عن دور العشائر العراقية في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قائلا: «للعشائر العراقية دور كبير في كل المحطات الصعبة التي مر بها العراق» مبينا أن «موقف سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني منع إشعال فتيل الحرب الطائفية في العراق».
ومضى يقول: «عندما احتلت داعش ثلث العراق هرعت العشائر لحمايته من الانهيار. لولا تلبية العشائر لفتوى المرجعية المباركة لما استطعنا إسقاط داعش الإرهابي، لولا موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها لكنا في خبر كان».
في السياق، قللت كتلة «صادقون» النيابية، الممثلة لحركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، في مجلس النواب الاتحادي (البرلمان) من دور التحركات العربية لدعم القضية الفلسطينية.
النائب عن «صادقون» أحمد الموسوي، تحدث في تصريح صحافي عن رأيه بشأن زيارات واجتماعات الحكومات العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وفيما أكد أن «هناك يأسا واضحا من قبل الشعوب فيما يتعلق بأمل دعم هذه الحكومات للقضية الفلسطينية، أشار إلى أنه «بالرغم من التوقعات والأمال الكبيرة المعلقة على هذه الزيارات، فإن الحقيقة تظهر عدم وجود أمل حقيقي في التحرك الجاد من قبل الحكومات العربية لدعم القضية الفلسطينية».
وأكد أن «العراق يحمل موقفا ثابتا منذ سنوات طويلة تجاه القضية الفلسطينية، وأنه قام بتقديم مساهمات ودعم فعال للقضية» موضحا أن «الحكومة العراقية أعربت عن تأييدها ودعمها الكامل للقضية الفلسطينية وحق فلسطين في تحرير أراضيها» غير إنه أبدى استياءه من مواقف الحكومات العربية الأخرى التي وصفها بأنها «مخزية وتخذل القضية الفلسطينية» مشيرا إلى أن «هذا ليس أمرا جديدا بل حدث في العديد من المرات».
ولم يرجح النائب الموسوي بأن يكون هناك «تغيير كبير سيحدث لصالح القضية الفلسطينية من خلال زيارات واجتماعات الحكومات العربية» لافتا إلى أن «هذه الحكومات عادة ما تقتصر على التصريحات والإدانات دون اتخاذ إجراءات فعالة».
ورأى أن «العراق يعتبر جزءا من محور المقاومة الذي يدعم القضية الفلسطينية ويستعد للمشاركة في دعمها بشكل فعال، ولكن يجب تنسيق الجهود بين الدول والفصائل لضمان تحقيق نتائج إيجابية».
وأعرب عن أمله في أن «تظل هذه الزيارات والاجتماعات تعكس موقف العراق كحكومة وشعب داعم للقضية الفلسطينية، وأن تستمر المواقف الثابتة للعراق في دعم القضية والمساهمة في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني».
يحدث ذلك في وقت، بحث رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» همام حمودي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إسناد الجهد الحكومي وتداعيات «طوفان الأقصى».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى المؤتلف مع «الإطار التنسيقي» الشيعي، في بيان أن «رئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي استقبل اليوم (أمس) مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وبحثا تطورات الساحة الوطنية وتداعيات عمليات (طوفان الأقصى) وأثرها في قلب معادلات الصراع» مبينا أن «اللقاء استعرض مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد».
وأضاف أن «الطرفين أكدا على أهمية العمل على إسناد جهد الحكومة ودعم برنامجها، بما يحقق مصالح المواطنين والنهوض بالدولة» كما أشارا الى ضرورة «تضافر جهود جميع القوى السياسية لإنجاح عمل الحكومة في نهجها للإصلاح والارتقاء بواقع البلد».
وأشاد الجانبان بـ«بطولات الشعب الفلسطيني، وما حققه من انتصارات نوعية» لافتا الى أهمية «إدامة زخم الدعم المعنوي، لوضع حد للإجرام الصهيوني».
إلى ذلك، تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، مساء أول أمس، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيرانية أمير حسين عبداللهيان، بحثا خلاله الأوضاع المستجدة على الساحة الفلسطينية.
وأكد حسين، حسب يبان صحافي، «موقف العراق الثابت، شعبا وحكومة، تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، وأن الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلاما مستداما».
واشار إلى أن «العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني، هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني، التي لم تلتزم يوما بالقرارات الدولية والأممية».
ودعا المسؤول العراقي، المجتمع الدولي إلى أن «يتحرك لوضع حد للانتهاكات الخطيرة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي مازال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصري والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية».
وأكد الوزيران، حسب البيان، ضرورة «عقد اجتماع عاجل لوزراء منظمة دول التعاون الإسلامي لمناقشة الحرب وأبعادها» كما تطرق الجانبان إلى بعض المسائل المتعلقة بـ«العلاقات الثنائية والاتفاق الأمني بين البلدين».

مشرق ريحان

المصدر: صحيفة القدس العربي