مجموعة مؤيدة لإسرائيل في حزب العمال البريطاني تدعو للاهتمام بحل الدولتين… ومنظمة ممنوعة من استخدام كلمة “أبارتهايد”

Spread the love
image_pdfimage_print

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور أشار فيه إلى كتيّب أعدته مجموعة مؤثرة داعمة لإسرائيل في البرلمان البريطاني “أصدقاء إسرائيل في حزب العمال”، دعا مؤلّفوه زعيم الحزب كير ستارمر، وقبل أسبوع من انعقاد المؤتمر العام للحزب لتغيير سياسة العمال، حالة الفوز بالحكومة، في ما يتعلق بالشرق الأوسط، وتجاوز الموقف اللامبالي لحكومة المحافظين من حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وقالت المجموعة  إن الحزب، وقد “تخلص من لطخة العداء للسامية” يمكنه أن يدفع بحل الدولتين، على خلاف موقف المحافظين“.

وجاء في الكتيب أن حكومة بقيادة حزب العمال يمكن أن تدفع باتجاه تجميد الاستيطان، ووقف “التراجع الديمقراطي” في السلطة الوطنية وإسرائيل أيضاً.

 تقرير: أكبر منظمة مناصرة لفلسطين (في بريطانيا) قالت إنها لا تستطيع الإشارة لإسرائيل في منشوراتها بدولة الفصل العنصري

وجاء الكتيّب لإظهار التحول في النقاشات المنهكة داخل الحزب بشأن معاداة السامية، وتقديم سياسة حل مفصل للمسألة الإسرائيلية- الفلسطينية يجمع عليها الحزب.

وقال المؤلفون: “حزب العمال الحالي بات حراً من وصمة معاداة السامية والصهيونية”.

ويدافع الكتيب، وبشدة، عن إسرائيل، نظراً لأنه من مجموعة مؤيدة لها، ولكنه مثير من ناحية استعداد المجموعة انتقاد  الائتلاف الحكومي الحالي ودعوتهم لتجميد الاستيطان. واحد المشاركين في الكتيب هو مايكل روبن، مدير مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال، حيث قال إن “جهود بنيامين نتنياهو التي تخدم مصلحته لإضعاف استقلالية القضاء، والأفعال والخطابات المنفرة من حلفائه في اليمين المتطرف، تذهب أبعد من كونها خلافات”، فهي تعرض “الأعراف الديمقراطية وحكم القانون للخطر، وهي تهدد ما يراه الكثيرون منا أمراً خاصاً بشخصية إسرائيل: فهي ليست ببساطة وطن الشعب اليهودي، بل ومنارة الديمقراطية، وحكم القانون وحقوق الأقليات في الشرق الأوسط”.

 وما يدعو للتفاؤل، حسب روبن، أن أفعال وصورة حكومة نتنياهو أدت لظهور حركة معارضة واسعة.

وناقش المؤلفون، ومنهم نواب وأكاديميون، أن حزب المحافظين أظهر “عدم اهتمام مثير للدهشة تجاه الشرق الأوسط”، عبر إلغاء المنصب المخصص لوزير شؤون الشرق الأوسط، وعلى حزب العمال إعادة المنصب وفي أول يوم يصل فيه إلى السلطة.

ويدعم المؤلفون تجميد الاستيطان، كجزء من خطوات مصممة لتقييد معايير النزاع وتقوية الثقة، و”يجب أن يكون هذا جزءاً من عملية تشمل على إجراءات بناء الثقة من جانب السلطة الوطنية والدول العربية، وبخاصة السعودية”.

 ودعا المؤلفون إلى المضي بالخطة التي تقضي بتصنيف “الحرس الثوري الإيراني” ككيان إرهابي، وهو موقف رفضه حزب المحافظين، رغم ضغوط نواب المقاعد الخلفية.

 ويقترح المؤلفون إنشاء صندوق دولي للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني، على شكل  عملية بناء السلام في أيرلندا، والاستثمار في دولة فلسطينية قابلة للحياة، واستثمارات متجددة في السلطة الوطنية. ويجب وقف التحريض ومحاربة الفساد، بما في ذلك نشر تقرير سنوي يظهر التزام السلطة الوطنية بشروط المساعدة البريطانية.

 ودعوا أيضاً إلى مؤتمر للمانحين، يركز على خطة طارئة للبنى التحتية الخضراء في غزة، حيث تصل نسبة البطالة إلى 40% ومرتبطة بخطة رقابة موثوقة، والتأكد من عدم حرف “حماس” المواد للبنى التحتية للأغراض العسكرية.

ويعترف المؤلفون أن نفوذ بريطانيا محدود، لكنها تستطيع، بالتعاون مع أوروبا، مساعدة إدارة بايدن، وبخاصة لو عبرت إسرائيل عن استعداد لتقديم تنازلات مقابل عملية التطبيع التي ترعاها الولايات المتحدة مع السعودية. إلا أن واحداً من المؤلفين، وهو الزميل الزائر في كلية لندن للاقتصاد توبي جورج، حذر من صعوبة الحفاظ على إجماع داخل حزب المحافظين، وأن “تطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية، والفراغ الدبلوماسي والميل للتصعيد في العنف، قد يغذي دعوات المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، بكل ما فيها من تداعيات خلافية في حزب العمال”.

 وقبل عقد المؤتمر العام للحزب اتهمت مقراته بالرقابة وحذف كلمات مثل “أوقف الأبارتهايد” من حملة التضامن مع فلسطين على هامش مؤتمر الحزب. وفي هذا السياق نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً قال فيه إن حزب العمال منع جماعة مؤيدة للفلسطينيين من استخدام “أبارتهايد” في كتيب لها.

وفي التقرير الذي أعده أريب الله، قال إن أكبر منظمة مناصرة لفلسطين قالت إنها لا تستطيع الإشارة لإسرائيل بدولة الفصل العنصري في منشوراتها وقبل مؤتمر الحزب.

حملة التضامن مع فلسطين ونقابات العمال يؤمنون بمبدأ مارتن لوثر كينغ، وهو أن ظلماً في كل مكان تهديد للعدل في كل مكان

وفي يوم الأربعاء، قالت حملة التضامن مع فلسطين (بي أس سي) إن حزب العمال شطب أي إشارة للكلمة من الحملة، وكتيّب مؤتمرها، على هامش المؤتمر العام للحزب. ويتوقع أن تعقد المناسبة، التي سيكون عنوانها “العدالة للفلسطينيين وأوقفوا الأبارتهايد”، يوم الثلاثاء، لكن المؤتمر لم يرد في نشريات الحزب.

كل هذا مع أن احتلال اسرائيل ولعقود للأراضي الفلسطينية وصفته منظمات حقوق إنسان، بما فيها بتسليم وهيومان رايتس ووتش وأمنستي انترناشونال بأنه يصل لحد الفصل العنصري.

ومن المقرر أن يتحدث في الندوة صالح حجازي، منسق السياسات في حركة المقاطعة الفلسطينية وميك ويلان، الأمين العام للنقابة العمالية أسليف. وعندما تحدت حملة التضامن مع فلسطين المنع، قالت الجماعة المناصرة لفلسطين إن الرد جاء بأن “حزب العمال يرفض نشر وصف ينعت إسرائيل بدولة الأبارتهايد”.

وقال المسؤولون للمنظمة إن نشر أدبيات تحتوي على كلمة أبارتهايد “سيكون ضاراً بالحزب”. ورد بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، بأن “حكومة عمالية يجب أن تلتزم بالقانون الدولي، ويجب أن يكون مبدأ احترام حقوق الإنسان مركزياً لكل العلاقات مع الدول الأجنبية، بما فيه التجارة. ويعني التزام كهذا محاسبة إسرائيل على ممارساتها التي قد تصل لحد جرائم ضد الإنسانية”. وقال إن لقاء المنظمة، في الأسبوع المقبل، وبعنوان “العدالة للفلسطينيين وأوقفوا أبارتهايد”، كما هو مقرر، مهما أعلن عن كتيّب مؤتمر العمال. و”نتطلع للترحيب بكل أعضاء الحزب وأعضاء حملة التضامن مع فلسطين ونقابات العمال والذين يؤمنون بمبدأ مارتن لوثر كينغ، وهو ظلم في كل مكان تهديد للعدل في كل مكان”.

 وقال متحدث باسم العمال: “كان كير ستارمر واضحاً بأن هذا ليس هو موقف حزب العمال”.

المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية