تستعد قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم لإعادة ترتيب المراكز الـ3 الأولى بين قطر وأستراليا والولايات المتحدة، مع زيادة صادرات الأخيرة بصورة ملحوظة منذ بداية عام 2023.
وأظهر تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة– تصدُّر الولايات المتحدة قائمة أكبر المصدرين للغاز المسال عالميًا خلال النصف الأول من العام الجاري (2023).
وبلغ متوسط صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال قرابة 11.6 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال النصف المنتهي بنهاية يونيو/حزيران 2023، بزيادة 4% أو ما يعادل 0.5 مليار قدم مكعبة يوميًا عن المدة نفسها من عام 2022.
واحتلت الولايات المتحدة بهذا النمو، المركز الأول بين أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، تليها أستراليا في المركز الثاني بمتوسط صادرات بلغ 10.6 مليار قدم مكعبة يوميًا.
قطر في المركز الثالث
جاءت قطر في المركز الثالث بمتوسط صادرات للغاز المسال بلغ 10.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب التقرير الصادر من إدارة معلومات الطاقة الأميركية الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023.
وتربعت قطر على عرش قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال عام 2022، بعدما صدّرت 10.5 مليار قدم مكعبة يوميًا.
بينما بلغ متوسط صادرات أستراليا -في المركز الثاني- 10.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، تليها الولايات المتحدة بمتوسط صادرات بلغ 10.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، بحسب تقرير سابق صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في 5 يوليو/تموز 2023.
يوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر مصدري المسال في العالم عام 2022، بوحدة المليار متر مكعب (35.3 مليار قدم مكعبة):

وفي عام 2023، انتعشت صادرات الغاز المسال الأميركية مع عودة محطة فريبورت للغاز المسال إلى الخدمة بعد انقطاع 9 أشهر منذ حريق يونيو/حزيران 2022.
كما أدّت زيادة الطلب العالمي على الغاز المسال، لا سيما في أوروبا، إلى مواصلة تدفق صادرات الغاز الأميركية إلى القارة العجوز بمعدلات قياسية، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
أوروبا تستحوذ على 67% من الصادرات الأميركية
ظلت دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الوجهة الرئيسة للغاز المسال الأميركية خلال النصف الأول من عام 2023، كما هو الحال خلال عام 2022، بنحو 7.7 مليار قدم مكعبة يوميًا؛ ما يمثل 67% من إجمالي الصادرات الأميركية.
وذهب أغلب هذه الصادرات (6 مليارات قدم مكعبة يوميًا) إلى 5 دول أوروبية رئيسة هي: هولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، وفقًا لبيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وسجلت صادرات الغاز المسال الأميركية رقمًا قياسيًا بلغ 12.4 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، مدفوعة بزيادة إنتاج الغاز من محطة فريبورت واستمرار أوروبا والمملكة المتحدة في الشراء بكميات كبيرة لإعادة ملء مواقع التخزين استعدادًا للشتاء المقبل.
وما زالت أوروبا والمملكة المتحدة مستمرة في تعزيز قدرات إعادة التغويز لديها منذ عام 2023، مع دخول محطات جديدة إلى الخدمة في فنلندا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، ما سمح لهذه البلدان باستيراد المزيد من الغاز المسال.
ملء الخزانات الأوروبية
نجحت أوروبا في تجاوز موسم الشتاء الماضي (2022-2023) عبر تعزيز مخزوناتها إلى أعلى مستوى على الإطلاق، مع مواصلة الاستيراد لإعادة ملء الخزانات بسرعة في فصيلي الربيع والصيف.
وتخطت واردات أوروبا والمملكة المتحدة من الغاز المسال حجم الواردات عبر خطوط الأنابيب لأول مرة في تاريخها، بحسب بيانات منصة ريفينيتف إيكون (Refinitiv Eikon) المتخصصة.
يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حركة واردات أوروبا من الغاز الطبيعي والمسال خلال 22 عامًا:

وبلغ متوسط واردات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة من الغاز المسال قرابة 15.9 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال النصف الأول من عام 2023، ما يزيد بـ100 مليون قدم مكعبة يوميًا عن واردات المنطقة من خطوط الأنابيب.
بينما بلغ متوسط واردات أوروبا من الغاز المسال في العام الماضي (2022) قرابة 14.9 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يقل بنسبة 28% (ما يعادل 5.8 مليار قدم مكعبة يوميًا) عن واردات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب.
وبلغت واردات المنطقة من الغاز المسال ذروتها في أبريل/نيسان 2023، لتسجل 18 مليار قدم مكعبة يوميًا، متجاوزة واردات خطوط الأنابيب ثم استمرت على ذلك حتى يونيو/حزيران 2023.
وأسهمت تحولات الغاز المسال في أوروبا إلى زيادة الطلب على الغاز الأميركي، ما أسهم في زيادة القدرات الإنتاجية في أميركا وتصدرها قائمة أكبر مصدري الغاز المسال عالميًا خلال النصف الأول 2023.
المصدر: منصة الطاقة