علي بونغو.. المغني الذي ورث والده في رئاسة الغابون

Spread the love
image_pdfimage_print

بعد 14 عاماً من احتفاظه بالرئاسة، و50 عاماً من سيطرة عائلته على الحكم في البلاد، أطيح بالرئيس الغابوني المنتخب حديثاً لولاية ثالثة علي بونغو (64 عاماً)، في انقلاب عسكري يضاف إلى سلسلة انقلابات شهدتها القارة السمراء

وظهر ضباط كبار بالجيش على قناة “غابون 24″، الأربعاء، معلنين استيلاءهم على السلطة، وإنهاء مسيرة مليئة بالتقلبات رافقت بونغو، من الشغف بموسيقى الجاز والغناء على مشارف العشرينيات من عمره، إلى عالم السياسة تحت جناحي والده في الثلاثين، وصولاً إلى رأس الدولة في 2009، ثم خط النهاية في البلد المصنف وفق “فرانس برس” من أغنى الدول الأفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، نظراً لعائدات النفط وقلة عدد السكان نسبياً.

المغني الشاب وريث والده

ولد علي بونغو باسم ألان برنار بونغو في الكونغو برازافيل، في فبراير/ شباط عام 1959، وكانت ولادته أيضاً مثيرة للجدل، إذ انتشرت شائعات، على مدار سنوات، مفادها أنه قد تمّ تبنيه من جنوب شرق نيجيريا خلال حرب بيافرا (الحرب الأهلية النيجيرية)، لكنه نفى هذه الشائعات مرات عدة.

وحين تولى والده عمر بونغو رئاسة الغابون في العام 1967، كان الرئيس المطاح به اليوم في المدرسة بالمرحلة الابتدائية.

تلقى تعليمه في مدرسة خاصة في ضاحية نويلي الراقية في العاصمة الفرنسية باريس، وبعدها التحق بجامعة السوربون حيث درس القانون. نشأته خارج البلاد عرضته لانتقادات، ودفعت بالكثيرين في الغابون إلى اعتباره “دخيلاً”.

تغير اسمه من “ألان برنار” إلى علي واسم والده إلى عمر (ولد باسم ألبرت برنار بونغو)، عام 1973، بعد اعتناقهما الإسلام. واعتبر البعض هذا التحوّل وسيلة لجذب الاستثمارات من الدول الإسلامية.

أظهر علي بونغو شغفاً مبكراً إزاء كرة القدم والموسيقى، علماً أنّ والدته باتيانس داباني كانت مغنية، وفقاً لهيئة البث البريطانية “بي بي سي”.

وفي عام 1977، أصدر ألبوماً غنائياً عنوانه “إيه براند نيو مان” A Brand New Man. وكان يفضّل موسيقى الجاز والـ”بوسا نوفا” (موسيقى برازيلية) والموسيقى الكلاسيكية.

بعد 4 سنوات من إصدار هذا الألبوم، تحول إلى السياسة برعاية والده الرئيس في حينه، وتولى وزارة الدفاع طوال 10 سنوات بعدما تولى وزارة الخارجية عام 1989، لكن مهمته هذه انتهت بعد 3 سنوات بسبب تغيير دستوري ينص على أن يتخطى عمر الوزراء الـ35 عاماً. وكان في الـ32 من العمر حينها.

بعد وفاة والده عام 2009، فاز بالانتخابات الرئاسية بـ42% من الأصوات. لكن معارضيه عبروا عن شكوكهم مراراً إزاء شرعيته.

وحاول جنود متمردون الانقلاب عليه في يناير/ كانون الثاني عام 2019، بينما كان في المغرب يتعافى من سكتة دماغية، لكنهم فشلوا.

وكان قد أصيب، في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، بجلطة دماغية غاب على أثرها عن الظهور عشرة أشهر، ما دفع المعارضة إلى التشكيك بقدرته على إدارة البلاد، وفق “فرانس برس”. وعلى أثر ذلك واجه صعوبات حركية إلا أنه أجرى في الأشهر الأخيرة جولات في كل أنحاء البلاد وزيارات رسمية إلى الخارج، شملت حضور عدد من القمم.

وخلال سنوات حكومة الـ14 واجه بونغو اتهامات بالفساد وتحويل البلاد إلى “نظام الكلِبتوقراطية” (نظام حكم اللصوص)، ونهب الثروات الطبيعية والنفطية. كما اتهم معارضوه أفراداً في عائلته باختلاس المال العام، وإدارة موارد البلاد كأنها ممتلكاتهم الخاصة.

المصدر: صحيفة العربي الجديد