متى يتجه لبنان شرقًا، منتدى فلاديفستوك الاقتصادي نموذجًا
|
يعيش لبنان ازمة مالية واقتصادية خانقة سببها الرئيسي هو الحصار الاميركي عليه بسبب الواقع السياسي المناهض لسياسات الغرب، بالاضافة الى فشل محاولات الثورات الملونة بالنجاح في لبنان.
منذ ١٧ تشرين الاول من العام ٢٠١٩ دخل لبنان ازمة مالية واقتصادية خانقة، فتحركت مجموعات تابعة للولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الغربية وقامت بتخريب الاقتصاد اللبناني من خلال الاقفالات المتنقلة بالاضافة الى تحريك بعض الاحزاب السياسية المؤيدة لها والمناهضة لما يسمى قوى ٨ آذار.
اثبتت التجربة بعد قرابة ال٤ سنوات ان ما حصل في لبنان قد دمر اقتصاده وحوله الى اقتصاد مدولر في ظل عدم وجود قطاعات انتاجية مهمة فيه.
في مقلب اخر من العالم لا تتوقف دول روسيا والصين وايران وغيرها من تعزيز دور الشرق الاستراتيجي، فعقدت اتفاقيات استراتيجية مهمة مع دول جنوب اميركا من جهة، ومع دول في وسط اسيا وغربها من جهة اخرى.
منتدى فلاديفستوك واحد من منتديات روسيا الاقتصادية المهمة للبنان
في روسيا لا تتوقف منظمة روس كونغرس عن عقد المؤتمرات على مختلف اشكالها، لكن تبقى المنتديات الاقتصادية الاهم خاصة انها تحقق المردود الايجابي للدول التي تبحث عن تعاون اقتصادي وتجاري مفيد للطرفين.
أما في لبنان فهناك حاجة مُلحة للتعاون مع الشرق من اجل الخروج من الحصار الاميركي لان سبل التعاون كثيرة على الشكل التالي:
١- التعاون في بناء المناطق الصناعية من اجل تعزيز الصناعة في لبنان.
٢- التعاون على مستوى المرافق العامة في سبيل تطويرها خاصة بأن روسيا تتمتع ببنية مطارات ومرافئ بحرية هامة جدًا.
٣- التعاون في مشاريع استخراج الغاز في طل تربع روسيا على قائمة اهم الدول المصدرة للغاز وامتلاكها تقنيات التنقيب والاستخراج الحديثة بالاضافة الى حيثيتها الجيوسياسية المتقدمة.
٤- التعاون في مجال الطاقة الكهربائية نظرًا لقدرات روسيا الاستثمارية الكبيرة.
لا شك ان لبنان يعيش حصار غربي كبير قد يؤدي الى جره لحروب داخلية في حال تطور الحصار المالي والاقتصادي المفروض عليه، لذلك فإنَّ التوجه شرقًا هو الحل الانسب للتخلص من الهيمنة الغربية خاصة بأن مستقبل لبنان الاستثماري واعد جدًا
خاص الوطنية
تقنية لإنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم
|
نجحت شركة “نيوهيدروجين” NewHydrogen الأميركية في ابتكار تقنية جديدة لإنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم، في تطور من شأنه أن يعزز انتشار استعمال هذا الوقود النظيف على نطاق واسع في توليد الكهرباء النظيفة التي تُعَد الركيزة الأساسية في جهود إزالة الكربون.
وتتوقّع دراسة مصرفية أن ترتفع قيمة سوق الهيدروجين الأخضر -عالميًا- إلى 12 تريليون دولار بفضل الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتتويجًا لتلك الجهود أعلنت “نيوهيدروجين” ومقرها ولاية كاليفورنيا تقنية جديدة مبتكرة تَعِد بإنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم، حسبما نشر الموقع الرسمي للشركة.
تقنية مبتكرة
أبرمت الشركة مؤخرًا اتفاقية بحثية مع جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا نجحت من خلالها في تطوير طريقة جديدة لتفكيك جزيء المياه بصورة أكثر فاعلية إلى الهيدروجين الأخضر، باستعمال الحرارة بدلًا من الكهرباء.
ويُنتَج الهيدروجين الأخضر عادةً عبر تقنية التحليل الكهربائي التي تستعمل الكهرباء المتجددة المولدة إما من طاقة الشمس وإما من طاقة الرياح لشطر جزيء المياه إلى هيدروجين وأكسجين.
غير أن التكاليف المرتفعة المصاحبة لتوليد الكهرباء الخضراء بتلك الطريقة تمثل ما نسبته 73% من إجمالي تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتزعم الشركة أن تقنيتها قادرة على إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم عبر استعمال الحرارة المتجددة الناتجة عن مصادر مثل الطاقة الشمسية المركّزة أو الطاقة الحرارية الأرضية أو حتى الحرارة المهدرة من محطات الطاقة النووية، والعمليات الصناعية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “نيوهيدروجين” ستيف هيل: “الهيدروجين هو أنظف العناصر وأكثرها وفرة في الكون، ونحن لا يمكننا العيش دونه”.
وأوضح: “الهيدروجين هو المكون الرئيس في صناعة الأسمدة اللازمة لنمو النباتات المهمة لضمان الأمن الغذائي للعالم بأسره، كما أنه يُستعمَل في النقل وتكرير النفط وصناعة الصلب والزجاج والبتروكيماويات، وغيرها الكثير”.
وأضاف: “وبناءً عليه يحتاج العالم إلى كميات هائلة من الهيدروجين، ومن ثَم يجب أن تكون رخيصة ونظيفة”.
الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:
التحليل الكهربائي مُكلِّف
قال هيل: “المعيار الذهبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر اليوم هو عبر تقنية التحليل الكهربائي التي تفكك جزيء المياه إلى هيدروجين وأكسجين بواسطة الكهرباء المتجددة المولّدة من الشمس أو الرياح”.
واستدرك الرئيس التنفيذي لشركة “نيوهيدروجين” ستيف هيل: “لكن من سوء الطالع أن الكهرباء، ولا سيما الكهرباء الخضراء، ما زالت باهظة التكلفة، وستستمر هكذا”.
وأردف: “في الواقع تمثل الكهرباء ما نسبته 73% من تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر”.
وواصل: ” على الجانب الآخر، يمكن أن تكون الحرارة المتجددة الناتجة عن موارد مثل الطاقة الشمسية المركّزة أو الطاقة الحرارية الأرضية منخفضة الثمن جدًا”.
وأتم هيل تصريحاته بقوله: “بل غالبًا ما تكون تلك الحرارة مجانية في شكل الحرارة المهدرة من مصادر مثل محطات الطاقة النووية، والعمليات الصناعية لتصنيع الزجاج والخزف وأشياء أخرى كثيرة نستعملها في حياتنا اليومية”.
كيفية إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم
قال هيل: “الفريق التكنولوجي بجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا بقيادة الدكتور فيليب كريستوفر يُخطط لاستغلال خصائص السوائل المنصهرة لشطر المياه مباشرة وبصورة مستمرة في حلقة كيميائية واحدة للأكسدة بهدف إنتاج الهيدروجين والأكسجين في غرف منفصلة”.
وأضاف حول تقنيات إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم: “نحن نُطوِّر سائلًا محفزًا منصهرًا جديدًا يمكن اختزاله في غرفة واحدة، وأكسدته في غرفة أخرى، على أن يُعاد تدويره واستعماله باستمرار”.
وأوضح: “المدخلات الوحيدة هنا هي الحرارة والمياه؛ ونحن نطلق على تلك التقنية (نيوهيدروجين ثيرمو لووب)، وستكون جديدة؛ إذ إنها الأولى من نوعها، كما أنها الأعلى كفاءة بين التقنيات المستعملة في تفكيك جزيء المياه؛ حيث تستعمل المواد الشائعة منخفضة التكلفة في درجات حرارة صناعية شائعة تقل عن ألف درجة مئوية، من أجل إنتاج أرخص هيدروجين أخضر في العالم”.
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر – الصورة من egyexporter
دور مناخي حاسم
من المتوقع أن يؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا مهمًا في تحقيق أهداف انبعاثات غازات الدفيئة المبينة في اتفاقية باريس للمناخ 2015.
يُشار إلى أن أكثر من 95% من الهيدروجين المُستعمل –حاليًا- لتوليد الكهرباء يُنتج عبر تقنية الإصلاح البخاري للميثان في الوقود الأحفوري، والتي تستعمل محفزًا لتفاعل الميثان والبخار.
وتُنتج هذه العملية الهيدروجين الرمادي، إلى جانب قرابة 830 مليون طن متري من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويتمتع الهيدروجين الأخضر بالقدرة على تقليص الانبعاثات الكربونية، وسد نحو 24% من الطلب على الكهرباء بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، بمبيعات سنوية في نطاق 683 مليار دولار، وفق إستراتيجية الهيدروجين التي طرحتها المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي-.
معضلة التكلفة
رغم أن 0.1% فقط من الهيدروجين يُعَد “أخضر”؛ فإن الاتحاد الأوروبي يُخطط لضخ استثمارات قدرها 430 مليار دولار في الهيدروجين الأخضر بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، لتسريع وتيرة تطويره.
ومع ذلك فإن الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية تقر بأن القضية الكبرى التي تتعلق بالهيدروجين الأخضر هي التكلفة.
وتنص الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة على أن “الكثير من القضايا التقنية يمكن التغلب عليها، مشيرة إلى شحن 70 مليون طن من الهيدروجين سنويًا في الولايات المتحدة الأميركية وحدها؛ ولذا فهناك الكثير من البنية التحتية ذات الصلة هناك”.
وفي هذا السياق يقول الرئيس التنفيذي لشركة “نيوهيدروجين” ستيف هيل: “ومع ذلك يتكلف الهيدروجين الآن 3 أضعاف الغاز الطبيعي في أميركا، كما أن إنتاج الهيدروجين الأخضر أكثر تكلفة من إنتاج نظيره الرمادي في ظل ارتفاع تكلفة تقنية التحليل الكهربائي”.
وعبر الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، يقدر مصرف غولدمان ساكس أن الجهود العالمية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من الممكن أن ترفع قيمة سوق الهيدروجين الهيدروجين الأخضر إلى 12 تريليون دولار.
وقال هيل: “نيوهيدروجين لديها القدرة على إشعال ثورة حقيقية في صناعة الهيدروجين عبر خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال الحرارة الرخيصة، وأي مصدر مياه رخيص”.
وأردف: “وفق التكاليف العالمية ووفرة المواد الخام الهيدروكربونية، ستستطيع تقنيتنا المبتكرة إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة أقل من إنتاج الهيدروجين الرمادي من الغاز الطبيعي، أو إنتاج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي بتقنية احتجاز الكربون”.
وأتم: “ببساطة يمكن القول إننا ننتج أرخص هيدروجين أخضر في العالم”.
محمد عبد السند
المصدر: منصة الطاقة
أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز.. السعودية في الصدارة
|
تُظهِر قائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي خلال العام الماضي (2022)، تباين الطلب في هذه البلدان بين الارتفاع والانخفاض، خلال عام اشتعال الأسعار، جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.
واتجهت بعض الدول مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لمستويات تاريخية، خلال العام الماضي، بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، إلى خفض استهلاكها سواء لتقليل فاتورة استيراد الغاز، أو توفيره للتصدير إلى الخارج والاستفادة من السعر المرتفع.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي، خلال العام الماضي، اعتمادًا على أحدث الإحصائيات الصادرة عن معهد الطاقة البريطاني:
1- السعودية
جاءت السعودية على رأس قائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي، خلال العام الماضي، مع تحقيق زيادة سنوية بمقدار 5.9 مليار متر مكعب.
وارتفع استهلاك المملكة من الغاز الطبيعي إلى 120.4 مليار متر مكعب، خلال العام الماضي، مقابل 114.5 مليار متر مكعب في عام 2021.
ويرجع السبب الرئيس في زيادة استهلاك الغاز إلى ارتفاع الطلب عليه من قطاع البتروكيماويات الضخم في المملكة، التي يصدر منتجاته إلى دول العالم.
وترى إستراتيجية أرامكو السعودية أن قطاع البتروكيماويات سيكون الأكثر نموًا في الطلب على النفط والغاز خلال السنوات المقبلة.
وتُجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تحل في المركز الرابع عالميًا بين أكبر منتجي البتروكيماويات؛ على رأسها المواد العطرية والأولفينات والبولي أولفينات، وكذلك منتجات أكثر تطورًا مثل البوليولات والمطاط الصناعي.
أحد معامل الغاز في السعودية – الصورة من موقع أرامكو
وتُعَد السعودية ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي على مستوى المنطقة العربية، وارتفع إنتاجها العام الماضي إلى 120.4 مليار متر مكعب، مقابل 114.5 مليار متر مكعب في عام 2021، وفقًا لبيانات معهد الطاقة؛ ما يعني أن المملكة تستهلك إنتاجها كله.
وتمتلك البلاد خطة تستهدف من خلالها التخلص من استعمال الوقود السائل في توليد الكهرباء بحلول عام 2030، والاعتماد -بدلًا منه- على الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة بنسبة 50% لكل منهما.
ونجحت السعودية، العام الماضي، في اكتشاف 7 حقول للغاز الطبيعي، لتكون بمثابة داعم مهم للبلاد في تحقيق هدفها نحو زيادة استهلاك الغاز بتوليد الكهرباء.
2- الإمارات
رغم تراجع الكمية المستهلكة بمقدار 1 مليار متر مكعب، حلّت الإمارات ثانيًا في قائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي، خلال العام الماضي، لكن بفارق كبير عن السعودية.
وانخفض استهلاك الإمارات من الغاز الطبيعي إلى 69.8 مليار متر مكعب في عام 2022، مقابل 70.8 مليار متر مكعب العام السابق له (2021).
وتعمل البلاد على زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية، واستهداف تحقيق الاكتفاء الذاتي من ذلك الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، كما تسعى إلى رفع حصة الغاز بمزيج الطاقة لديها إلى 38% بحلول عام 2050.
وكانت الإمارات من بين الدول العربية التي نجحت في التوصل إلى مكامن جديدة للغاز الطبيعي، خلال العام الماضي؛ من بينها العثور على أحد الحقول قبالة سواحل أبوظبي يحتوي على ما بين 1.5 تريليونًا و2 تريليون قدم مكعبة (ما يعادل 42 مليارًا و56 مليار متر مكعب).
3- مصر
في المركز الثالث، جاءت مصر بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي، وسط انخفاض الكمية المستهلكة من الغاز بمقدار 1.5 مليار متر مكعب، على أساس سنوي.
وهبط استهلاك مصر من الغاز الطبيعي إلى 60.7 مليار متر مكعب في 2022، مقابل 62.2 مليار متر مكعب خلال 2021.
ويشار إلى أن مصر طبّقت، منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، خطة لتقليل استهلاك الغاز بهدف توفير كميات أكبر للتصدير إلى الخارج والاستفادة من ارتفاع الأسعار.
وتظهر بيانات حكومية أن قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي قفزت إلى 8.5 مليار دولار خلال العام الماضي، مقابل 3.2 مليار دولار في عام 2021، وهو ما أرجعته الحكومة إلى نجاح خطة ترشيد استهلاك الكهرباء؛ ما أسهم في توفير غاز للتصدير والاستفادة من زيادة الأسعار.
وارتفعت كميات الغاز التي صدّرتها مصر للسوق العالمية إلى 8 ملايين طن (10.9 مليار متر مكعب) في عام 2022، مقابل 7 ملايين طن (9.5 مليار متر مكعب) في 2021.
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز المعلومات عن خطة مصر لترشيد استهلاك الغاز الطبيعي والفوائد المحققة لها:
يشار إلى أن مصر قررت التوقف عن تصدير الغاز المسال حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023 على الأقل، مع زيادة الاستهلاك المحلي، وسط ارتفاع درجة الحرارة، وهو ما تسبّب في أزمة انقطاع الكهرباء الحالية.
4- الجزائر
تراجع استهلاك الجزائر من الغاز، خلال العام الماضي؛ لتأتي في المركز الرابع بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي؛ إذ بلغ نحو 44.3 مليار متر مكعب، مقابل 47.7 مليار متر مكعب عام 2021.
ويأتي انخفاض استهلاك الجزائر من الغاز، في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة استعمال الطاقة المتجددة وتقليل حصة الغاز بمزيج توليد الكهرباء، بهدف زيادة حصتها التصديرية للخارج والاحتفاظ بتلك الثروات من النفط والغاز للأجيال القادمة.
ومع وجود البلاد بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز، رصدت العملاقة الحكومية شركة سوناطراك الجزائرية، مع بداية العام الجاري، استثمارات ضخمة تصل إلى 30 مليار دولار، بهدف البحث والاستكشاف عن حقول جديدة وزيادة الإنتاج.
وتراجع إنتاج الغاز الجزائري خلال العام الماضي، إلى 98.2 مليار متر مكعب، مقابل 101.1 مليار متر مكعب في عام 2021، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
5- قطر
سجل الطلب على الغاز في قطر تراجعًا بمقدار وصل إلى 3.3 مليار متر مكعب، لتحل في المركز الخامس بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي خلال عام 2022.
وانخفض استهلاك قطر من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي، إلى 36.7 مليار متر مكعب، مقابل 40 مليار متر مكعب في عام 2021.
وقطر هي خامس العالم والأول عربيًا في إنتاج الغاز الطبيعي، وسط ارتفاع إنتاجها إلى 178 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، مقابل 177 مليار متر مكعب في عام 2021.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، أكثر الدول العربية إنتاجًا للغاز الطبيعي في العام الماضي:
وتنفّذ البلاد خطة تستهدف زيادة صادراتها عبر توسعة حقل الشمال المتوقع الانتهاء منه بشكل كامل بحلول عام 2027 ليرتفع إنتاج قطر من الغاز المسال إلى 126 مليون طن (171.4 مليار متر مكعب).
وتصدرت قطر دول العالم في صادرات الغاز المسال خلال العام الماضي، بحجم وصل إلى 80.1 مليون طن (109 مليارات متر مكعب)، مقابل 77.4 مليون طن (105.2 مليار متر مكعب) العام السابق له، بحسب بيانات لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).
6- سلطنة عمان
جاءت سلطنة عمان في المرتبة السادسة بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي خلال العام الماضي؛ إذ سجلت نموًا على أساس سنوي بمقدار وصل إلى 0.5 مليار متر مكعب.
ونما استهلاك عمان من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي إلى 28.5 مليار متر مكعب، مقابل 28 مليار متر مكعب في 2021.
وجاءت تلك الزيادة ووجود البلاد بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز، مع نجاح السلطنة في رفع إنتاجها خلال العام الماضي إلى 42.1 مليار متر مكعب، مقابل 40.2 مليار متر مكعب في عام 2021.
وحلَّت عمان في المركز الثاني على مستوى المنطقة العربية في ترتيب صادرات الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الأول من العام الجاري، وفقًا لبيانات منظمة أوابك، لترتفع إلى 3.1 مليون طن (4.21 مليار متر مكعب)، مقارنة بـ2.9 مليون طن (3.9 مليار متر مكعب) خلال المدة نفسها من 2022.
7- الكويت
سجّل الطلب على الغاز في الكويت ارتفاعًا بمقدار سنوي بلغ 2 مليار متر مكعب، لتحتل الترتيب السابع بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا من الغاز الطبيعي بنهاية 2022.
وزاد استهلاك الكويت من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي إلى 21.8 مليار متر مكعب، مقابل 19.8 مليار متر مكعب في 2021.
ورغم ارتفاع إنتاج الكويت من ذلك الوقود الأحفوري لأول مرة منذ 3 أعوام خلال العام الماضي؛ فإنه أقل بكثير من الاستهلاك المحلي؛ ما يدفع البلاد لاستيراده.
وزاد إنتاج الكويت من الغاز خلال العام الماضي إلى 13.4 مليار متر مكعب، مقابل 12.1 مليار متر مكعب في 2021، ونحو 12.2 مليار متر مكعب في 2020، و13.3 مليار متر مكعب في 2019.
وفي عام 2018، بلغ إنتاج الكويت من الغاز الطبيعي نحو 16.9 مليار متر مكعب، وهو أعلى مستوى تاريخي للبلاد، وفقًا لإحصائيات معهد الطاقة البريطاني.
8- العراق
جاء العراق في المركز الثامن بقائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز الطبيعي العام الماضي، مع تسجيله نموًا على أساس سنوي بمقدار وصل إلى 2.1 مليار متر مكعب.
وارتفع استهلاك العراق من الغاز الطبيعي إلى 18.9 مليار متر مكعب خلال العام الماضي، مقابل 16.8 مليار متر مكعب.
ويعاني العراق عدم كفاية إنتاجه لذلك الوقود الأحفوري لتلبية الطلب المتزايد عليه محليًا؛ ما يدفعه إلى الاعتماد على الاستيراد؛ ما يمثل أحد العوائق أمام قطاع توليد الكهرباء.
ويحتل العراق المركز العاشر على مستوى المنطقة العربية في إنتاج الغاز الطبيعي، الذي ارتفع العام الماضي إلى 9.4 مليار متر مكعب، مقابل 9.1 مليار متر مكعب في عام 2021.
أحمد عمار
المصدر: منصة الطاقة
أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري
|
تسلط أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري الضوء على بيئات العمل المحفوفة بالمخاطر في تلك الصناعة الإستراتيجية، مع وجود احتمالية لاندلاع حريق أو فيضان أو انفجار أو انهيار أو حوادث أخرى ذات صلة تؤثر في عدد كبير من الأشخاص في آن واحد.
ويُنتَج ما يزيد على 3.3 مليار طن من المعادن سنويًا على مستوى العالم؛ إذ يوفر قطاع التعدين المواد الخام والمعادن والفلزات الأساسية للاقتصاد، ولا يُظهر قطاع التعدين العالمي أي علامات على التباطؤ.
وهناك أسباب عديدة لوقوع الحوادث في قطاع التعدين؛ من بينها تسرب الغازات السامة التي قد تسبب ما يُطلق عليه “الموت الصامت”؛ لعدم وجود رائحة لها، إلى جانب انفجارات الغاز الطبيعي (مثل الميثان)، وانفجارات غبار الغاز، والنشاط الزلزالي، والفيضانات المسببة للغرق أو الخلل الميكانيكي، وهي العوامل المشتركة التي تسبّبت في وقوع أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري، وفق ما أورده موقع “إف تي إم ماشينري“.
أسوأ كوارث التعدين
يلقى آلاف الأشخاص على الأقل حتفهم في حوادث التعدين حول العالم كل عام، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يلي قائمة بأخطر 10 كوارث مناجم في تاريخ البشرية، نبهت القائمين على تلك الصناعة إلى ضرورة التحوط قدر الإمكان لتقليل تكرار هذه الوقائع المميتة، وهي على النحو التالي:
1- كارثة منجم بنشيهو في الصين (26 أبريل/نيسان 1942)
تتصدر كارثة منجم بنشيهو قائمة أخطر 10 كوارث مناجم في تاريخ البشرية؛ إذ كانت تلك الكارثة هي الأكثر دموية من نوعها على الإطلاق، ووقعت في محافظة لياونينغ شمال شرق الصين.
ووقع الحادث بعد أن تسبب مزيج الغاز وغبار الفحم في انفجار منجم تحت الأرض؛ ما أدى إلى حصار آلاف العمال الذين تقطعت بهم السبل.
وفي مسعى منها لاحتواء ألسنة النيران الضخمة، أغلقت السلطات الصينية نظام تهوية، والمدخل المؤدي إلى المنجم، ما أدى إلى خنق قرابة 1549 عاملًا.
واستغرقت المهمة 10 أيام كاملة لانتشال جميع جثث الضحايا من المنجم.
2- كارثة منجم كوريير في فرنسا (10 مارس/آذار 1906)
تحل واقعة منجم كوريير في فرنسا بالمرتبة الثانية في قائمة أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري.
بدأت الواقعة عندما اشتعلت النيران تحت الأرض في منجم كوريير للفحم شمال فرنسا، وهو ما نتج عنه انفجار هائل.
ويُشتبه في أن التعامل غير المناسب مع المواد المتفجرة ذات الصلة بأنشطة التعدين ربما يكون هو سبب الحريق، أو حتى حرق غاز الميثان من مصباح في المنجم.
وأسفر الحادث عن مقتل 1099 شخصًا، إلى جانب مئات المصابين، في واقعة صُنفت الأسوأ من نوعها في أوروبا.
3- كارثة منجم ميتسوبيشي هوجيو في اليابان (15 ديسمبر/كانون الأول 1914)
في المرتبة الثالثة في قائمة أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري تحل واقعة منجم الفحم ميتسوبيشي هوجيو.
بداية القصة حينما نسف الانفجار كبائن المصعد الذي يصل ارتفاعه إلى 50 قدمًا، وهو ما ألحق الأذى بالأشخاص الموجودين في دائرة نصف قطرها 200 متر، من مدخل المنجم؛ إذ أودى بحياة 687 من عمال المنجم.
وتُعَد تلك أسوأ كارثة من نوعها في تاريخ اليابان.
كارثة منجم ميتسوبيشي هوجيو في اليابان news9live
4- كارثة منجم لاوبايدونغ للفحم في الصين (9 مايو/أيار 1960)
في المرتبة الرابعة بقائمة أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري تظهر واقعة منجم لاوبايدونغ للفحم في الصين، الواقع بالقرب من مدينة داتونغ، بمحافظة شانشي؛ ما أودى بحياة 684 شخصًا.
ويُعَد حادث منجم لاوبايدونغ هو الأكثر دموية على الإطلاق في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم خلف الهند، منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
كارثة منجم لاوبايدونغ للفحم في الصين – الصورة من news9live
5- كارثة منجم ميتسوي ميكي للفحم في اليابان (9 نوفمبر/تشرين الثاني 1963)
تُعَد حادثة منجم ميتسوي واحدة من أسوأ وأقدم كوارث المناجم في اليابان.
وأدت الواقعة التي تُصنف في المرتبة الخامسة بقائمة أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري، إلى مقتل 458 من عمال المنجم، إضافة إلى إصابة 833 آخرين في انفجار غبار الفحم الذي كان موجودًا على بُعد نحو 500 متر أسفل مدخل المنجم.
ويُعَد الحادث هو ثاني أكثر كوارث المناجم دموية في تاريخ البلد الواقع شرق آسيا بعد كارثة منجم ميتسوبيشي هوجيو.
يُشار إلى أن منجم ميتسوي كان قد توقف عن العمل في عام 1997.
كارثة منجم ميتسوي ميكي للفحم في اليابان – الصورة من news9live
6- كارثة منجم سنغنيد الويلزي (14 أكتوبر/تشرين الأول 1913)
في المرتبة السادسة بقائمة أخطر 10 كوارث في التاريخ البشري، تأتي واقعة منجم سنغنيد الواقع في إمارة ويلز البريطانية.
ويُعَد الحادث الأكثر دراماتيكية من نوعه على الإطلاق في تاريخ المملكة المتحدة.
وأدى تراكم لغاز الميثان في منجم فحم تحت الأرض إلى وقوع انفجار، وانتشر على الجانب الغربي للمنجم.
ومما زاد الأمر سوءًا أن معظم عمال المنجم الناجين من الحريق والانفجار، لم يسلموا من غاز أول أكسيد الكربون السام الذي أودى بحياتهم في الحال.
وبلغ عدد الأشخاص الذي لقوا حتفهم في الحادث 439 شخصًا.
ويوضح الفيديو أدناه تفاصيل كارثة منجم سنغنيد:
7- كارثة منجم كليديسدال كوليري في جنوب أفريقيا (1 يناير/كانون الثاني 1960)
تضم قائمة أخطر 10 كوارث في التاريخ البشري واقعة منجم كليديسدال كوليري، وتأتي تحديدًا في المرتبة السابعة.
وتُعَد الحادثة الأسوأ في تاريخ قطاع التعدين الجنوب أفريقي، إذ كان هناك نحو ألف عامل تحت الأرض وقت انهيار المنجم، ولم تكن الشركة المسؤولة عن أنشطة التعدين تمتلك أدوات حفر متخصصة كافية لفتح ممرات لخروج عمال المنجم، وهو ما حال بطبيعة الحال دون قدرتهم على الهروب، ليقع 435 قتيلًا منهم في الحادث.
ويوضح الفيديو أدناه تفاصيل كارثة منجم كليديسدال كوليري:
8- كارثة منجم وانكي في زيمبابوي (6 يونيو/حزيران 1972)
وفي المركز الثامن في قائمة أخطر 10 كوارث في التاريخ البشري، تحل حادثة منجم وانكي الزيمبابوي الذي يُصنف ثاني أكبر منجم فحم في البلد الأفريقي الذي كان يُسمى روديسيا الجنوبية إبان الاستعمار البريطاني.
وبعد مدة وجيرة من وقوع الانفجار، فوجئ عمال المنجم بانفجار غبار الفحم.
ثم وقع انفجاران في اليوم التالي (7 يونيو/حزيران 1972)، ليمتلئ النفق الكائن تحت الأرض بالغازات السامة من الميثان وأول أكسيد الكربون؛ ما جعل جهود الإنقاذ -آنذاك- شبه مستحيلة.
وفي النهاية أسفرت الكارثة عن مقتل 426 شخصًا.
ويوضح الفيديو أدناه تفاصيل كارثة منجم وانكي:
9- كارثة منجم مونوبول غريمبرغ في ألمانيا (20 فبراير/شباط 1946)
شهدت ألمانيا أسوأ كارثة في تاريخ قطاع التعدين لديها في عام 1946 في منجم فحم مونوبول غريمبرغ الواقع في بيركامن بمنطقة الرور الشمالية بولاية شمال الراين-وستفاليا.
وانفجر المنجم الواقع على عمق 930 مترًا تحت سطح الأرض، ليدمر منشأة التعدين بأكملها ويقتل 405 أشخاص (من بينهم 3 مسؤولين بريطانيين).
ولم ينجُ من الحادث الذي يحتل المركز قبل الأخير في قائمة أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري، سوى 64 شخصًا.
ويوضح الفيديو أدناه تفاصيل كارثة منجم مونوبول:
10- كارثة منجم شاسنالا للفحم في الهند (27 ديسمبر/كانون الأول 1975)
تتذيل كارثة منجم شاسنالا للفحم في الهند قائمة أخطر 10 كوارث مناجم في التاريخ البشري.
فبعد مضي 10 أعوام على حادث منجم دانباد للفحم، وقعت كارثة أخرى في منجم شاسنالا المجاور؛ ما أدى لمقتل 375 شخصًا.
وتسبّب انفجار غبار الفحم في البئر العميقة في تدمير السقف، الذي كان يحمل مساحة مائية كبيرة فوقه مباشرة.
ونتجت معظم حالات الوفيات في هذا الحادث جراء فيضانات كاسحة.
كانت آن جونسون يوم زفافها قبل 20 عامًا متحدثة موهوبة، فقد ألقت خطابًا مرحًا، لكن بعد عامين من زفافها عندما كان عمرها 30 عامًا، تعرضت آن – المعلمة ومدربة كرة الطائرة والأم لرضيع – لسكتة دماغية أصابتها بشلل وأفقدتها القدرة على الكلام.
أعلن العلماء يوم الأربعاء عن تقدم بارز في مساعدتها ومرضى آخرين على التحدث مرة أخرى، ففي قفزة هائلة لعلم الأعصاب والذكاء الاصطناعي، فكت الأقطاب الكهربائية شفرة الإشارات الدماغية لجونسون بينما تحاول في صمت إلقاء بعض الجمل.
حولت التكنولوجيا إشارات دماغها إلى لغة مكتوبة ومسموعة، ومكّنت صورة رمزية على شاشة الحاسب الآلي من التحدث بهذه الكلمات والابتسام وتعبيرات أخرى.
نُشر البحث في مجلة “Nature”، ليعرض لأول مرة كلمات وتعبيرات وجه قادمة مباشرة من إشارات دماغية، اختارت جونسون الصورة الرمزية بنفسها واستخدم الباحثون الخطاب الذي ألقته في زفافها لمحاكاة صوتها.
وليام يقدم المعكرونة لآن بعد عقد من تناولها الطعام عبر أنبوب التغذية
يقول قائد الفريق الدكتور إدوارد تشانغ، رئيس قسم جراحة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسسكو: “إننا نحاول فقط استعادة هويتهم”، وتقول جونسون التي أصبح عمرها 48 عامًا الآن: “أصبحت أشعر أنني شخص كامل مرة أخرى”.
يهدف هذا الاختراع إلى مساعدة الأشخاص الذين فقدوا قدرتهم على التحدث بسبب سكتات دماغية أو أمراض أخرى مثل الشلل الدماغي والتصلب الجانبي الضموري.
لكي يعمل الجهاز، لا بد من توصيل الأقطاب في رأس جونسون بالحاسب الآلي، لكن فريقها يحاول تطوير نسخة لاسلكية، وفي النهاية، يأمل الباحثون أن يتمكن الناس الذين فقدوا قدرتهم على التحدث من الحديث مباشرةً عن طريق صور لهم تنقل نبرة صوتهم وتعبيرات وجههم ومشاعرهم مثل الغضب أو الفرح.
يقول دكتور باراغ باتيل جراح الأعصاب ومهندس الطب الحيوي بجامعة ميتشغان: “المثير في الأمر أنه من خلال سطح الدماغ فقط، تمكن الباحثون من استخراج معلومات جيدة للغاية بشأن هذه الخصائص المختلفة للتواصل”.
شيريل رادل مقدمة الرعاية لآن تنظف الجهاز المستخدم في الدراسة
تعكس تجربة جونسون التقدم السريع في هذا المجال، فقبل عامين فقط نشر نفس الفريق بحثًا زرعوا فيه جهازًا أبسط لرجل مشلول يُدعى بانشو وبمساعدة الخوارزميات تمكن من إنتاج 50 كلمة أساسية مثل مرحبًا وجائع، تظهر على هيئة نص على الحاسب الآلي بعد محاولته قولهم.
يحتوي جهاز جونسون على ضعف عدد الأقطاب، ما يزيد من قدرة الجهاز على تحديد إشارات الدماغ من خلال الناقلات العصبية المرتبطة بالفم والشفتين والفك واللسان والحنجرة، درّب الباحثون جهاز الذكاء الاصطناعي المتطور على التعرف على الكلمات وكذلك الوحدات الصوتية التي يمكنها أن تشكل أي كلمة.
يقول ديفيد موسيس، مدير المشروع: “الأمر أشبه بأبجدية لأصوات الكلام”، وبينما كان جهاز بانشو يُنتج ما بين 15 إلى 18 كلمة في الدقيقة، أنتج جهاز جونسون 78 كلمة باستخدام قائمة مفردات أكبر بكثير، وقد بلغ معدل المحادثة النموذجية 160 كلمة في الدقيقة.
عندما بدأ الباحثون العمل مع جونسون، لم يتوقعوا تجربة الصورة الرمزية والصوت، لكن بحسب موسيس “فقد كانت النتائج المبشرة بمثابة ضوء أخضر لتجربة أشياء أصعب”.
السيدة رادل تقدم العلاج الطبيعي لآن
يقول كايلو ليتلجون، طالب دراسات عليا بجامعة كاليفورنيا وأحد مؤلفي الدراسة الرئيسيين بجانب دكتور موسيس وسين ميتزجر وأليكس سيلفا ومارجريت سيتون، إن الفريق برّمج خوارزمية لفك شفرة أنشطة الدماغ إلى موجات صوتية وإنتاج حديث صوتي.
يضيف ليتلجون “هناك الكثير من المعلومات الخاصة بالحديث التي لا يمكن حفظها جيدًا عن طريق النص فقط مثل التعبيرات ونغمة الصوت وطبقته”.
قام الباحثون بالعمل مع شركة لإنتاج رسوم متحركة للوجه، وذلك لبرمجة الصورة الرمزية ببيانات حركة العضلات، حاولت جونسون بعد ذلك القيام بتعبيرات وجهية مثل السعادة والحزن والمفاجأة بدرجة كثافة عالية ومتوسط ومنخفضة، كما حاولت القيام بحركات مختلفة للفك واللسان والشفاه، ثم نُقلت إشارات الدماغ المشفرة إلى الصورة الرمزية.
إحدى صور حفل زفاف آن قبل عامين من إصابتها بالسكتة الدماغية
قالت جونسون من خلال هذه الصورة الرمزية: “أعتقد أنكم مدهشون ورائعون، ما رأيكم في صوتي الاصطناعي؟ إن سماع صوت أشبه بصوتي أمر عاطفي للغاية”.
تحدثت جونسون مع زوجها وليام – عامل البريد – فقد قالت له من خلال الصورة الرمزية: “لا تجعلني أضحك”، وعندما سألها وليام عن فرص فوز فريق “Toronto Blue Jays” أجابته “كل شيء ممكن”.
يتطور هذا المجال بسرعة كبيرة للغاية ويعتقد الخبراء أن النسخ اللاسلكية الحاصلة على موافقة فيدرالية قد تصبح متاحة في العقد القادم، ومن الممكن أيضًا توافر نسخ مختلفة لتتناسب مع مختلف المرضى.
نشرت مجلة “Nature” دراسة لفريق آخر تتضمن أقطاب كهربائية مزروعة بشكل أعمق في الدماغ تتنبأ بنشاط الخلايا العصبية الفردية وفقًا لما يقوله دكتور جايمي هيندرسون أستاذ جراحة الأعصاب بجامعة ستانفورد الذي دفعه للقيام بذلك تجربة طفولته عندما فقد والده النطق بعد حادثة.
يقول هندرسون إن طريقتهم قد تكون أكثر دقة لكنها أقل استقرارًا لأن نمط إطلاق الخلايا العصبية قد يتغير، يتمكن نظامهم من فك شفرة جمل تضم 62 كلمة في الدقيقة، تلك التي حاول المشارك بات بينيت – 68 عامًا ومريض تصلب جانبي ضموري – أن يقولها من قاعدة مفردات أكبر، لكن الدراسة لم تتضمن صورة رمزية أو فك شفرة الصوت.
كانت آن دائمًا ذات شخصية عنيدة وقوية الإرادة
تستخدم كلتا الدراستين نماذج لغوية تنبؤية للمساعدة على تحويل الكلمات إلى جمل، هذا النظام لا يقوم فقط بالتوفيق بين الكلمات، لكنه يحاول أيضًا اكتشاف أنماط لغوية جديدة مع تطوير تعرّفه على الأنشطة العصبية للمشاركين، وفقًا لما قالته ميلاني أوكين المتخصصة في تكنولوجيا مساعدة النطق واللغة بجامعة العلوم والصحة في أوريغون التي قدمت استشارة لدراسة ستانفورد.
لكن كلتا الطريقتين ليستا دقيقتين تمامًا، فعند استخدام مجموعة مفردات أكبر يقوم الجهاز بفك شفرة الكلمات الفردية بشكل خاطئ ربع الوقت، على سبيل المثال عندما حاولت جونسون أن تقول “ربما فقدناهم” ترجمها الجهاز “ربما نحن هذا الاسم”، لكن الجهاز يترجم ما يقرب من نصف كلماتها بشكل صحيح.
وجد الباحثون أن الناس على منصات المصادر الجماهيرية تمكنوا من تفسير تعبيرات وجه الصورة الرمزية أغلب الوقت، لكن ترجمة الصوت كانت أصعب، لذا يعمل الفريق على تطوير خوارزميات التنبوء لتحسين ذلك، يقول تشانغ: “ما زالت الصورة الرمزية المتحدثة في نقطة البداية”.
يؤكد الخبراء أن هذه الأنظمة لا تقرأ أفكار الناس وعقولهم، لكنها بحسب ما يقول باتيل، أشبه بلاعبي كرة القاعدة الذين لا يقرأون أفكار اللاعب رامي الكرة، لكنهم يفسرون ما يفعله الرامي للتنبوء بالرمية.
ومع ذلك، تقول أوكين إن قراءة الأفكار قد تصبح ممكنة في النهاية، ما يثير قضايا أخلاقية وقضايا الخصوصية.
تملك الأسرة سيارة مجهزة مناسبة لكرسي آن المتحرك
كانت جونسون قد تواصلت مع دكتور تشانغ بعدما قرأ لها زوجها مقالتي عن بانشو، لكن دكتور تشانغ كانت مترددة في البداية لأنها تعيش في ساسكاتشوان بكندا بعيدًا للغاية عن مختبره في سان فرانسسكو، لكنها كانت مثابرة.
قرر زوجها وليام العمل بدوام جزئي، حيث قال إن آن كانت تدعمه دائمًا فيما يرغب بالقيام به حتى قيادته لاتحاد البريد المحلي، وأضاف “لقد رأيت أنه من المهم دعمها في ذلك”.
بدأت جونسون بالمشاركة في البحث سبتمبر/أيلول الماضي، حيث سافرت إلى كاليفورنيا لمدة 3 أيام في شاحنة مجهزة تتضمن رافعة لنقلها من الكرسي المتحرك إلى السرير، وقد استأجروا شقة هناك حيث أجرى الباحثون تجاربهم لتسهيل الأمور عليها.
جمع الزوجان المال من خلال الإنترنت ومجتمعهما في مدينتهما لدفع نفقات السفر واستئجار الشقة مدة سنوات الدراسة، وكانا يقضيان أسابيع في كاليفورينا ويعودان إلى مدينتهما بين مراحل البحث، يقول وليام: “لو كان ممكنًا القيام بذلك 10 ساعات في اليوم طوال أيام الأسبوع لفعلت ذلك”.
تستخدم آن جهاز التواصل المنزلي المزود بنظارات خاصة
كانت جونسون صاحبة عزيمة قوية بطبيعتها، وقد تواصلت معي عبر البريد الإلكتروني باستخدام نظام مساعدة بدائي في المنزل، حيث ترتدي نظارات مثبت عليها نقاط عاكسة تشير بها إلى الحروف والكلمات على شاشة الحاسب الآلي.
إنه نظام بطيء حيث تتمكن من توليد 14 كلمة فقط في الدقيقة، لكنه أسرع من الطريقة الوحيدة الأخرى التي كانت تستخدمها للتواصل في المنزل، حيث كانت تستخدم لوحة حروف بلاستيكية وتحاول النظر إلى الحروف بينما يحاول وليام تخمين الحرف الذي تنظر إليه ثم محاولة اكتشاف الكلمة التي تحاول قولها.
كانت عدم القدرة على إجراء محادثة أمرًا محبطًا لهم، وعند مناقشة أمر تفصيلي كان وليام يتلقى ردها عبر البريد الإلكتروني بعد النقاش بيوم، يقول وليام: “كانت آن متحدثة دائمًا وشخصية اجتماعية، عكسي تمامًا، الآن تبدلت الأداور وعليّ أن أكون الشخص المتحدث”.
كانت جونسون معلمة رياضيات في المدرسة الثانوية ومعلمة تربية بدنية وصحية ومدربة كرة طائرة وكرة سلة، وقد أصيبت بالسكتة الدماغية في أثناء الإحماء للعب الكرة الطائرة.
لوحة الحروف التي كانت تستخدمها آن في البداية للتواصل مع زوجها
بعد عام من الإقامة في المستشفى ومركز إعادة التأهيل، عادت آن إلى المنزل حيث ابن زوجها ذي العشر سنوات وابنتها ذات العامين، التي كبرت الآن دون أي ذكريات عن صوت والدتها، تقول آن: “من الصعب للغاية عدم القدرة على ضم أطفالي وتقبيلهم، لكن الأصعب عدم قدرتي على إنجاب المزيد من الأطفال”.
بعد 5 سنوات من الإصابة، كانت آن مرعوبة، حيث كتبت “اعتقدت أنني قد أموت في أي وقت، فالجزء النشط في دماغي يعلم أنني بحاجة للمساعدة، لكن كيف أتواصل لأخبرهم ذلك؟”.
لكن مع إصرارها وبالتدريج بدأت عضلات وجهها بالتحرك بعد 5 سنوات من التوقف التام، وأصبح بإمكانها الابتسام، كانت تتناول طعامها أيضًا عبر أنبوب التغذية لمدة عقد، لكنها أعلنت رغبتها في تناول طعام صلب حتى لو تسبب ذلك في موتها.
تقول آن: “بدأت بامتصاص الشيكولاتة وحصلت على علاج فيزيائي للبلع والآن أستطيع أكل بعض الأطعمة المقطعة أو اللينة”.
عندما علمت جونسون أنهم بحاجة إلى مستشارين صدمة في ساسكاتشوان بعد حادثة حافلة مميتة في 2018، قررت الحصول على دورة استشارات في الجامعة عبر الإنترنت.
السيدة رادل تساعد آن على تغطية رأسها
تقول جونسون: “كانت مهاراتي في الحاسب ضعيفة وكشخص يحب العلوم والرياضيات كنت خائفة من كتابة الأبحاث، لكن في ذلك الوقت كانت ابنتي في الصف التاسع وقد شُخصت بإعاقة متطورة، لذا قررت التغلب على مخاوفي لتعليم ابنتي أنه لا يجب أن تمنعنا الإعاقة عن التقدم في حياتنا”.
قالت جونسون لفريق البحث: “هدفي الأسمى ما زال مساعدة الناجين من الصدمات، وآمل أن أتمكن من تقديم الاستشارات باستخدام التكنولوجيا الخاصة بكم للحديث مع عملائي”.
كتبت جونسون عندما بدأت في التعبير عن مشاعرها باستخدام الصورة الرمزية، أنها أحست بالسخافة، لكنها أحبت شعورها بامتلاك تعبيرات وجه مرة أخرى، حتى إن هذه التدريبات ساعدتها كثيرًا، فقد تمكنت لأول مرة من تحريك الجزء الأيسر من جبهتها.
وأخيرًا كتبت جونسون، إنها شعرت بعد الإصابة بأنها فقدت كل شيء، لكنها وعدت نفسها بألا تتركها للإحباط مرة أخرى، والآن تشعر أنها تملك وظيفة مرة أخرى، كما أن هذه التكنولوجيا تجعلها تتخيل أنها داخل فيلم “حرب النجوم” (Star Wars).
تحركات دبلوماسية مكثفة.. هل تمنع الجزائر التدخل العسكري في النيجر؟
|
بدأ وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، يوم الأربعاء جولة أفريقية تقوده إلى 3 بلدان من مجموعة دول غرب أفريقيا “إيكواس” التي تهدد بالتدخل عسكريًّا في النيجر، وهو الخيار الذي ترفضه الجارة الشمالية لنيامي، وترى أنه سيزيد الوضع تعقيدًا بمنطقة الساحل، متمسّكة بالحل الدبلوماسي والتفاوضي، والذي يمكن أن تقوم به، وذلك لأنها ستكون المتضرر الأول من تبعات أي تدخل عسكري في النيجر.. فإلى أي مدى يمكن أن تساهم المساعي الجزائرية في جعل خيار التدخل العسكري بعيد التنفيذ رغم الحماس الفرنسي له؟
تحرُّك
أفادت وزارة الخارجية الجزائرية، يوم الثلاثاء، أن الرئيس عبد المجيد تبون كلّف وزير الخارجية أحمد عطاف بزيارة عمل إلى دول في “إيكواس” لبحث ملف الأزمة في النيجر، حيث يتعلق الأمر بكل من نيجيريا وبنين وغانا.
أشار البيان إلى أن عطاف سيجري مشاورات في هذه البلدان التي تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ستتمحور “حول الأزمة في النيجر وسبل التكفل بها، عبر الإسهام في بلورة حل سياسي يجنّب هذا البلد والمنطقة بأسرها تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع”.
وصبيحة يوم الأربعاء، أشارت إلى أن الرئيس تبون كلف الأمين العام لوزارة الخارجية للقيام اليوم بزيارة إلى النيجر، تندرج في إطار المساعي الحثيثة لإيجاد حل سياسي للأزمة في نيامي، حيث سيلتقي هناك بكبار المسؤولين والشخصيات في البلاد.
تعدّ زيارة الأمين العام للخارجية أول زيارة لمسؤول جزائري إلى النيجر، منذ الانقلاب الذي نفّذه قادة في الجيش ضد الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/ تموز الماضي.
في السياق ذاته، بدأ رئيس الدبلوماسية الجزائرية جولته بنيجريا، البلد المؤثر في “إيكواس”، والتي رفض برلمانها الترخيص للرئيس للقيام بتدخل عسكري في النيجر، وعارض اتحاد علمائها هو الآخر الخيار العسكري لحل الأزمة في جارتهم الشمالية.
بحث عطاف في أبوجا مع نظيره يوسف مايتما توجار “الأزمة في النيجر وتطوراتها وآفاق تعزيز الجهود الرامية إلى بلورة حل سلمي لها، بالشكل الذي يضمن العودة إلى النظام الدستوري في البلاد ويجنّبها مخاطر التدخل العسكري التي لا يمكن التنبؤ بها”.
أعلمت الجزائر نيجيريا منذ البداية أنها ترفض التدخل العسكري في النيجر، ملحّة على ضرورة تفعيل كافة الطرق والسبل الدبلوماسية
وتبادل الطرفان المعلومات والتحاليل حول الجهود الدبلوماسية التي يبذلها البلدان للمساهمة في إنهاء هذه الأزمة في جوارهما المشترك، حيث تم التنويه على وجه الخصوص بالمبادرات التي اتخذها الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره بولا أحمد تينوبو بصفته الرئيس الحالي لـ”إيكواس”.
وجاء في بيان للخارجية الجزائرية أن الوزيرَين اتفقا على “مواصلة وتعزيز التنسيق بين البلدَين في قادم الأيام، بغية استغلال كافة الفرص المتاحة لتفعيل الحل السياسي، وعدم تفويت أي منها لضمان استعادة الأمن والاستقرار في النيجر بطريقة مستدامة”.
لا يعدّ هذا اللقاء الأول من نوعه بين مسؤولين في الجزائر وأبوجا، ففي 5 أغسطس/ آب الجاري استقبل عطاف بالجزائر المبعوث الخاص لرئيس نيجيريا باباغانا كينجيبي، الذي حمل رسالة من رئيس البلاد بولا أحمد تينوبو إلى تبون.
ومنذ البداية أعلمت الجزائر نيجيريا أنها ترفض التدخل العسكري في النيجر، ملحّة على ضرورة تفعيل كافة الطرق والسبل الدبلوماسية، و”تجنُّب خيار اللجوء إلى القوة الذي لا يمكن إلا أن يزيد الأوضاع تعقيدًا وتأزمًا وخطورة على النيجر وعلى المنطقة برمّتها”.
يشكّل موقف الجزائر ونيجيريا أهمية قصوى لتطورات الوضع في النيجر، بالنظر إلى أنهما الدولتان المحوريتان في تحديد الحل الذي سيتَّخذ ضد المجلس العسكري في نيامي، كونهما الأكثر قوة عسكريًّا واقتصاديًّا ودبلوماسيًّا في المنطقة، بالإضافة إلى حدودهما الشاسعة مع النيجر.
وتطورات الوضع في نيامي تهم البلدَين حتى من الناحية الاقتصادية، فإضافة إلى التجارة البينية الحدودية، سيحدد الوضع في النيجر مستقبل أنبوب الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا وأوروبا مرورًا بالنيجر والجزائر، حيث أنهت الجزائر ونيجيريا الأشغال الخاصة بهما، ولم تبقَ سوى الأجزاء الخاصة بالنيجر الذي يمكن أن تتكفّل بها الجزائر بدعم من البنك الأفريقي الذي وعد بتمويل هذا المشروع، إضافة إلى مشروعَي الألياف البصرية الرابط بأفريقيا والطريق العابر للصحراء، وهما مشروعان ستستفيد منهما أبوجا مباشرة، حتى إن كانت الجزائر من أطلقتهما وتقف وراء تمويلهما.
يظهر من جولة عطاف أن الجزائر تستهدف الدول الأكثر حماسًا للتدخل العسكري في النيجر والأكثر تأثيرًا في مجموعة “إيكواس”، لذلك كانت أولى الاتصالات الدبلوماسية مع هذه الدول، فقد سبق للرئيس تبون أن بحث سابقًا مع نظيره البنيني باتريس تالون تطورات الوضع في النيجر، وذلك عشية الاجتماع الاستثنائي الأول للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الذي عُقد في 30 تموز/ يوليو الماضي.
تدخُّل وشيك
جاء التحرك الجزائري الدبلوماسي الحالي لأخذ زمام مبادرة الحل الدبلوماسي بالنيجر، بعد استشعارها بأن اللجوء إلى الحل العسكري قد بات وشيكًا، وبالخصوص من قبل فرنسا المتضرر الأكبر من تطورات الوضع في نيامي.
السبت الماضي، قالت الخارجية الجزائرية إن “معالم التدخل العسكري في النيجر ترتسم“، معلنة أن “الجزائر تتأسّف بشدة لتغلُّب اللجوء إلى العنف على خيار الحل السياسي التفاوضي، الذي من شأنه إعادة النظام الدستوري والديمقراطي بشكل سلمي في هذا البلد الشقيق والجار”.
ازداد التخوف الجزائري من تسريع التدخل العسكري في النيجر، بعد تلقيها لطلب من فرنسا لتنفيذ هذه العملية العسكرية ضد المجلس العسكري الحالي في نيامي، وإعادة الحكم للرئيس محمد بازوم بالقوة.
ونقلت الإذاعة الجزائرية الرسمية الاثنين الماضي، عن مصادر وصفتها بـ”المؤكدة”، أن “فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر، والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، فالتدخل العسكري بات وشيكًا والترتيبات العسكرية جاهزة”.
وأشارت الإذاعة الحكومية إلى أن “الجزائر التي كانت دائمًا ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردّها كان صارمًا وواضحًا”، لكن قيادة أركان الجيش الفرنسي نفت في تصريح لوكالة “رويترز”، الثلاثاء الماضي، أن تكون باريس قد طلبت من الجزائر استخدام مجالها الجوي لتنفيذ عملية عسكرية في النيجر.
غير أن “إذاعة الجزائر الدولية” الرسمية أشارت بعد التصريح الفرنسي إلى تفاصيل جديدة بشأن الطلب الفرنسي، حيث قالت إن باريس طلبت من الجزائر الترخيص لتحليق 4 طائرات مقاتلة وطائرة تزويد جوي في مجالها الجوي، إلا أن طلبها قوبل بالرفض، وبعد ذكر المصادر الجزائرية هذه التفاصيل، التزمت قيادة أركان الجيش الفرنسية الصمت، ولم تنفِ هذا الطلب.
عقب وقوع الانقلاب في النيجر، أشار موقع “فلاي رادار” المعروف برصده لحركة الطيران في العالم، إلى عودة طائرة تابعة للقوات الجوية الفرنسية أدراجها من حدود الأجواء الجزائرية نحو بلادها، بعدما لم يُسمح لها بعبور أجواء البلاد.
وأشار المجلس العسكري التابع لقادة الانقلاب في النيجر سابقًا إلى أن القوات الفرنسية خرقت المجال الجوي للنيجر وأطلقت سراح إرهابيين، ما أسفر عن تعرُّض مواقع للحرس الوطني لهجمات “إرهابية”، لكن باريس نفت ذلك دون تقديم تبريرات دامغة تفنّد أعمالًا نُسبت إليها أكثر من مرة في منطقة الساحل.
معلوم أن باريس تحوز قاعدة عسكرية في نيامي تضم 1500 جندي ومعدّات جوية وبرية تابعة لقوة برخان، بموجب اتفاقية بين البلدَين ألغاها المجلس العسكري الحاكم، لكن باريس قالت إنها لا تأخذ هذا الإلغاء بعين الاعتبار، كونها لا تعترف إلا بشرعية الرئيس محمد بازوم الموجود تحت الاعتقال.
وما زاد من التخوف الجزائري أن الطلب الفرنسي -حسب الإذاعة الرسمية- لقي تجاوبًا من المغرب الذي أطلعته باريس بمخططات الطيران لتنفيذ العملية العسكرية في النيجر، ومعلوم أن الجزائر قطعت علاقتها الدبلوماسية منذ عامَين.
تأتي هذه الخطوة الفرنسية عقب الانتقادات التي وجّهها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو”، حيث دعاه إلى عدم محاولة “بناء صداقة مصطنعة” مع الجزائر، معربًا في الوقت ذاته عمّا اعتبره تأثير “جهود التصالح” مع الجزائر على العلاقة مع الرباط، وقال ساركوزي: “هذا التوجه يبعدنا عن المغرب، نحن نجازف بخسارة كل شيء، لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب”.
وفي الحقيقة، أعلنت الجزائر في أكثر من مرة عن وجود “لوبي” ضمن دائرة صنع القرار الفرنسي لا يريد بناء علاقات ندية مع الجزائر، كونه يحنّ إلى ماضي “الجزائر الفرنسية” المزعومة.
وترفض الجزائر الترخيص لفرنسا للقيام بعمليات عسكرية جديدة في منطقة الساحل، لاقتناعها أن الوضع في ليبيا ومالي كان من الممكن أن يكون أحسن ممّا هو عليه لو لم تتدخل باريس عسكريًّا في طرابلس عام 2011 وفي باماكو عام 2013.
وجاء في بيان للخارجية الجزائرية أن “تاريخ منطقتنا مليء بالدروس التي تشير إلى أن التدخلات العسكرية لطالما حملت في طياتها المشاكل أكثر من الحلول، وأنها شكّلت عوامل إضافية للمواجهات والتمزق عوض أن تكون مصدر استقرار وأمن”.
وتابعت الخارجية القول “إن الجزائر وقبل وقوع ما لا يحمد عقباه، وقبل أن تدخل المنطقة في دوامة العنف الذي لا يستطيع أحد التنبُّؤ بعواقبه العديدة، تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والحكمة والتعقل التي تقتضي كلها إعطاء الأولوية القصوى للخيار السياسي التفاوضي للأزمة الدستورية الحالية، بما يجنّب النيجر الشقيقة وجميع المنطقة مستقبلًا محفوفًا بالتهديدات والمخاطر، لا سيما تجدد نشاط وعدوانية الإرهاب وكل أشكال الجريمة التي تعاني منها المنطقة بشدة”.
ومنذ تلويح فرنسا ومجموعة “إيكواس” بالتدخل عسكريًّا في النيجر، نقلت تقارير متطابقة تحركات لمجموعات إرهابية تابعة لتنظيمَي القاعدة و”داعش” بمنطقة الساحل، حيث تُتهم فرنسا بتمويلهما عبر دفع فديات لتحرير الرهائن الأجانب.
وساطة؟
لا يُستبعد أن تكون جولة وزير الخارجية الجزائرية إلى دول في “إيكواس” تمهيدًا للعب بلاده دور الوساطة لحل الأزمة في النيجر سلميًّا، وتفادي الحلول العسكرية، بالنظر إلى أن الجزائر حتى إن رفضت الانقلاب على بازوم لا تزال تحتفظ بعلاقات جيدة مع صانعي القرار في نيامي، وهو ما تُرجم شعبيًّا بالمسيرات التي انطلقت في البلاد والمؤيدة للسلطة الحاكمة الجديدة وحملت الرايات الجزائرية.
أعلن الرئيس تبون في لقاء تلفزيوني أن الجزائر مستعدة للعب دور الوساطة لحل الأزمة في النيجر، حيث تعتمد في ذلك على ماضيها الدبلوماسي الناجح في حل الأزمات، في مقدمتها الأزمة في مالي، وحل الأزمة الإثيوبية الإريترية، وأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران، وغيرها من المعضلات الدولية التي كانت لاعبًا أساسيًّا في حلها.
وقال تبون إن بلاده تؤكد “رفضها التام والقطعي للتدخل العسكري” في النيجر، مبيّنًا أن “أي تدخل عسكري لا ينجرّ عنه إلا المشاكل”، مذكّرًا في هذا الشأن بما جرى في ليبيا وسوريا، حيث لا تزال “المشاكل مطروحة والأمور متشعّبة”.
يعتقد تبون أيضًا أن مثل هذا التدخل العسكري يمكن أن يؤدي إلى “إشعال منطقة الساحل الأفريقي” بكاملها، لذلك لا تمانع بلاده في لعب دور الوساطة لحل أزمة النيجر سلميًّا، للمساهمة في العودة إلى الوضع الدستوري.
وحسب صحيفة “لو موند” الفرنسية، فإن الجزائر يمكن أن تلعب دور الوساطة في أزمة النيجر، خاصة أن هذا المهمة تلقى تشجيعًا ودعمًا من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مقابلة مع “إذاعة فرنسا الدولية”، إن “الدبلوماسية هي الطريقة المفضلة لحل الأزمة” في النيجر.
ومن خلال التصريحات الصحفية للمسؤولين في واشنطن والجزائر، يظهر أن الطرفَين يفضّلان الحل السلمي، وتلقى الجهود الجزائرية دعمًا أمريكيًّا، وهو ما ظهر خلال زيارة عطاف الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
وقالت السفيرة الأمريكية في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، في مقابلة مع قناة “النهار” التلفزيونية المحلية، إن المحادثات السياسية بين الجزائر وأمريكا مهمة للغاية حول النيجر، مشيرة إلى أن الجزائر شريك مهم للنيجر باعتباره بلدًا جارًا ويفهم البلد جيدًا.
وحسب السفيرة، فإن الولايات المتحدة تقدّر بشدة موقف الجزائر وستستمر في التشاور معها حول هذه القضية المهمة للغاية، مؤكدة أن موقفَي البلدَين متشابهان تمامًا إزاء ما يحدث في النيجر.
وحول ما تريده الولايات المتحدة، قالت أوبين: “نود أن نرى عودة النظام الدستوري ونأمل أن يسمح الحوار السياسي بالإفراج عن الرئيس بازوم وعائلته من الاعتقال، وأن يعود البلد إلى وضع مستقر ويكون قادرًا على تلبية حاجات النيجريين”.
يظهر من تصريح السفيرة أنها لا تشترط عودة بازوم إلى السلطة مثلما تريد باريس، إنما تطالب بإطلاق سراحه والعودة إلى الوضع الدستوري، وهي النقطة التي يمكن العمل عليها لتجنُّب تدخل عسكري في النيجر، إذ يمكن الاتفاق على مرحلة انتقالية تتم بعد تقديم الرئيس بازوم استقالته التي تسمح بالعودة إلى النظام الدستوري مع الإفراج عنه، فيما تتولى سلطة مؤقتة الحكم لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
لكن الوصول إلى هذه الخطوة يتطلب جهودًا دبلوماسية وضغوطًا دولية واسعة على جانبَي الصراع في النيجر، وهو ما يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة والجزائر في تليين موقف مجموعة “إيكواس”، وإقناع بازوم بأن مصلحة البلاد أهم من المزايا الشخصية.
قد يعاب على التحرك الجزائري حسب بعض المتابعين أنه جاء متأخّرًا، إلا أنه يظل قادرًا على أخذ زمام المبادرة بالنظر إلى العلاقة التي تربطها بالنيجر، وبمختلف الأطراف الفاعلة في الملف، وبالخصوص أن موقفها الرافض للتدخل العسكري يلقى تأييدًا من دول وازنة كالولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا.
عبد الحفيظ سجال
المصدر: موقع نون بوست
نهر دجلة.. حيث وُلدت الحضارة
|
الوصول إلى منبع نهر دجلة ليس بالمهمة الهينة، فبعد أن ينتهي الطريق الترابي، يقودنا ممر صغير إلى قمة الجبل المسنن الذي شُذبت رؤوسه لتبدو مثل أظفار الأصابع، أصبح الممر طريقًا للماعز وضيقًا بشكل خطير، حيث يلتف حول جانب التل حتى يتوقف عند مصبات الينابيع، هذا التدفق الغزير يختفي عند النفق الواسع المحدب حيث يظهر النهر الوليد بعد 1.5 كيلومتر.
اعتقد الآشوريون قديمًا أن هذا المكان التقى فيه العالمان المادي والروحي، قبل 3 آلاف سنة، سافرت جيوشهم إلى منبع النهر لتقديم القرابين، وما زالت نقوش الملك الآشوري تغلث فلاسر – من عام 1114 حتى 1076 قبل الميلاد – قائمةً عند مصب النفق، ربما تأثر وضوحها بمرور الوقت، لكنها ما زالت قائمة وملكية تشير إلى إمبراطوريته.
يقع منبع النهر الآن فيما تُعرف اليوم بتركيا، حيث يتدفق جنوب شرق جبال طوروس، فيتسلل من منطقة ضيقة شمال شرق سوريا ثم يمر عبر الموصل وتكريت وسامراء حتى يصل إلى بغداد.
في جنوب العراق، تتشرب الأهوار الشاسعة لبلاد ما بين النهرين نهر دجلة قرب نقطة التقائه مع نهره الشقيق الفرات، ليصبان معًا في الخليج العربي.
قبل نحو 8 آلاف عام، استقر أسلافنا الصيادون في السهل العظيم بين هذين النهرين وقاموا بالزراعة وتربية المواشي، لينشأ ما أطلق عليه الكثيرون “مهد الحضارة”، وفي تلك المدن القديمة التي عُرفت باسم إريدو وأور وأوروك اختُرعت العجلة والكلمات المكتوبة، وكذلك الأنظمة القانونية والمراكب الشراعية وأغاني الحب.
سافر الكاتب وفريقه بالقارب عبر نهر دجلة لمدة 10 أسابيع
ومع ذلك، وبسبب عقود من الصراعات في العراق اليوم، فقد نُسيت حقيقة أن نهر دجلة شكّل وحرس تراثنا الإنساني المشترك.
في عام 2011 خضت رحلة مدتها 10 أسابيع وطولها ألفي كيلومتر مع فريق صغير برًا وبحرًا، من منبع دجلة حتى مصبه في الخليج العربي، وقد أخبرني أحد المستشارين أن هذه الرحلة لم يقم بها أحد غالبًا منذ العصر العثماني.
كان هدفي من الرحلة توضيح الأهمية التاريخية للنهر ونشر قصته عن طريق الأشخاص الذين يعيشون على ضفتيه، وكذلك التحقيق في المخاطر التي تهدد مستقبله، فقد أدت مجموعة من الاضطرابات الجيوسياسية وسوء إدارة المياه وتغير المناخ إلى إعلان البعض بأن هذا النهر العظيم يموت.
تمنيت أن تكشف رحلتي العظمة التي خرجت من هذه الأرض، وما سنخسره إذا جف هذا النهر الذي كان مهدًا للحضارة.
على بُعد 8 كيلومترات من منبع النهر في مدينة إيجل بتركيا، يقع حصن قلعة آشورية، عدّله اليونانيون والأرمانيون والبيزنطيون والرومان والعثمانيون الذين استوطنوا جميعًا ضفاف النهر.
وفي ديار بكر بتركيا يقع حصن آخر منذ العصر البرونزي، تعتبر المدينة اليوم العاصمة الفعلية لسكان تركيا من الأكراد، وفي أزقتها الملتوية، جلسنا للراحة في فناء من أحجار البازلت تحت ظلال شجر التوت تحيط بنا الأصوات التي تتردد بين الجدران.
تعد ديار بكر في تركيا من أقدم المناطق المأهولة على طول نهر دجلة
هناك جلست سيدة ترتدي سترة صوفية على مقعد خشبي وقد وضعت يدها اليمنى حول أذنها، كان اسمها فيليكناز أصلان، ولمدة 30 دقيقة سحرتنا بصوتها، كانت أصلان مغنية روائية كردية تروي تاريخ أجدادها وقصصهم الشعبية.
غنت أصلان عن قصة حب حُكم عليها بالفشل على ضفاف دجلة، تقول أصلان إن معظم المغنيين الشعبيين الآن رجال، لكن هذه الممارسة اخترعتها النساء أولًا، وقد كانت طريقة لحفظ الهوية والثقافة، كما كان نهر دجلة خلفية مشتركة لتلك الأغاني، باعتباره سمة أساسية لحياة الأكراد في المنطقة.
في جنوب شرق ديار بكر، يحفر نهر دجلة جدولًا عميقًا خلال منطقة طور عابدين عند جبال طوروس في تركيا، ولقرون كانت هذه المنطقة قلب الكنسية الأرثوذكسية السريانية القديمة التي تعود أصولها لبداية المسيحية.
هناك تسلقنا دير “مور إيفجين” الذي يعود عمره إلى 4 قرون والمعلق على حافة الجرف كأنه معلق بالإيمان وحده، في صحن الدير، ما زال الجص الذي وضعه أوائل المسيحيين في العالم موجودًا على الجدران، ولا تزال كتابات السريانية على الجدران أيضًا.
سافرنا عبر القارب كلما كان ممكنًا رغم أن الوصول إلى نهر دجلة كان صعبًا في كثير من الأحيان، في تركيا، كان الإبحار في النهر صعبًا بسبب مشاريع السدود، وفي سوريا يعد النهر حدودًا دولية، حتى وصلنا إلى الموصل التي يقسمها النهر إلى نصفين، هناك أخيرًا تمكنا من السفر بحرية.
مدينة الموصل، إحدى أقدم مدن العالم
عندما احتلت داعش الموصل من 2014 وحتى 2017، منعت السكان من استخدام النهر، وأصبحت مدينة الموصل القديمة الواقعة على الضفة الغربية للنهر الملاذ الأخير للجماعة، في أثناء القتال دُمرت جميع الجسور المبنية فوق النهر وقفز الكثير من الجهاديين في النهر محاولين الهرب في أثناء المعركة الأخيرة.
في اللغة العربية تعني كلمة “الموصل” نقطة الربط، ربما لأن المدينة كانت على مفترق طرق التجارة ومركزًا رئيسيًا على طول النهر بين ديار بكر والبصرة، تأسست المدينة في القرن السابع قبل الميلاد وهي واحدة من أقدم مدن العالم.
وصلت المدينة إلى أوجها في القرن الـ12 ميلاديًا، ولم يكن نفوذها محليًا فقط بل كانت مركزًا للتنوع الديني والعرقي، هذا التنوع الثقافي خلق مساحة ثقافية غنية، ورغم أن داعش دمرت الكثير من البلدة القديمة، فإن روح المدينة ما زالت باقية.
يقول سلمان خير الله مؤسس مشارك لرابطة “حماة نهر دجلة” ورفيقنا في الرحلة: “يعتقد الناس أنه لم يبق لنا شيء، لكن هناك الكثير من الأشياء الناجية على طول نهر دجلة، والأهم من ذلك أن العراقيين يعيدون البناء دائمًا، فنحن لا نقبل بالدمار”.
في الموصل، أُعيد بناء جامع النوري الكبير الذي يعود تأسيسه إلى القرن الـ12 من خلال منحة ضخمة قدمتها اليونسكو والإمارات، وفي مقابل جامع النوري يقع مبنى “بيتنا” وهو منزل عثماني جديد جدده الشباب الفنانون في الموصل وحولوه إلى متحف متعدد الأغراض ومقهى ومنطقة اجتماعية.
بوابة قديمة عند مدخل مدينة آشور عاصمة الدولة الآشورية
تقول سارة سالم الدباغ أحد مؤسسي المكان: “لا نريد أن ينسى الناس ما حدث هنا، لكننا أردنا أيضًا أن نخلق فرص عمل ومكانًا لدعم أصحاب المهارات”.
بعد ذلك حملنا النهر إلى مدينة آشور أول عاصمة للإمبراطورية الآشورية حيث تلوح الزقورات (معابد) التي يعود عمرها لأكثر من 4 آلاف عام، وفي الصحراء تقع مدينة نمرود آخر عاصمة آشورية ومملكة الحضر التي يعود عمرها لنحو ألفي عام.
دمرت داعش المدن الثلاثة، لكن فريق من علماء الآثار المحليين الأبطال يبذلون ما بوسعهم لحماية تلك المواقع رغم الموارد الشحيحة المتاحة.
في تلك المنطقة التي تتصدر الأخبار العالمية بسبب حروبها، كان أكثر الانطباعات التي أسرتني هو كرم الضيافة، فحتى في شهر رمضان، كانوا يقدمون لنا واجب الضيافة رغم أنهم صائمون، وقد انتهى مصير العديد من الماعز المساكين على قمة طبق كبير من الأرز في ولائم فخمة.
في قرية كفري، أخبرنا العمدة كيف قام راعيان شابان بتهريب المدنيين عبر النهر من المناطق التي تسيطر عليها داعش إلى مناطق آمنة ليلًا وذلك باستخدام القناة الداخلية للجرار فقط.
يعتقد المندائيون أن دجلة نهر مقدس
لقد وجدت أن كل هذا القدر من العنف لم يؤثر على رغبة السكان في مساعدة الغرباء وكرمهم الشديد، كان نهر دجلة شاهدًا على كل هذه القصص وبدا كأنه حد فاصل بين الحياة والموت، ووسيلة كذلك لكثير من الأعمال العظيمة الطيبة.
قضينا يوم الأحد مع المندائيين، وهم أصغر وربما أقدم مجموعة عرقية دينية في العراق، يعتقد المندائيون أن نهر دجلة مصدر مقدس للحياة، وعلى عكس المسيحيين الذين يُعمدون مرة واحدة، فإن المندائيين يعمدون بانتظام.
وقد رأيت الكاهن وهو يقود 8 سيدات إلى نهر دجلة حيث يغمرهن في المياه ثم يهمس بالصلوات مستخدمًا اللغة المندائية (وهي لهجة آرامية قديمة) التي لا يتحدثها غيرهم، وقد أخبرني مساعد الكاهن أن هذا الماء هو نفسه الماء الذي سيكون موجودًا في العالم الآخر.
هذا النهر الذي يعتمد عليه المندائيون وغيرهم من المجتمعات أصبح في خطر، لكن النشطاء مثل خير الله وعلماء آثار آشور وفناني الموصل يحاولون استعادة ثقافتهم، إنهم حراس دجلة وليسوا مستعدين للتخلي عنه.
عندما سألت خير الله عن مستقبل النهر قال ببساطة: “يملك العراقيون الأمل دائمًا، وأيًا كا ما فعلته الأجيال السابقة، يمكننا أن نحقق التغيير دائمًا”.
المصدر: موقع بي.بي.سي
ترجمة: حفصة عودة – موقع نون بوست
دا سيلفا: ينبغي ان تكون ايران شريكاً تجارياً مهماً للبرازيل في الاعوام القادمة
|
واشار دا سيلفا في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقا) مساء الجمعة الى لقائه مع الرئيس الايراني آية الله سيد ابراهيم رئيسي، على هامش اجتماع مجموعة البريكس في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا: للمرة الأولى، التقيت برئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، احدى الدول التي ستنضم إلى البريكس في عام 2024.
واضاف دا سيلفا: إن إيران كانت أكبر مستورد للمنتجات البرازيلية في الشرق الأوسط في عام 2022 بحوالي 4.3 مليار دولار من المنتجات وينبغي أن تكون شريكا تجاريا مهما للبرازيل في الاعوام القادمة.
وخلال لقائه مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يوم الخميس على هامش اجتماع القمة لمجموعة البريكس في جوهانسبرغ في جنوب افريقيا، اعرب أعرب رئيسي عن ارتياحه لإعادة انتخاب دا سيلفا لرئاسة البرازيل، مؤكدا على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتوسيع التعاون الثنائي.
وفي إشارة إلى اعتراف المسؤولين الأميركيين بالفشل المخزي لسياسة الضغوط القصوى على إيران، قال آية الله رئيسي: على الرغم من العقوبات الظالمة، حققت ايران تقدما كبيرا بخطوات واسعة في العلوم والتكنولوجيا .
وفي هذا اللقاء، أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، مهنئا الجمهورية الإسلامية الإيرانية على انضمامها لمجموعة البريكس، أن هناك الكثير من الفرص والمجالات في مجالات التبادل العلمي والتكنولوجيا والخبرات الأكاديمية والقضايا الثقافية لتوسيع التعاون والعلاقات بين البلدين.
ووصف رئيس البرازيل العقوبات سلاحا إجراميا ضد الشعوب حيث تستهدف شعب الدولة المفروض عليها العقوبات.
واعتبر “داسيلفا” الهيكل الحالي للأمم المتحدة بانه غير قادر على منع تعدي القوى على حقوق الشعوب، وشدد على أن الهياكل الحالية بحاجة إلى إعادة تصميم، وقال: يجب أن تكون البريكس قادرة على بناء منطق اقتصادي ونظام جديد في العالم.
المصدر: وكالة أنباء فارس
حزب الله: المقاومة اليوم تغيّر المعادلات وتفرض معادلات جديدة
|
أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن المقاومة اليوم تغيّر المعادلات وتفرض معادلات جديدة.
وفي كلمة له، أكد السيد صفي الدين أنّ المقاومة اليوم تغيّر المعادلات وتفرض معادلات جديدة، وقال “لبنان في مواجهة العدو لم يعد البلد الضعيف الحائر المشتت في فكره وخياراته وأولوياته، ولم يعد البلد الذي لا حول له ولا قوة، بينما المشهد الحقيقي أنّه أصبح العدو هو الحائر والضعيف والمربك والمشتت في أولوياته وخياراته، وقادة العدو من سياسين وعسكريين يسخرون من بعضهم البعض”.
وأضاف سماحته “في السابق كانوا يقولون أنّ فرقة كشفيّة “اسرائيليّة” تحتل لبنان واليوم خيمة واحدة أوقفت “الاسرائيلي” وجعلته ضعيفًا ومربكًا وحائرًا ولا يقوى على اتخاذ قرار”.
السيد صفي الدين لفت إلى أنّ “الطريق إلى القدس أصبحت معبّدة وسيأتي اليوم الذي ندخل فيه إلى القدس”، واعتبر أن الذي يتنكّر للمقاومة انجازاتها وانتصاراتها من تحرير الأرض وحماية السيادة واستعادة الحياة الكريمة وتحرير المياه والنفط والغاز وأنّها أنقذت لبنان من الإرهاب التكفيري الذي كان يهدف إلى القضاء على كلّ شيء في لبنان، هو لا يُؤتمن على رئيس للجمهورية ولا على البلد في المستقبل”.
وكشف السيد صفي الدين أنّ “السفارة البريطانيّة في لبنان أرسلت لحزب الله إبان معركة حمص عن استعدادها وجهوزيتها لتقديم الدعم والمساعدات وأيّ شيء؛ لأنّ تنظيم “داعش” كان هدفه التمدّد من حمص إلى البقاع وصولًا إلى طرابلس والبحر”، ودعا إلى رفع وكف يد الأميركي عن لبنان ومواجهة عقوباته وتدخلاته الوقحة، مشيرًا إلى أنّه إذا لم تُكف هذه اليد فإنّه لا خلاص للبنان حتى ولو كان هناك ثروة نفطيّة وغازيّة في البحر.
المصدر: وكالة تسنيم الدولية
جامعات ايرانية ضمن الأفضل في تصنيفي ليدن وشنغهاي
|
تم تصنيف سبع جامعات تابعة لوزارة العلوم الايرانية في أنظمة التصنيف الدولية ليدن وشنغهاي، التي حصلت على امتيازات في العام الميلادي الجاري أكثر مما حصلت عليه في العام الماضي.
ويتبوأ تصنيف ليدن مكانة خاصة على المستوى الدولي، حيث يعتمد نظام التصنيف 4 مؤشرات رئيسية هي: المصدر العلمي (المقالات المتفوقة ضمن الأرقام 1و 5 و10 و50%، والدبلوماسية العلمية (كل المنشورات والتعاون العلمي والصناعي على الصعيد الدولي، والحصول بحرية على عدد المنشورات وحصتها، ودراسة تنوع جنسيات الكتاب من الرجال والنساء.
وحسب تصنيف هذا النظام للعام الميلادي الجاري فقد حصلت جامعات طهران على المرتبة الاولى وتربيت مدرس الثانية وامير كبير الصناعية الثالثة والعلم والصناعة الايرانية الرابعة وشريف الصناعية الخامسة وفردوسي في مشهد المقدسة السادسة، فيما حصلت جامعة تبريز المرتبة السابعة بين جامعات وزارة العلوم والبحوث والتقنية الايرانية (غير الطبية).
وقد حصلت جامعات طهران وامير كبير الصناعية وشريف الصناعية وتربيت مدرس وفردوسي في مشهد والعلم والصناعة الايرانية وتبريز على المراتب من 1 الى 7 بين جامعات وزارة العلوم والبحوث والتقنية الايرانية (غير الطبية) حسب تصنيف نظام شانغهاي الدولي.