تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أعدته فيفيان يي ولينزي شوتيل، قصة الطائرة الخاصة التي وصلت إلى زامبيا قادمة من مصر الأسبوع الماضي.
وعندما فتشت السلطات الزامبية الطائرة، عثرت على مئات السبائك الذهبية، وملايين الدولارات، وأسلحة. واعتقلت السلطات 12 شخصا من بينهم ستة مصريين، وأثارت هذه المضبوطات تكهنات خارج الخيال في البلدين، وفتح المسؤولون في زامبيا تحقيقا وسط انزعاج مصري.
وقال المسؤولون في زامبيا إن الذهب في الحقيقة مزيف، ومصنوع من الزنك والنحاس لخداع المشترين الأجانب على ما يبدو. ونقلت الصحيفة عن نيسون باندا، المدير العام لهيئة مكافحة المخدرات في زامبيا: “هذه حالة احتيال، احتيال واضح على الذهب”، وقال في مؤتمر صحافي يوم 14 آب/ أغسطس، إن المسؤولين في المطار حصلوا على معلومات أولية عن الطائرة المشبوهة وحمولتها.
وذكر الإعلام المصري أن عددا من عناصر الجيش والأمن المصريين كانوا من بين المعتقلين على الطائرة، حيث حاولت السلطات المصرية التقليل قدر الإمكان من أهمية الاستيلاء على الطائرة. واعتقلت السلطات صحافيين كانا يغطيان القصة، بدون توجيه اتهامات لهما، قبل أن تُفرج عنهما يوم الأحد. وكانا آخر الصحافيين من ضمن 200 صحافي اعتقلوا في ظل حكم عبد الفتاح السيسي الذي مضى عليه عقد من الزمان، وتملك حكومته أو تسيطر على معظم وسائل الإعلام في مصر.
ولم تعلق حكومة السيسي على موضوع الطائرة.
وتقيم زامبيا ومصر علاقات قوية، مع أن الأولى يتم مدحها للنظام الديمقراطي فيها، أما الثانية فتُنتقد لنظامها القمعي. وزار السيسي زامبيا في حزيران/ يونيو لتقوية التجارة الإقليمية بين شمال وجنوب القارة. كما استولت السلطات الزامبية على طائرة صغيرة تعود لمشغّل في زامبيا ويُعتقد أنها مرتبطة بالطائرة الأولى.
وتحولت القصة في زامبيا إلى فضيحة متضخمة، وامتحان لقدرة الدولة على ملاحقة الفساد، ومنع إفلات النخبة السياسية من المحاسبة. وقامت الحكومة بتنظيم جولات للصحافيين في الطائرتين المصادرتين، وقدمت تطمينات للرأي العام بأن المال لن يضيع، في محاولة لإظهار أن البلد في ظل حكم الرئيس هاكيندي هيشليما، سيواصل مكافحة واقتلاع الفساد.
ولم يظهر المصريون الستة الذين اعتُقلوا إلى جانب المعتقلين الزامبيين بالمحكمة في لوساكا، حيث قال المحامون الذين يمثلونهم إنهم مرضى، بحسب الصحافة المحلية.
ورفض المسؤولون في زامبيا التعليق أو الكشف عن هوية المعتقلين المصريين. وتم اعتقال مواطن هولندي وإسباني في مداهمة، حسبما قال المسؤولون في زامبيا. وفي مصر، مارست الدولة تعمية شبه كاملة، واعتُقل صحافي مستقل كان يريد الكشف عن هوية المصريين المعتقلين في قضية الطائرة.
ولهذا، لم تنشر أي وسيلة أسماء المتهمين المصريين، ثم نشرت منصة “متصدقش” خبرا قالت فيه إن ثلاثة من المعتقلين يظهر أنهم مسؤولون سابقون أو حاليون، بمن فيهم ضابط برتبة جنرال، وملحق عسكري سابق في السفارة المصرية بواشنطن.
وفي تغطيتها المتقطعة، نقلت الصحافة التابعة للدولة عن مصدر مجهول، قوله إن الطائرة المعنية مرّت عبر مطار القاهرة الدولي، وأجريت عليها فحوص السلامة والتفتيش الأمني.
وفي يوم السبت، داهم رجال الأمن بيت واحد من صحافيي “متصدقش” الذي قام بتغطية قصة الطائرة. وأجبر رجال الأمن الصحافي كريم أسعد على حذف منشورين من صفحة فيسبوك التابعة للمنصة، حيث ورد في الخبرين أن من بين المعتقلين في زامبيا، رجال أمن سابقين وحاليين.
كما اعتقلت السلطات المصرية امرأة أخرى تعمل في فريق وسائل التواصل الاجتماعي بالمنصة مساء السبت، ولكن لم يكشف عن هويتها.
المصدر: صحيفة نيويورك تايمز
ترجمة إبراهيم درويش – صحيفة القدس العربي