تتسارع نتائج تطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية بين تل أبيب والرباط، حيث أفادت عدة مصادر أن المغرب تلقى الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “باراك إم إكس” الذي يعتبر، بحسبها، من أكثر الأنظمة تطورا وفعالية في مجال مكافحة التهديدات الجوية.
وحصل ذلك بعد عام ونصف من توقيع عقد مع “شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية”، بقيمة 500 مليون دولار. وقد ظهرت صور لمختلف مكونات النظام على مواقع إلكترونية مختصة بالشؤون العسكرية وكذا في صفحات للتواصل الاجتماعي.
ويتعلق الأمر بجهاز قادر على اعتراض الصواريخ أو الطائرات المسيرة أو الطائرات عن طريق إرسال صواريخ مضادة على مسافات تصل إلى 150 كيلومترا وعلى ارتفاع يتراوح بين 20 و30 كيلومترا.
وأشار موقع “الدفاع العربي” إلى أن إحدى المزايا الرئيسية لصواريخ “باراك إم إكس” هي قطرها الذي يسمح بأداء عالٍ لجهاز البحث بالأشعة اللاسلكية، مما يمكِّن من استخدام نمط الإطلاق عن بُعد، حيث تبقى احتمالية تدمير التهديد مرتفعة جدا حتى بعد فقدان بيانات رادار التتبُّع.
إلى جانب ذلك، يتميز نظام الصواريخ المذكورة بقابلية التكامل مع أنظمة أخرى، مثل الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات والإشراف والاستطلاع، والتي تستطيع تحديد الأهداف ومشاركة إحداثياتها مع نظام “باراك إم إكس” لتمكينه من شن هجمات دقيقة.
ويرى الموقع المذكور أن اختيار المغرب اقتناء هذا النظام، يعود إلى حاجته لتعزيز قدراته الدفاعية في ظل التوترات المتصاعدة مع جارته الجزائر، والتي تمتلك أنظمة دفاع جوي روسية متطورة، مثل S-300 وS-400. فضلا عن الرغبة في التقريب بين المغرب وإسرائيل، والتي تمثل حليفا استراتيجيا للمغرب في المنطقة، حيث شهدت تطبيعا للعلاقات بينهما في إطار “اتفاقات أبراهام” في عام 2020.
ومن جهة أخرى، أفاد موقع “تيل كيل” أنه سبق للمغرب أن اقتنى من إسرائيل الطائرات المسيَّرة “هاروب كاميكاز” المزودة بتكنولوجيا الضربات الدقيقة، بالإضافة إلى ثلاث طائرات مسيّرة من طراز “هيرون”، واقتنى مؤخرا أربع طائرات بدون طيار تكتيكية من طراز “هيرميس 900”.
وأعلنت شركة إسرائيلية ـ بحسب المصدر المذكور ـ في يوليو/تموز الماضي أنها وقعت عقداً بقيمة 150 مليون دولار مع عميل أفريقي لم تحدد هويته لتسليم قاذفات صواريخ “بولس” ذات أنظمة الإطلاق الدقيقة، إذ يمكن لها التموضع عموديًا على شاحنة إطلاق صواريخ وقذائف بدقة على مدى يصل إلى 300 كيلومتر.
بالإضافة إلى ذلك، من المفترض أن تؤدي المفاوضات التي بدأت في أيار/ مايو من العام الماضي إلى حصول القوات المسلحة الملكية المغربية على صواريخ “دليلة” التي صممت لتعزيز نظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات، وهي قادرة على ضرب الأهداف البرية والبحرية بدقة داخل دائرة نصف قطرها 250 كم. وهذا من شأنه أن يزيد من القوة النارية لسلاح الجو الملكي المغربي الذي يرغب في دمجها في مقاتلاته من طراز F-5.
ومن ناحية مختلفة تمامًا، من المقرر أن يتم تسليم القوات المسلحة الملكية أيضًا نظام Alinet للحرب الإلكترونية وآخر مخصصا لاستخبارات الإشارات (SIGINT) بمبلغ 70 مليون دولار.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أعلن في المغرب عن صفقة لاقتناء القبّة الإسرائيلية الواقية Skylock المضادة للطائرات بدون طيار.
وإذا كان المغرب يطمح إلى أن يصبح قوة للطائرات المسيّرة، فإنه يرغب أيضًا في الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية لتصنيع معدات مراقبة عسكرية أو معدات قتالية، ما يجعل هذا البلد ينتقل في غضون سنوات قليلة من وضع المستورد إلى وضع مصدر للأسلحة.
على صعيد آخر، أفاد موقع “الدفاع العربي” أن المغرب حصل مجّانًا على 500 آلية عسكرية من مدرعات “برادلي” الأمريكية، ضمن برنامج المواد الدفاعية الزائدة.
ويتعلق الأمر بسلسلة مركبات مدرعة عسكرية مستخدمة بواسطة القوات المسلحة الأمريكية. وجرى تطويرها في الأصل كمركبة قتالية للمشاة لنقل الجنود وتوفير الدعم الناري. وتتميز مدرعات “برادلي” بقدرتها على تحمّل الأجواء القتالية القاسية وتوفير حماية فعالة للطاقم وقوات المشاة على متنها.
وذكر الموقع نفسه أن إضافة مدرعات “برادلي” إلى الجيش المغربي ستزيد من قوته وقدراته على التعامل مع التحديات المختلفة، إذ يمكن أن تستخدم لنقل الجنود وتوفير دعم ناري فعال لهم، كما يمكن استخدامها في مجالات أخرى مثل دعم القوات الهندسية والإشراف على التحكم في النيران. وتجمع هذه المدرعات بين قوة نيرانية ثقيلة والقدرة على نقل حوالي 10 جنود. كما أن لديها قدرة عالية على القتال والمناورة ودقة الإصابة من الطلقة الأولى، وفق المصدر المذكور.
المصدر: صحيفة القدس العربي