اعتداء الكحالة: مزاميز الفتنة تصدح من العملاء

Spread the love
image_pdfimage_print

د. زكريا حمودان

حادث يتحول الى اعتداء، هكذا هو حالنا في لبنان، نفوس زكية تجاهد دفاعًا عن شرف الوطن، ونفوس مريضة تدافع عن مشروع العدو الاسرائيلي وتحضر له الأرضيّة المناسبة.

ما حصل في الكحالة ليس حادثًا عاديًا، إنه اعتداء عن سابق اصرار وتصميم وبجهوزية عالية من الحاقدين على المقاومة.

الرواية الأولية على طريق الكحالة

ليس جديدًا أن يتم نقل عتاد للمقاومة عبر الطريق العام الذي تجسد شرعيته ثلاثية “جيش، شعب، مقاومة” وهي شرعية رسمية وشعبية ووطنية ولا يمكن لأحد أن يعترضها شاء من شاء وأبى من أبى.

 طريق الكحالة الطريق عام، والعتاد الذي يُنقل ذو منفعة عامة لكل الوطن وليس خاصًا كخصوصية الميليشيات وقطاع الطرق الذين دمروا البلاد ابان الحرب الأهلية، وشرعية المرور على الكحالة عامة ولا يمكن لأحد أن يعترضها.

عند سقوط الشاحنة اجتمع عدد من المواطنين حولها وهي حالة عاطفية طبيعية، لكن عندما اكتشف بعضهم هوية الشاحنة ومضمون بضاعتها تحولت العاطفة الى حقد، ورفع الحقد سلاحه تجاه الشهيد احمد قصاص، وذهبت العاطفة ودخل المشروع الحاقد بين المقاومة وأعدائها. هذا ما يظهره الفيديو وبوضوح، جهوزية حزبية بحقد شديد، انه الحقد على انجازات المقاومة تجسد في كل من أطلق النار أو رفع الصوت في وجه الشاحنة وسائقيها بعدما اكتشفوا أنها تعود للمقاومة.

الإعلام والعمالة وما يجمعهما

أحد الإعلاميين الرياضيين سابقًا وهو من المتحمسين للمشروع الصهيوني بحسب ما أظهرته التغطية التي كان يقوم بها في اللحظات الأولى للحادثة، أظهر تحريضًا مباشرًا على المقاومة قبل معرفة أي معلومات دقيقة أو حتى قبل ظهور أي بيان رسمي من أي جهة كانت. كل ما في الأمر أنه يتسابق والقناة التي يعمل فيها تجاه طمس الحقيقة وعدم اظهار المعتدين على الشهيد أحمد قصاص وعلى الحاقدين على المقاومة.

خلال دقائق انصبّ الحقد الذي اشترته السفارة الأميركية ببعض الدولارات بعد الأزمة الاقتصادية من إعلام أقل ما يُقال عنه إنه متعامل، ويجب ايقافه عند حدوده المهنية التي لم يتعرّف اليها أبدًا.

لقد أثبت اعتداء الكحالة أن عملاء الداخل متربصون بالمقاومة وساهرون على أمن العدو الاسرائيلي، ولديهم جهوزية عالية لتقديم كل ما لديهم لكي ترتقي عمالتهم نحو الأفضل، حتى أن التآمر على الوطن جاهز وغب الطلب.

اليوم اعتدت يد الغدر على الشهيد أحمد قصاص، هو استشهد في خط المقاومة ودفاعًا عن مشروعها الوطني، لكن ما جعل شهادته مميزة بأنها كشفت خطًا من خطوط العدو الاسرائيلي في الداخل، إنه خط الحاقدين على الوطن، الذين يبحثون كل يوم عن عودتهم الى أحضان العدو، فلذّة الوطنية لدى هؤلاء مرارة، والكرامة لديهم سقطت في احضان العدو، وتآمرهم بات فخرًا سيلعنه التاريخ وتقذفه الجغرافيا، هذه الأرض لا يبقى فيها إلا الشرفاء، يحمون سيادتها وسلمها الأهلي بكل غالٍ.

المصدر: موقع العهد