تصدّرت جنوب أفريقيا قائمة أكثر الدول اعتمادًا على الفحم في توليد الكهرباء حتى نهاية عام 2022، يليها أكبر دولتين في العالم من حيث السكان، الهند والصين.
ورغم الجهد العالمي المبذول في الحدّ من انبعاثات الكربون، فإن الوقود الأحفوري (الفحم والغاز والنفط) ما زال يستحوذ على 80% من استهلاك الطاقة الأولية على مستوى العالم، بحسب تقرير لموقع فيجوال كابيتالست، اعتمادًا على المراجعة الإحصائية السنوية لمعهد الطاقة.
وما زالت أكثر الدول اعتمادًا على الفحم مستمرة في استهلاكه لكونه أرخص مصادر الطاقة تكلفة وأيسرها وفرة، رغم كونه الأكثر تلويثًا للبيئة، وفقًا لما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
وتأتي جنوب أفريقيا على رأس أكثر الدول اعتمادًا على الفحم، إذ ما يزال المعدن الأسود يستحوذ على 69% في مزيج الطاقة بنهاية عام 2022، مع استمرار أزمة انقطاع التيار المزمنة منذ سنوات، وضعف قدرتها على توفير إمدادات الكهرباء من مصادر أخرى.
ويمتد الاعتماد على الفحم إلى أغلب الاقتصادات الناشئة، التي ما زالت تستهلكه بصورة كبيرة في توليد الكهرباء، إلى جانب استعماله في صورة وقود رئيس بمصانع الحديد والصلب والأسمنت.
خريطة استهلاك الفحم في العالم
تجاوز الاستهلاك السنوي العالمي للفحم حاجز الـ8 مليارات طن لأول مرة، خلال العام الماضي (2022)، مع كون الصين والهند أكبر المستهلكين من حيث القيمة المطلقة.
ويستهلك قطاع الكهرباء في الصين وحده ثلث الاستهلاك العالمي للفحم، تليها الهند، التي تضاعف استهلاكها بنسبة 100% منذ عام 2007 وحتى 2022، بمتوسط نمو سنوي 6%، وسط توقعات بقيادتها موجة النمو المقبلة في استهلاك الفحم خلال السنوات المقبلة.
على العكس، انخفض الطلب على الفحم في البلدان المتقدمة بصورة حادّة خلال الأعوام الـ12 الماضية، إذ وصل معدل الانخفاض إلى 50% في الولايات المتحدة خلال عام 2022، مقارنة بمستويات 2010، إلّا أنها ما زالت من أكبر المصدّرين للفحم عالميًا.
ويوضح الرسم التالي- أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر المصدّرين للفحم خلال العامين الماضيين:
ومن المتوقع أن تسهم الحوافز السخية في قانون خفض التضخم الأميركي، البالغة 370 مليار دولار، في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، والتخلّي عن الفحم بصورة أكبر بحلول 2030.
ويمتد الاتجاه نفسه إلى الاتحاد الأوروبي مع تفاوت الطلب بين أكبر دول الاتحاد، إذ تعتمد فرنسا على الفحم في استهلاك الطاقة الأولية بنسبة لا تتعدى 2.5%، وهي حصة لا تزيد على نصف ما كانت عليه أوائل القرن الـ21.
بينما ما تزال ألمانيا تعتمد على الفحم في استهلاك الطاقة بنسبة 18.9%، حسب البيانات المجمّعة لعام 2022، بزيادة طفيفة عن مستوى عام 2021، إلّا أن حصة الفحم كانت قبل 10 سنوات تتجاوز 24.9%، ما يمثّل انخفاضًا ملحوظًا في الاعتماد عليه.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية استقرار الطلب على الفحم عالميًا عند مستوياته القياسية لعام 2022 حتى عام 2025، ثم سيبدأ في الانخفاض بعدها، مع استمرار انخفاض الاستهلاك في الدول المتقدمة وثباته نسبيًا في الاقتصادات الناشئة.
قائمة أكبر 5 دول معتمدة على الفحم
تأتي جنوب أفريقيا على رأس أكثر الدول اعتمادًا على الفحم في استهلاك الطاقة الأولية بنسبة 69%، في حين تعتمد على النفط بنسبة 22%، ثم الغاز بنحو 3%، وتمثّل حصة المصادر الأخرى 6%.
بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية بالقائمة من حيث حصّتها في مزيج الطاقة، وليس الحجم المطلق، الذي يتجاوز جنوب أفريقيا بكثير، بالنظر إلى عدد السكان المقارن، وقدرات التوليد المتفاوتة بين البلدين.
بينما تعتمد الصين على النفط بنسبة 18% من إجمالي استعمال الطاقة الأولية في البلاد، في حين تبلغ حصة الغاز 8%، والمصادر الأخرى نسبة 18%.
أمّا الهند، فقد حلّت في المركز الثالث بقائمة أكثر الدول اعتمادًا على الفحم بنسبة 55%، يليه النفط بحصّة 27%، ثم الغاز بنسبة 6%، في حين تبلغ حصة المصادر الأخرى مجتمعة 11%.
وجاءت إندونيسيا في المركز الرابع، حيث يشكّل الفحم حصة 45% في مزيج الطاقة، يليه النفط بنسبة 31%، ثم الغاز بنسبة 14%، يليه المصادر الأخرى بنسبة 10%، وفقًا لبيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وحلّت فيتنام في المركز الخامس بنسبة 45% في الاعتماد على الفحم، يليه النفط بحصّة 22%، ثم الغاز بنسبة 6%، في حين تبلغ حصة المصادر الأخرى 27%.
اليابان في المركز الـ8
بينما جاءت بولندا في المركز السادس بقائمة أكثر الدول اعتمادًا على الفحم بنسبة 42%، يليه النفط بنسبة 34%، ثم الغاز بحصّة 15%، ثم المصادر الأخرى بنسبة 9%.
وجاءت الفلبين في المرتبة السابعة بالقائمة، معتمدة على الفحم بنسبة 40%، ثم النفط بنسبة 42%، ثم الغاز بنسبة 5%، ثم المصادر الأخرى بنسبة 13%.
حلّت اليابان في المرتبة الثامنة بقائمة أكثر الدول اعتمادًا على الفحم، بنسبة 27% في مزيج الطاقة، في حين تعتمد على النفط بنسبة 37%، ثم الغاز نحو 20%، في حين تبلغ حصة المصادر الأخرى 15%.
وجاءت أستراليا بعد اليابان في المركز التاسع، بنسبة 26% للفحم، و35% للنفط، و25% للغاز، و14% للمصادر الأخرى، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما حلّت تركيا في المركز العاشر بقائمة أكثر الدول اعتمادًا على الفحم بنسبة 25%، ثم النفط بنحو 30%، يليه الغاز بنسبة 26%، والمصادر الأخرى بنسبة 19%.
وفي المراكز الـ10 التالية من حيث أكثر الدول اعتمادًا على الفحم، جاءت كوريا الجنوبية (23%)، وأوكرانيا (22%)، وماليزيا (19%)، وألمانيا (18.9%)، وتايلاند (14%)، وروسيا (11%)، والولايات المتحدة (10%)، وإيطاليا (5%)، والمملكة المتحدة (3%)، وفرنسا (2%)، على التوالي.
رجب عز الدين
المصدر: منصة الطاقة