طوّع الأردنيونَ الكنعانيونَ الأنباط (169 قبل الميلاد ـ 109 ميلادية) مختلفَ مفرداتِ الوجود حوْلَهم، لِصناعةِ حياةٍ تليقُ بمجدِ نبوغِهم، وعلوّ كعبِ حضارتِهم بينَ الأُممِ والشّعوب.
على صعيدِ العِمارة، تجلّى التطويعُ بشكلٍ لافِت، حين حَفَرَ الأنباطُ الصخرَ مُشيّدينَ مدينةً ورديةً معجزةً حتى يومِنا هذا.
مدّوا القنوات كي يطوّعوا مسارات الماء، ويتسنّى لهم الإفادةَ منهُ في الشّرب والزّراعة والصّناعة.
صادَقوا الجبال وسكنوا مُغُرَها، صعدوها وشيّدوا فوقها معابدَ صلواتِهم، فإذا بالدّير تُحْفَةٌ، حالُه في التجلّي حالُ الخزْنة والسّاحات والمدرجاتِ والمسلّات والحمّامات والقصورِ والنُصُب.
مقاصدُ العمارةِ النبطيّة
تتنوّع العمارة النبطيّة بين الدينية (المعابد والأضرحة)، والدنيويّة (البيوت والأسواق والحمّامات وصولًا للصالات الرياضية).
هُما، إذًا، مقصدان جوهريّان، وعنوانان رئيسيّان تندرجُ تحتَهما عناوين فرعية كثيرة، اجترحوا بعضها من وحيِ خصوصيّاتهم وبيئتِهم وإبداعاتِ معمارييهِم ونحّاتيهم، وطوّروا بعضها الآخَر مكمّلين ما سبقتهم حضاراتٌ أقدمُ مِنهم بتأسيسِه حوْل المقصديْن الدينيّ والدنيويّ، مُنخرطين، تحيطُهم مباركةُ آلِهتِهم، وتوجيهاتُ ملوكِهم، بِطبعِ آثارِهم وِفْقَ خصوصيةٍ عميقةٍ على الصعيديْن الروحيّ والماديّ.
المعابد
أوْلى الأنباط معابدهم عنايةً خاصة، منكبّين على تزيينِها وتعظيمِ قدرِها. وَهِيَ لم تكن، على وجهِ العموم، بِهندسةٍ معماريةٍ واحدةٍ موحَّدة، فقد تباينت في بنائها ومعمارها بِتباين البيئةِ الطبيعيةِ والجيولوجيةِ والثقافيةِ التي وُجِدت فيها، مشكلةً جميعُها فضاء روحيًّا خاصًّا.
في هذا السياق، شكّلت “خزنة فرعونٍ”، باعتبارِها معبدًا، أنموذجًا رائعًا للعمارةِ النبطيّة، موحيةً بِأنها مدفونةٌ داخل صخر جبل المذبح الذي نُحتت فيه، ومكوّنةً من طابقيْن؛ السفليّ مزيّن ومسنودٌ بستةِ أعمدةٍ من الطّراز الكورنثي تحمل فوقَها سطحًا نُقِشَ عليه رسمانِ لأَبي الهُول، ورسمانِ آخرانِ لأسدٍ وَفَهد. على الجانب الأيمن من الأعمدةِ رجلٌ حافِي القدميْن يقود جملًا، وأفْعى تحاول لدغَ رجلٍ في قلبِه، في حين يعْتلي الأعمدةَ جميعَها مثلثٌ هلّيني مزخرف. الطابق السفليّ للخزنةِ مكوّن من ثلاث اسطواناتٍ تفصلُ الواحدةَ عن الأُخرى، منها كوّتانِ منحوتتانِ في الصخر. تتكوّن الأسطوانةُ الوُسطى من عموديْن يعلوهُما تاجٌ نصفُ دائريٍّ محزَّز، وجرٌّة فوقَها تمثالٌ للإلهِ العُزّى.
تحْتوي المعابدُ النبطيّة على سماتٍ مشتركة، منها اعتدادُها جميعُها بِنقوشِها ومنْحوتاتِها، ولعلّ أكثر منحوتاتِ معابِدهم سطوعًا الأمازونيّات الواقفات بثيابٍ قصيرةً رافعاتٍ سلاحهنَّ (بَلْطاتهنّ) فوق رؤوسهن، وكذلِك منحوتات نساءٍ ملائكيّاتٍ بأجنحةٍ، تتزيّن شرفاتهنّ برسوماتِ زهورٍ وثمارٍ ونُسور.
وبحسبِ الباحثينَ وعلماءِ الآثارِ، تنقسمُ معابدُ النبطيينَ إلى شماليةٍ وجنوبيّة، حيث تتميّز المعابدُ الشماليةُ بِمساحةٍ مستطيلةٍ يتوسّطها مقعدٌ دائريٌّ منتصبٌ بانتظامٍ أمام المعبد. أمّا المعابد الجنوبية فهيَ مقسّمةٌ إلى أجزاء عدة، في كل جزءٍ مِنها غرفةٌ واسِعة.
لم تخلُ معابدُ الأنباط، خصوصًا في الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وحتّى القرن الميلادي الثاني (فترة ازدهار المباني الدينية والآلهةِ الحامِية)، من دلالةٍ طبقيّةٍ. كما أن كلمة (م ح ر م ت) تعني مكانًا مقدسًا، أو محرابًا، أكثر من كونها معبدًا، في حين تعني كلمة (ب ي ت ا) بيتَ الآلِهة.
من أهم معابد الأنباط معبد “بعل شمين” (إلهُ الخصوبَة)، محتويًا بمساحته المربّعة 20*20 مترًا تقريبًا، على صومعةٍ شاهقةً نحوَ السماء، محمولةً بأربعةِ أعمدة، وعلى أروقةٍ ومسرحٍ ونقوشٍ كشفتْ كثيرًا من ثقافة الأنباط ومعتقداتِهم، وَيُرِجّحُ كثيرٌ من الآثاريينَ أن معبد “بعل شمين” كان مقبرةً مركزيّة.
إضافة إلى هذا المعبد المركزيّ، هناك معبد الأُسود المجنَّحة في البتراء حاضرتهم الجنوبية الأهم (يُعتقد أنه كان مخصّصًا لِعبادة العُزّى آلهة المرتفعات، والإِله دوشرا إله الشّمس والخمر)، وكذلك معبد قصر بنت فرعون بتفاصيلِه وباحتِهِ الخارجيّة، ومعبد رم في وادي رم (لِتوقير اللات، على الأرجح، قرينةُ دوشرا)، وَمعابد خرْبة التنّور، والذريْح، والتوانَه، وذاتُ الرأسِ شمال وادي الحسا، ومعابدُ أُخرى كثيرة، منها “سبيل الحوريّات” بنسختيْه، سبيلُ شمالِ المدينة الوردية وسبيلُ جنوبِها، ويبدو أن غايات سبيليّ الحوريات النبطيّة تختلف عن سُبُل الحوريات الرومانية في عمّان وجرش وباقي حواضر الرومان في ذلك الزّمان، رغم التشابهِ في عمارة السُبُل النبطيّة ولاحقتِها الرومانية. أما غايات سُبُل الحوريّات النبطيّة، فيرجّح أنها كانت مخصَّصة لآلهةِ المياه العذْراوات بناتِ الإله أوقْيانوس.
في معظمِ المعابدِ النبطيّة، شكّلت الأعمدة (أربعة في جلّها)، والنقوش، والأدْراج، والأبْراج (معبد عبدة)، والصوامِع، سماتٍ معماريةً جامعةً لِتلك المعابِد التي تعكس البعد الروحيّ الإيمانيّ لِحضارة الأنباط، وتشفّ عن كثيرٍ من تجليّات عمارتِهم، فالدّير، على سبيل المثال، هناك في مدينة البتراء فوق الجبل، بشموخِه صاعدًا نحوَ السماء، واتساعِه (50*50 مترًا تقريبًا)، وتنوّع سماتِه بين النبطيّة والهلنستيّة، ومرجعياتِه الدينيّة الخصبة، يمثّل ذروةً من ذُرى الأنباط، ومدخلًا لِفهمِ مدى تأثيرِهم وتأثّرهم.
المقامات
إضافةً إلى معابد الأنباط، هنالك مقاماتُهم، وهي، كما المعابد، كثيرة، ومتنوّعة، وممتدّة على اتساعِ ما وصله حكمُهم، وَما وضعتْ سطوتُهم أيْديها الطائلةَ عليْه. بعض الآثاريينَ رأوا في مقاماتِهم جزءًا لا يتجزأ من معابدِهم. ومن أهمّها “مقام القمر” على جبل عَطوف الذي يُزيّن واجهتَه عمودانِ مخروطيّانِ ينتهي بقمّةِ كلٍّ منهما هِلال، وربما كان المقام لِعبادة القمر.
عمارةُ الدّنيا
على صعيد الوظائف الدنيويّة لعمارةِ الأنباط، فقد شيّد أبناءُ الحارثِ الرابع، وَباقي ملوكِهم، القصورَ والبيوتَ الكبيرة والأُخرى الريفيةَ الصغيرة، كما أقاموا الساحات والحمّامات والحدائقَ والملاعبَ والشوارعَ (أهمها السّيق) والمداخلَ والمرافقَ العامّةَ والمسارِح.
واتّسمت قصور الأنباط وبيوتُهم الكبيرةُ باحتوائِها على غرفٍ (حُجُرٍ) كثيرة للجلوسِ والنوم والخدمات (المطبخ والحمّامات المحتوية، عادة، على مرجانٍ وموضعٍ للغسيل).
أمّا قصورهُم فقد زُوّدت بنظامٍ مائيٍّ متطورٍ يتناسبُ مع فخامةِ تلك القصور.
وفي حين اقتصر تشييدُ القصور، تقريبًا، على عاصمتِهم البترا، فإن البيوت بمختلفِ أحجامِها انتشرتْ في معظمِ أماكنِ توسُّعِ الحضارة النبطيّة، بما في ذلك البيوت الكبيرة (الفِلل) التي وُجدت خارج العاصمة، بالقدرِ نفسِهِ الذي وُجِدت فيه داخِلَها.
القصور التي كانت مزوّدةً بآبارٍ لتخزين مياه الأمطار قُسِّمت إلى ثلاثة أقسام: الاستقبال، والخَدمات، وقسمٌ خاصٌّ بِالعائلة.
الفِناء الداخليّ (الحُوش)، مع درجٍ خارجيٍّ يؤدي إلى الأدوار العُليا، كان موجودًا في عمارةِ البيوتِ النبطيّة. وكثيرٌ من البيوت كانت تتشاركُ في السطح وفي ذلك الفِناء الجامِع. النوافذ صُمِّمَت مرتفعةً فوقَ الفِناء الداخلي ومطلةً على الخارج. أمّا الأبواب فكانت منخفضةً ومصنوعةً من الخشب، كما دلّت بعض الأبحاث على أنهم لم يضعوا أبوابًا للغرفِ الداخلية. بعضُ منازلِ الأنباط كانت تحتوي على اصطبلات ومزاوِد. ومن الأمثلةِ على المساكنِ الكبيرة قصر كُرْنب في النّقب الفلسطينيّ، والعديد من بيوتِ الحُميمة قربَ معان (المشهورةُ بكوْنِها مكان إقامة محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس (51 ـ 125هـ)، ودعوتِه السريّة، وقاعدةُ انطلاق الثورة العباسية ضدّ الأمويين).
بيوتُ الصخر
لعلَّ هذه البيوت هي من شكّلت هويةَ الأنباط وعبقريتَهم في النحت، وقد كانت البتراءُ والسّيق الباردُ مَوْئلًا لهذا النوع من البيوت النبطيّة. بيوتُ الصخر نُحتت بتناغمٍ مع طبيعةِ المغاورِ والكُهوفِ التي حوّلها الأنباط بمهارة بَنّائيهم إلى بيوتٍ أشبه بِخلايا النّحل، ومن الطبيعي أن تختلف أحجامُ هذه البيوت بحسبِ حجمِ المغارة التي شكّلت نُواة المنازلِ النبطيّة.
ومن البيوتِ المنحوتةِ الجديرة بالذّكر؛ البيتُ المصبوغُ في السِّيق الباردِ قربَ البَيْضا، حيث يُصعد إليه بمدرّجات وسلالِم قصيرة، ويتكوّن من غرفةٍ واسعةٍ أُحيطت بغرفٍ صغيرة، واحدةٍ منها بِالعمق. المنزل الذي يقع مقابل مسرح البتراءِ، يتميّز بمساحتهِ وَمَنَعتهِ وجدرانهِ المكسوّةِ والمصبوغةِ، وبارتفاعِهِ ثلاثة أمتار، وقد عُثر تحت أرضيّتِهِ على بعضِ الفخّار النبطيّ. بيوت الصخر على وجه العموم، زُيّنت برسومٍ وزخارفَ نبطيّة.
البيوت الريفيّة تميّزت بكوْنها عبارة عن مجمعٍ كبيرٍ يضمّ وحداتٍ سكنيةً ومخازنَ واصطبلًا وساحات متعدّدة، كل بيتٍ منها مؤلّفٌ من ثلاث، أو أربع غرف حولَ ساحةٍ مكشوفةٍ. كما تميّز ببساطةِ زخارفه وتقشّفها، قياسًا بزخارفِ القصور والبيوت الكبيرة. وهي، على وجه العموم، بيوتٌ كانت تعكسُ حالة المُزارعين الاجتماعية والماديّة.
أمّا المباني الحكوميّة والخَدماتيّة العامة (خدمة الكهنةِ والزوّار والمُقيمين وغير ذلك) فقد انتشرت، أكثر من الأمكنةِ الأُخرى، في وادي رم والذّريح. إضافة إلى المرافق العامة والساحات والشوارع التي انتشرت في البتراء العاصمة والمسارحِ وغير ذلك، وقد شُيّدت جميعها مراعيةً التخطيط العام لِلمدينة القائم، أساسًا، على شارعٍ رئيسيّ، تحيطهُ وتخْدمهُ شوارعُ فرعيّة، فضلًا عن الشوارع ذات المساريْن، وكذلك الشارع المُحاذي للوادي، الذي قَسَّمَ المدينةَ إلى نصفيْن.
سِماتٌ جامِعات
من مدائن صالح وما بعدها جنوبًا، وحتى دمشق (كما يُقال أحيانًا) شمالًا، وبينهما النّقب الفلسطينية، وأمّ الجِمال والربّة والحسا وجرش (في زمنٍ بعينِه) وغيرِها، وغيرِها، تمدَّدت الحضارة الكنعانيةُ النبطيّة، ووصل سلطانُ ملوكِها، مقترحةً في الأمكنة التي حكمتْها، وعلى وجه الخصوص، عاصمة زهوِها وتفوّقها: البتراء، سِماتَ عمارةٍ تميّزها عن غيرِها، وتحملُ عبقَ شعبِها وبُناتِها، رغم أن عمارتها نفسها لم تسلَم من التأثّر بِالعمارة المصرية والفارسيّة والآشوريّة والإغريقيّة، وهو ما يظهر جليًّا، على سبيل المثال، في بعض مباني العمارة الجنائزيّة، فالتأثّر وَمحاولة التأثير سمةٌ جوهريّةٌ من سِمات الحضارات البائدة، حتى ما يتعلّق من هذا التأثّر والتأثير، بالمعتقداتِ والشّعائر والطقوسِ والعِبادات، وبالعمارةِ والتجارةِ والأسواقِ، وقوانينِ الحُكم، ومهاراتِ الزراعة، وتفتّقاتِ الصناعة، وفنونِ القِتال، وَتراويدِ الهَوى، وأغاني الحَصاد.
إضافةً إلى حفرِ الصّخر وتطويعِه إلى كلِّ هذا الحد، صانعينَ من داخلِه نحو خارجِه كلَّ هذا المجد: الخزْنة والدّير وما بينَهما، فإن نظامَ الأنباطِ الهندسيِّ لِلماء، الذي جعل الحياةَ مُمكنةً في هذه المنطقةِ الجافّةِ من الصّحراء، يُعدُّ الإنجازَ الأهمَ للحضارةِ والعِمارةِ النبطيّة. نظامٌ تضمّن أنظمةً لِحفظِ المياه، ثمّ بعد حفظِها (وهُوَ الأهم)، ربطُها بقنواتٍ وأنانيبَ فخّاريةٍ لتوزيعِها على أنحاءِ المدينةِ كافّة.
مع الصّخور الكبيرة، استخدمَ الأنباطُ الحجارةَ الصغيرة (الغَشيمة)، والحجارةَ المنْقوشة والمُهندَسَة بأشكال عدة. كما استخدموا المَلاط المُكوَّن من الشيدِ والجِيرِ الذي كان يتم تحضيره من الّلتونات والترْبة المحلية، استخْدموه بِكثرةٍ في أبنيتهم كَمُونَةٍ وسيطَةٍ بين صفوفِ الحجارةِ الكبيرةِ، لِقدرتهِ على العزْل الحراريّ، ومنعِ الرّطوبة، والحمايةِ من الأمطار. كما يمكن ملاحظةُ دورِ المَلاط في الفنون المِعمارية الكثيرةِ، كالأقواسِ التي تعتمدُ على تراصّ الحجارةِ المُغطاةِ بالملاطِ الطينيّ العازِل. وكذلك ملاحظةُ دورِه في قِصارة الآبار والخزّانات المائيّة، كخزّان الحُميمة، والمساكنِ النبطيّة في النّقب، التي أكّدت على صلابةِ البِناء وَمَتَانتِهِ، حيث ظلّت مسكونةً حتى القرنيْن الخامس والسادس المِيلاديين، إضافة إلى الصُّلبان التي عُثر عليها في الكُرنب، حيث نُقش أكثر من صليبٍ على عضّادات الأبواب، وبعضِ الأسْكفة.
كما استُخدمت الأخشاب في أعمال التسْقيف وصناعةِ الأبواب والشَّبابيك، ويبْدو ذلك واضحًا في وادي موسى، لتوفّرِ الأشْجار في المنطقةِ وَما حولَها (جِبال الشَراه الغنيّة بالأشجارِ الحُرجيّة في الطفيلة على سبيل المثال). كما استخدمَ الأنباطُ الأخشابَ لِتعزيزِ صمودِ الجُدران أمام الهزّات الأرضية، وهو ما يكشفُهُ وجودُ الأخشابِ في بَقايا بعضِ الأبنيةِ؛ كقصرِ البِنْت في العاصمة النبطيّة.
قنواتُ المِياه أسفلَهم، الأقواسُ الحجريةُ فوقَهم، الابتكارُ دافعُهم وديدنُهم، بنى الأنباطُ الكنعانيونَ حضارةً زاهِرة، وأبْدعوا عمارةً ناضِرة.
محمد جميل خضر
المصدر: موقع ضفة ثالثة