رئيسة تحرير التلفزيون العمومي الجزائري: آفاق التعاون الجزائري والأفريقي مع روسيا واعدة جداً

Spread the love
image_pdfimage_print

خاص “الوطنية”

في حديث لموقع “الوطنية” تبين السيدة ايمان محجوبي، رئيس تحرير التلفزيون العمومي الجزائري، أن “الجزائر سعت على الدوام الى توظيف علاقاتها مع روسيا لصالح القارة الأفريقية. فالجزائر لا تؤمن بالشراكات الأحادية الجانب. ولأن العمق الأفريقي يشكل المدى الحيوي للجزائر، فقد عملت على تكوين شراكات استراتيجية مع روسيا راعت فيها المصلحة الوطنية، بالتوازي مع الحرص على المصالح الأفريقية”.

وتلفت محجوبي الى أن “الجزائر تسعى الى تحقيق تكامل تنموي في القارة السمراء. عندما نتحدث عن أفريقيا فنحن لا نتحدث عن 5 أو 6 دول كبرى، إنما 54 دولة متبيانة المستويات التنموية. لذا فإن الجزائر تريد وتعمل على تحقيق التكامل التنموي والاندماج الصناعي والاجتماعي بين روسيا وأفريقيا كي تصبح الأخيرة قوة فاعلة في العالم، وتغير التوازنات العالمية في ظل هذا الوضع الراهن الذي تتسارع فيه التغيرات”.

مجالات التعاون الروسي – الجزائري

أما عن مجالات وقطاعات التعاون الروسي – الجزائري، فتقول السيدة ايمان محجوبي “إذا تحدثنا عن روسيا والجزائر كمحور شراكة فهو لا يزال حديث العهد. قبل شهر من الآن أجرى رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون زيارة تاريخية الى روسيا يمكن اعتبارها بمثابة انطلاقة جديدة في العلاقات الثنائية في مختلف المجالات”.

لكن محجوبي تشدد على “تجذر العلاقات الروسية الجزائرية تاريخياً، وهي لن تكون يوماً حديثة لا بمنظور التاريخ ولا الاقتصاد، ولا بمنظور التعاون الأمني أيضاً، وهو أهم المحاور التي تتعاون فيها موسكو مع الجزائر”.

وتلفت محجوبي الى أن “التطور المهم في هذه العلاقة في الوقت الحاضر هو الشراكات الاقتصادية الجديدة مع روسيا في كل المجالات، بما يثبت تحول العلاقات الثنائية بين البلدين الى شراكة استراتيجية عميقة، ولا سيما أنها ستشمل المجالات العسكرية والثقافية وحتى الرياضية”.

وفي هذا السياق تبين ايمان محجوبي أن “التبادل التجاري بين روسيا والجزائر هو من الأعلى على المستوى الأفريقي، وخاصة في التجارة والصناعة، وهو لا يزال يتطور باضطراد ولم يتأثر بالعقوبات الغربية على روسيا، من دون إغفال إمكانية أن ينسحب هذا التطور على القطاع الزراعي أيضاً”.

أزمة الحبوب وإمكانية الوساطة الجزائرية

تؤكد ايمان محجوبي أن الجزائر هي “دولة سيدة في قراراتها، ودائماً تفي بالتزاماتها، والالتزام الأول لها هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وهنا لا بد أن أذكر أن الجزائر قامت بدور الوساطة في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولا يوجد معوقات أمام استمرارها في ذلك انطلاقاً من الحيادية التي تلتزم بها. وهذه الحيادية هي من منظور موضوعي تماماً بمعزل عن رغبات وأجندات البعض التي لا تأثر بها ولا توليها اهتماماً”.

أما عن أزمة الحبوب وانسحاب روسيا من الاتفاقية الدولية فتقول ايمان محجوبي “الجزائر وروسيا شركاء بالطبع، وموسكو تؤكد أن قرار الانسحاب لن يكون له تأثير على كل الصفقات المبرمة مع شركائها. ربما تكون الجزائر الأقل تضرراً بين الدول الأفريقية، في حين أن الدول الأخرى ستسشعر هذا الضرر أكثر، لكن الجزائر مستعدة لمساعدة هذه الدول بكل إمكانياتها”.

مستقبل العلاقات الجزائرية والأفريقية مع روسيا

تعتبر ايمان محجوبي أن “آفاق التعاون والشراكة بين روسيا والجزائر واعدة جداً في المستقبل، ونتلمس منذ الآن ثمارها بعد مرور شهر فقط على توقيع هذه الاستراتيجية المعمقة”.

تضيف محجوبي “انطلاقاً من كوني صحافية في التلفزيون الجزائري الرسمي قبل أن أكون رئيسة تحرير، قمت برصد بعض الآراء عند الأشقاء الروس والأفارقة أيضاً حول الجزائر وكيف يرون المنحى الجديد لسياساتها الخارجية، وبصراحة لم أفاجأ كثيراً من ردود الفعل. فالجميع موافق على أن الجزائر دولة محورية ومفتاحية في الاستثمار الأفريقي، لأنها دولة متوسطية وأفريقية وعربية أيضاً. كل ذلك يجعل من الجزائر شريكاً محورياً واستراتيجياً بالنسبة لأي دولة”.

تضيف محجوبي “الجزائر ليست فقط ذلك البلد الذي يبحث عن مبادلات تجارية، بل يبحث أيضاً عن استثمارات متبادلة. فالمطورين العقاريين الجزائريين صاروا يستثمرون في روسيا، والأخيرة أيضاً تستثمر في الجزائر”.

أما بالنسبة الى أفريقيا فترى محجوبي أن العلاقات الروسية الأفريقية ستشهد تحسناً كبيراً بعد قمة روسيا – أفريقيا الثانية “فالإرادة موجودة، والكل يبحث عن مصالحه طبعاً، لكن المصلحة المشتركة هي تطوير وتعزيز التعاون في محور روسيا – أفريقيا”.

وتبين محجوبي أن “الجزائر تتعامل وفق معادلة رابح – رابح مع أي دولة تريد الاستثمار معها. طبعاً هناك علاقات تاريخية مع روسيا، وهي تشكل عامل دعم وتحفيز من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وكذلك فإن روسيا تحترم كثيراً مبدأ السيادة الاقتصادية وحتى الاجتماعية، وهذا هو المبدأ الأساسي في الجزائر”.