خاص “الوطنية”
يقول الكاتب الصحفي المصري أحمد ممدوح في حديث لموقع “الوطنية” على هامش أعمال قمة روسيا – أفريقيا الثانية في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية “لو تكلمنا عن العلاقات الأفريقية الروسية فهي علاقات قديمة وتاريخية منذ الاتحاد السوفياتي، لكنها تراجعت قليلاً عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. قبل أن تعود بقوة على إثر الحرب الروسية الأوكرانية”.
ويشير ممدوح الى أن “روسيا تبحث عن آفاق ومسارات جديدة في سياستها الخارجية، خاصة بعد فرض العقوبات الغربية على موسكو. لذلك فقد أطلقت روسيا الكثير من الوعود للدول الأفريقية في مختلف المجالات الحيوية، وأبرزها المجال الغذائي الذي تأثر بشكل كبير بسبب انهيار اتفاقية الحبوب الموقعة بين روسيا وأوكرانيا”.
تأثير أزمة الحبوب على مصر
وعن تأثير أزمة الحبوب على مصر يشير أحمد ممدوح الى أن “مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث تصل الكمية الى 11 مليون طن سنوياً، و80 % من هذه الكميات تأتي من روسيا”.
ويبين ممدوح أن “علاقة روسيا مع مصر لاستيراد القمح هي علاقة خاصة جداً، وتحكمها برامج مختلفة عن برامج التصدير الروسية مع باقي الدول. لقد نجحت مصر في التوصل في غضون أشهر قليلة الى برنامج خاص بالحبوب من اجل ضمان استمرار إمدادات القمح الروسية بمعزل عن خط الحبوب بين روسيا وأوكرانيا”.
التبادل التجاري الروسي- المصري
يشدد ممدوح على العلاقة التاريخية بين روسيا ومصر، وعلى التعاون بينهما في مجالات كثيرة جداً “منها مجال الحبوب وهو شريان حيوي بالنسبة لمصر. علاوة على الصادرات الغذائية المصرية الى روسيا مثل الفواكه والخضروات. وعلى سبيل المثال فإن الموالح والحمضيات في روسيا بشكل عام هي مصرية”.
ويشير ممدوح الى أن المجال الثاني للتعاون الروسي – المصري هو “مشروع الطاقة النووية، وهو أكبر مشروع للطاقة في الشرق الأوسط، وجاري العمل على إنجازه بقيمة تبلغ نحو 20 مليار دولار. في الوقت الحالي، تم إنتاج بناء خاص لنقل المعدات من روسيا الى مصر، وهناك عدد كبير من الخبراء الروس المسؤولين في مصر منذ سنوات، والمشروع تم إطلاق الأعمال فيه قبل أكثر من عام”. ويضيف ممدوح “هناك أيضاً مشروع المنطقة الصناعية التجارية الروسية في منطقة قناة السويس الذي سيصل الى مدينة بور سعيد، وهذه أهم التعاملات الروسية – المصرية”.
التعاون الروسي – المصري والمستوى الأفريقي
يعتبر أحمد ممدوح أن التعاون الروسي – المصري هو الأهم على الصعيد الأفريقي “لكن هناك تعاون مهم أيضاً بين روسيا والجزائر وجنوب أفريقيا. وهذه الدول الثلاث، أي مصر والجزائر وجنوب أفريقيا تمتلك علاقات قوية جداً مع روسيا، مع الإشارة الى أن علاقة روسيا بالاتحاد الأفريقي قديمة، إلا أن أكثر الدول الأفريقية امتلاكاً لإرث قوي مع روسيا هي مصر”.
ويلفت ممدوح الى أن “مصر حصلت على عضوية “بنك بريكس” أو “بنك تجمع بريكس”، بينما تقدمت الجزائر بطلب للإنضمام إلى البنك وتسعى إلى استيفاء الشروط للموافقة على طلبها بالانضمام، فيما تعتبر جنوب أفريقيا من المؤسسين للبنك. هؤلاء الثلاثة هم رأس حربة التعاون الروسي – الأفريقي. ومصر بطبيعة الحال هي البوابة الأساسية لأفريقيا لأنها تتمتع بخبرة كبيرة في كيفية استيعاب الأفارقة وتدرك مشكلات بلدانهم عن قرب، وكيفية التعامل والتعاون معهم، وهذه خبرة تحتاجها القارة روسيا. واعتقد أن مصر قادرة على تنفيذ هذا الدور من خلال خبراتها المتراكمة عبر آلاف البرامج التي نفذتها القاهرة على مدار العقود الفائتة. مصر قادرة على أن تعطي لروسيا خبرة التعامل مع أفريقيا”.
مستقبل العلاقات الروسية – المصرية
يرى أحمد ممدوح أن مستقبل العلاقات الروسية – المصرية واعد جداً “هناك انفتاح كبير بين البلدين، وهذا ما تلد عليه اللقاءات السنوية التي يعقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والسيسي هو الرئيس الوحيد الذي يلتقيه يوتين سنوياً منذ انتخابه رئيساً للجمهورية المصرية عام 2014”.
يضيف ممدوح “هناك تعاون استراتيجي بين روسيا ومصر في الكثير من المجالات، وهناك تعاون أكبر في مجالات أخرى في المستقبل”.