يعيش لبنان أزمة حكم خطيرة للغاية، لكن هذه الأزمة تتزامن مع حالة شاذة لبعض المتهورين الطامحين الى بناء أمجاد على حساب الوطن.
ما نعيشه اليوم ليس حالة طبيعية، وليست أزمة انتهاء ولاية حاكم للمصرف المركزي وبداية حقبة جديدة تخلف حقبة رياض سلامة المليئة بالأحداث المتنوعة. منهم من كان يعتبر الحاكم هو عراب الاستقرار المالي وصاحب الانجازات في الاستقرار والتقدم والازدهار في ظل الانهيارات التي حولنا، حيث شاعت مسطلحات تشيد بثبات ليرتنا في ظل الدمار الذي حولنا وغيرها من التعابير التي سقطت الواحدة تليها الأُخرى.
بعد سقوط التعابير بدأت الليرة تنهار، كل ذلك لم يكن رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي في الحكم، سار الانهيار مساره وتطورت الأحداث تدريجيًا في البلاد الى ان وصلت الى مسار مُعقد، وبالرغم من تعقيداته كان موقف تحمل المسؤولية هو موقف ثابت وحكيم من دولة الرئيس نجيب ميقاتي.
الرجُل الذي لم يهادن احد على المستوى المالي، صاحب الخبرة في تدوير الزوايا لاخراج البلد من الأزمة، عراب انقاذ البلد من الانهيار المالي في مرحلة انشاء موازنة في ظل الازمة ها هو اليوم يقف أمام مسؤولياته ولكن هذه المرة للتاريخ، نجيب ميقاتي يُنقذ البلد.
الأزمة المتفجرة في ملف الحاكم تثير الاستغراب على مستوى اداء القوى السياسية، فالنكد السياسي فاق المعقول ووصل لدى البعض الى عدم المبالاه في تدمير البلد مقابل ارضاء بعض الرغبات السياسية.
موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال كان واضحًا، ممنوع ان يغرق لبنان خلال وجوده في سدة الرئاسة ولو حتى كانت تصريف للاعمال، كما انه لن يسمح لبعض الهواة ان يلاعبوه على حساب الامن والسلم الاهلي.
نجيب ميقاتي القادم من خارج الذهنية التحاصصية لا يبحث عن صفقة هنا او كرسي هناك، يبحث عن الحفاظ على استقرار لبنان وعدم السماح باستهداف الثلاثية الذهبية: جيش-شعب-مقاومة. كما انه اثبت خلال ادارته لأزمة ملف الحاكم انه يملك كلمة السر لكي لا يسمح لاحد بفتح باب الانهيار الكلي.
ماذا يعني الانهيار الكُلي؟ الانهيار الكُلي يعني اننا خلال ٤٨ ساعة من بعد خروج حاكم المصرف المركزي سنجد الليرة مسحوقة، والناس في الشوارع، والفوضى الخلاقة. هنا السؤال المشروع: من يريد ادخال لبنان في هذه الدوامة؟
ما بات معروف اليوم للجميع، لن يسمح نجيب ميقاتي لأحد بأن يُدخل لبنان في دوامة المؤامرة، وها هو يسير بخطى ثابته لينجي لبنان من عبث المتهورين.
الكاتب: أحمد المحمد