خاص “الوطنية”
في حديث لموقع “الوطنية” أشار أمين بو طالبي، رئيس المركز العربي للاستثمار والتطوير، الى مدى أهمية قمة روسيا – أفريقيا في مدينة سانت بطرسبورغ “هذه القمة، وهي الثانية من نوعها، من بين أهم المحطات التي عوضت روسيا بها أفريقيا، حيث جمعت القادة الأفارقة من أجل رسم معالم جديدة لرؤية روسيا الأفريقية، وذلك من خلال بناء علاقات اقتصادية مستدامة، وتطوير التعاون في مجالات السلم والأمن والتعليم، وهذه من أهم المحاور”.
كما يلفت بو طالبي الى أنه من بين أهم المواضيع التي طرحت في النقاشات ضمن القمة كانت الزراعة وسبل التعاون بين روسيا وأفريقيا لتطويرها، وصولاً الى تحقيق القارة السمراء للاكتفاء الذاتي في المستقبل”. ويشير بو طالبي الى أن من أهم النقاط التي ركزت عليها موسكو هي أن تكون هناك لقاءات متخصصة بالقادة الأفارقة، بحيث يجتمع كل الرؤساء والمسؤولين لتحديد موضوع معين، وفتح نقاش معين”.
وعن دور الجزائر في تطوير التعاون الروسي – الأفريقي، يذكر بو طالبي بأن الجزائر لديها علاقات قوية وراسخة مع الداخل الأفريقي، وكذلك أيضاً مع روسيا “كانت هناك زيارة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منذ مدة قصيرة الى روسيا، وكانت زيارة مميزة، حيث جرى فيها توقيع العديد من الاتفاقيات بين الدولتين وبحضور الرئيسين بوتين وتبون”.
ويبين بو طالبي أنه “جرى توقيع أكثر من 17 اتفاقية بين الحكومتين الجزائرية والروسية، بالإضافة الى 4 اتفاقيات في مجال التعاون الاقتصادي للشركات العمومية والخاصة، وكل هذا يسهم في توطيد علاقة الصداقة ويدفعها قدماً، ويؤسس لمزيد من التعاون في المستقبل.
يرى بو طالبي أن “روسيا تريد اليوم رسم معالم جديدة في سياستها الخارجية، خاصة بعد ما يمكن وصفه أو تشبييه بالحصار الذي تحاول العديد من الدول الأوروبية فرضه عليها. تريد موسكو أن تحافظ على علاقاتها مع عواصم ودول أهملتها في حقبة معينة. وتريد أيضاً أن تنشاً علاقات جديدة مع دول من العمق الأفريقي. اعتقد أن كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح مؤتمر روسيا – أفريقيا كانت واضحة”.
يضيف بو طالبي “بوتين يريد بناء جسور قوية لتعزيز الأمن والسلام، والتعاون الاقتصادي، والأهم إعطاء قيمة مضافة لكل دولة أفريقية تحتاج ذلك، ولا سيما الفقيرة بينها، مع التركيز على نقل التطور التكنولوجي الروسي الى الدول الأفريقية، وهذا يعني أن دول القارة السمراء ستدخل في معادلة رابح – رابح، وهذا ما كانت تبحث عنه أساساً”.
أما عن أزمة الحبوب يقول بو طالبي أن الجزائر لن تتأثر بها “فهي تملك إمكانيات وقدرات تعينها على تخطيها، ولكن الرئيس بوتين أعلن عن 6 دول أفريقية سيدعمها مجاناً بالحبوب، وكذلك بالأسمدة التي ستكون مدار بحث في جلسات ونقاشات قمة روسيا – أفريقيا، من أجل معرفة موسكو كيفية دعم هذه الدول، ومن أجل بناء جسور تعاون مستدامة كما قال الرئيس الروسي”.
ويعتبر بو طالبي أن روسيا بإمكانها أن تلعب دوراً أيجابياً للغاية تجاه أفريقيا، ويشير في هذا الصدد الى العلاقات الجزائرية القوية مع روسيا، وأن الجزائر يمكن أن تؤدي دور الوسيط بين دول القارة الأفريقية والاتحاد الروسي، من دون إغفال تطوير العلاقات الثنائية بين الجزائر وموسكو”.