نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسها ريتشارد أسشتون، حول جولة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أفريقيا.
وقال الكاتب إن الرئيس الإيراني التقى حشودا في زيمبابوي هتفوا ضد “الأسياد البيض”، حيث تجول على الدول الأفريقية لتقوية تحالفات طهران مع القارة.
ففي أول زيارة للقارة يقوم بها رئيس إيراني منذ أكثر من عقد، وقّع رئيسي اتفاقيات تجارية مع حكومات كينيا وأوغندا وزيمبابوي، في وقت هاجم الهيمنة الغربية على القارة الأفريقية.
واستُقبل الرئيس رئيسي بمطار هراري، عاصمة زيمبابوي، المحطة الأخيرة في جولته، بحشود من الزيمبابويين الذين كانوا يحملون الأعلام الزيمبابوية والإيرانية والمصلقات التي تظهر عليها صورة رئيسي، وغنوا الأغاني المعادية للغرب. ووقّع رئيسي ونظيره الزيمبابوي ماننغاوا الذي تخضع بلاده مثل إيران للعقوبات، 12 مذكرة تفاهم، بما فيها بناء مصنع مشترك للتراكتورات في زيمبابوي.
وقال ماننغاوا: “من المهم لنا أننا ضحايا العقوبات الغربية، نتحدث مع بعضنا البعض. والذين يقفون خلف هذه العقوبات، لا يريدون أن نتحدث مع بعضنا. ولأننا ضحايا، فمن المهم أن نُظهر لهم وحدتنا”.
وزار رئيسي أيضا أوغندا التي تتعرض لتهديدات بالعقوبات الأمريكية بعد توقيع الرئيس يوري موسيفيني على قانون بإعدام ممارسي “الشذوذ الجنسي”.
وعبّر رئيسي عن تضامنه مع نظيره اليوغندي، قائلا إن الغرب يحاول “إنهاء التوالد الإنساني” عبر “الترويج لفكرة الشذوذ الجنسي”.
وفُرش البساط الأحمر لرئيسي في كينيا، واستقبله الرئيس ويليام روتو، الذي تتعرض بلاده لعقوبات أمريكية. ووافق روتو ورئيسي على العمل معا في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات وتجارة المواشي وتصدير لحم البقر الكيني لإيران.
وتخضع إيران للعقوبات الأمريكية منذ خروج الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018. ومنذئذ وهي تبحث عن شركاء جدد للخروج من الحصار، حيث ساعدت روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وقمعت المعارضة الداخلية، وزادت من عمليات تخصيب اليورانيوم لمشروعها النووي.
وحاولت إيران بناء تضامن مع الدول الساخطة على أمريكا. ففي الشهر الماضي، قام رئيسي بجولة في أمريكا اللاتينية، حيث زار فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا. وتعهد مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بزيادة التجارة الثنائية بين البلدين إلى 20 مليار دولار سنويا، من 3 مليارات حاليا، خاصة في مجال التعاون النفطي والتنقيب عنه.
وتأتي الجولة الإيرانية على خطى الاستثمارات الصينية الهائلة، إلى جانب التركية في الفترة الأخيرة، وتعكس التقدم الروسي من خلال صفقات السلاح وإرسال المرتزقة.
ومنذ وصول رئيسي إلى السلطة عام 2021، زادت التجارة الإيرانية مع أفريقيا بنسبة الضعف إلى 1.2 مليار دولار، وتم إنشاء مراكز تجارية إيرانية في ثماني دول. وتتوقع إيران زيادة التجارة السنوية مع القارة الأفريقية بنهاية هذا العام إلى 2 مليار دولار. وعبّرت دول أفريقيا التي رفضت اتخاذ مواقف في الحرب الأوكرانية عن سرورها من جذب شريك تجاري جديد.
ودعت جنوب أفريقيا، الرئيسَ رئيسي للمشاركة في قمة البريكس المقررة في جوهانسبرغ، الشهر المقبل. وتضم بريكس كلا من البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب أفريقيا.
المصدر: صحيفة التايمز البريطانية
ترجمة: صحيفة القدس العربي