أظهرت تسجيلات مصورة بثها ناشطون؛ تعرض قادة في السلطة الفلسطينية وحركة فتح للطرد من فعاليات تشييع شهداء مخيم جنين الأربعاء، في موقف جاء تعبيرا عن غضب أهالي جنين من موقف السلطة خلال العدوان الذي ضرب المخيم، ووقوف الأجهزة الأمنية في جنين مكتوفة الأيدي أمام عدوان الاحتلال. وفق ما قاله شاهد عيان لـ”عربي21″ من المخيم.
وكان عدد من السياسيين الفلسطينيين، من بينهم قادة في حركة فتح والسلطة، مثل: محمود العالول، نائب محمود عباس قائد حركة فتح، وعزام الأحمد، وتوفيق الطيراوي، ووليد عساف.
#فيديو لحظة طرد قيادة السلطة "العالول والأحمد" من جنازة شهــــــــداء #جنين. pic.twitter.com/7ATGSWUuSs
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 5, 2023
وشن جيش الاحتلال عدوانا جويا وبريا على مدينة جنين ومخيمها الاثنين الماضي، استمر نحو 48 ساعة قبل الانسحاب فجر الأربعاء من مخيم جنين، ترافق مع تنفيذ طائرات جيش الاحتلال العديد من الغارات الجوية المدمرة، إضافة إلى مشاركة مئات الآليات والدبابات والقناصة في تنفيذ اقتحام واسع لمخيم جنين، الذي تعرض لدمار واسع طال البنية التحية والمساجد وعشرات المنازل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن 12 شهيدا، بينهم خمسة أطفال، وأكثر من 140 إصابة، بينها نحو 30 إصابة حرجة.
وفور التأكد من انسحاب قوات الاحتلال من مخيم جنين، انطلقت الاحتفالات على مدخل المخيم بالانتصار ودحر قوات الاحتلال على يد عدد قليل من المقاومين الذي تمكنوا من صد العدوان بأسلحتهم الخفيفة، في ظل اختفاء كامل لعناصر أجهزة أمن السلطة.
وقالت مصادر خاصة من داخل المخيم لـ”عربي21″، إن عناصر الأجهزة الأمنية الذين يتواجدون في مقر المقاطعة بالقرب من مدخل مخيم جنين، “خرجوا من مقرهم بآليات مصفحة بالتزامن مع احتفال أبناء المخيم، ما تسبب في مواجهات بينهم وبين الجماهير، في حين عمدت تلك العناصر لإطلاق قنابل الغاز والصوت نحو المحتفلين الغاضبين الذين هتفوا ضدهم، ما تسبب في إصابة خمسة مواطنين”.
وعن تفاصيل ما حدث خلال تشييع جثامين شهداء جنين، أوضح الأسير المحرر ماهر الأخرس، أنه كان يستعد لإلقاء كلمته في تشييع شهداء جنين نيابة عن حركة الجهاد الإسلامي، لكن القيادي العالول طلب أن تكون كلمته مباشرة عقب النائب عن “فتح” القيادي جمال حويل.
وأضاف الأخرس في حديثه لـ”عربي21″: “قلت للأخ أبو جهاد (العالول)، الوضع حرج، الجماهير غاضبة من السلطة، فمن الجيد التلطف معهم، وأنت رمز من رموز السلطة، كما أوضحت له أن أجهزة السلطة اعتقلت مقاومين كانوا في طريقهم للدفاع عن جنين، ووعد أن يتم إخراجهم”.
ونوه إلى أن “الغضب الجماهيري على السلطة وأجهزتها، جاء بسبب ترك الناس لمصيرهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وبعد خروج قوات الاحتلال فإنهم خرجوا للعربدة على الجماهير”.
وذكرت أن “الجماهير بكل أطيافها السياسية (بما فيها فتح) الحاضرة في تشييع شهداء جنين، بدأت تعبر عن غضبها فور بدء العالول بالحديث، وعند ظهور عزام الأحمد زاد الغضب الجماهيري وقامت قيامة الجماهير الذين طالبوا برجال يقومون بحماية الشعب من العدوان الإسرائيلي، وحصلت مشادات وكادت تنفلت الأمور، وعندها قام بعض المقاومين بالوقوف لمنع أي احتكاك، ورافقوا شخصيات السلطة وقاموا بتأمين خروجهم خوفا من غضب الجماهير”.
" برا برا .. يا للعار ويا للعار"..
— فلسطين لايف | PL Plus (@pl_plus1) July 5, 2023
طرد قيادات بحركة فتح والسلطة من تشييع أقمار مخيم #جنين احتجاجاً على مواقفهم خلال عدوان الاحتلال على المخيم. pic.twitter.com/2Up8nIuZEJ
ونوه الأخرس إلى أن شخصيات السلطة التي حضرت “لم تصدر منها أي كلمة مسيئة”، مؤكدا أن طرد شخصيات السلطة سابقة الذكر، كان من “قبل الجماهير المحتشدة التي كانت تهتف بقوة (ضد السلطة) وتطالب بخروج تلك الشخصيات (بسبب خذلان جنين)، ولا علاقة لحركة حماس أو الجهاد الإسلامي في ذلك، ولم يعتد عليهم أحد، ويمكن الرجوع لتسجيل الكاميرات التي كانت حاضرة في الميدان”، وفق شهادة الأخرس.
وعبر الأسير المحرر عن رفضة لقيام بعض المسلحين (يرجح انتماءهم لأجهزة أمن السلطة) بتهديد أصحاب محلات بزعم أنهم يؤيدون المقاومة وحركة حماس، وأجبروهم على إغلاق محلاتهم التجارية بزعم أن عناصر “حماس” هم من يقفون خلف طرد قيادات السلطة من جنازة شهداء جنين، وقال: “لا أعلم من أي جهة هؤلاء المسلحين، وما قاموا به هو سلوك خاطئ ولا يقبل به عاقل من شعبنا، فعدونا الوحيد هو الاحتلال ولن نقبل بأن يكون هناك خلاف داخلي”.
أذيع هذا التقرير بالأمس على تلفزيون فلسطين أثناء إشتداد المعارك في مخيم جنين يهاجم كتائب القسام وكأنها هي من إقتحمت جنين وليس الجيش الإسرائيلي. إضافة للتنسيق الأمني، حرب إعلامية بائسة على المقاومة تفضح خزيهم" فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ… pic.twitter.com/ys9SgloTPL
— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) July 5, 2023
المصدر: موقع عربي 21