تحرّك من جديد ملف النازحين، على المستوى الرسمي بين الدولتين اللبنانية والسورية، بعد زيارة وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين لدمشق قبل أيام… فما هي فرص تزخيم آليات العودة الآمنة، استناداً إلى دينامية ثنائية، بعيداً من «قيود» البعض في المجتمع الدولي؟
يستعد وفد وزاري لبناني موسّع للتوجّه إلى دمشق قريباً لاستكمال البحث الذي بدأه شرف الدين، وبلورة منهجية فعّالة وعملية، لتأمين عودة أكبر عدد ممكن من النازحين، ما يعكس قراراً رسمياً بتعزيز الانفتاح على سوريا وتفعيل التواصل معها، بعد انتهاء «النزوح العربي» عنها ومدّ الجسور مجدداً بينها وبين العرب وفي طليعتهم السعودية.
ويؤكّد شرف الدين لـ«الجمهورية»، انّ زيارته الأخيرة لدمشق كانت ناجحة ومفيدة، «وما طالبنا به صار»، معلناً عن وجود جهوزية تامة لدى الدولة السورية لاستقبال أعداد كبيرة من النازحين.
ويلفت شرف الدين، إلى انّ لقاءاته مع المسؤولين السوريين عكست ثقة متبادلة، «من شأنها ان تساعد في تسهيل معالجة ملف النازحين».
ويضيف: «نحن ننتظر رداً من المسؤولين السوريين على الطريقة التي سيتعاملون بها مع الحالات الآتية ضمن النازحين: المتخلّفون عن خدمة العلم، مكتومو القيد غير المسجّلين، والسجناء السوريون في لبنان وإمكان ان يستكملوا محكوميتهم في بلدهم».
ويؤكّد شرف الدين انّ لقاءاته في دمشق مهّدت الطريق أمام زيارة الوفد الرسمي اللبناني قريباً، موضحاً انّ مجلس الوزراء كلّف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالتواصل مع الدولة السورية لترتيب الزيارة التي سيشارك فيها وزراء الخارجية، المهجّرين، الشؤون الاجتماعية، الثقافة، العمل، السياحة، الزراعة، والاعلام.
ويعتبر انّ البيئة الإقليمية باتت تسهّل عودة النازحين عقب المصالحات التي تحققت في المنطقة، واستعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أنّه سيتمّ تفعيل الحلول الممكنة لملف النازحين في المرحلة المقبلة.
ويشدّد شرف الدين على وجوب تغيير منهجية المقاربة لهذه القضية الملحّة في اتجاه الانتقال من العودة الطوعية إلى الإعادة الآمنة، موضحاً انّ الأولى تعتمد على مبادرة النازحين أنفسهم إلى تسجيل طلبات العودة لدى مراكز الأمن العام، بينما الثانية ترتكز على انتقال فِرَق الأمن العام ووزارة المهجرين الى المخيمات لتعبئة استمارات تتعلّق بظروف العائلات النازحة، وبالتالي تحديد اي منها يستطيع العودة ولا يملك مبررات للبقاء، تمهيداً لرفع الملفات إلى الجانب السوري ونيل موافقته على عودة أصحابها.
ويتابع: «علينا نحن أن نذهب إلى المخيمات ونشرح للنازحين الإيجابيات الموجودة في مواجهة تضليل الغرب وعراقيله المفتعلة».
ويوضح شرف الدين، انّه ناقش في دمشق إمكان تشكيل لجنة ثلاثية تضمّ لبنان وسوريا والمفوضية، على أن تنبثق عنها لجان فرعية في مناطق العودة لمتابعة اوضاع العائدين اقتصادياً واجتماعياً وطمأنتهم، «وهذا من شأنه ان يشجع آخرين على ان يحذوا حذوهم، كذلك نواصل البحث مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ضرورة منح المساعدات للنازحين في داخل الأراضي السورية».
وتعليقاً على موقف رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اعتبر انّه و«إثر ما سُرِّب عن ايجابية زيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين إلى دمشق، أضحى لزاماً على حكومة تصريف الأعمال وضع روزنامة عملية واضحة حول عودة كل النازحين السوريين إلى ديارهم، قبل نهاية هذا العام، وأيّ تأخير سيُعتَبر تواطؤاً لجهة محاولة توطين اللاجئين السوريين..»، يقول شرف الدين: «لبنان بلد حرّيات ويستطيع اي كان ان يصرّح بما يريد، ولكن على جعجع ان يُحكّم ضميره وان يكون منطقياً لجهة الفترة المطلوبة لاكتمال العودة».
عماد مرمل
المصدر: صحيفة الجمهورية