استشهد ثمانية فلسطينيين، وأصيب 27 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، من جرّاء العدوان الأوسع منذ عام 2002، الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها منذ فجر اليوم، مستخدمةً فيه الطائرات الحربية والآليات العسكرية المختلفة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباحاً، استشهاد خمسة فلسطينيين في جنين وسادس في البيرة، وإصابة 27 آخرين، بينهم 7 في حال الخطر، قبل أن تعلن، في وقت لاحق، ارتفاع عدد شهداء جنين إلى 7، ومن ثمّ إلى 8، ليصل العدد الإجمالي إلى 9. وقال مدير مستشفى جنين الحكومي، وسام بكر، في بيان صحافي: «وصلنا حتى الآن 5 شهداء و27 إصابة معظمها ناتج من قصف صاروخي في مختلف أنحاء الجسم، منها ثلاث تمّ تحويلها إلى غرف العمليات، وإصابات أخرى تمّ تحويلها إلى مشافٍ أخرى». وأضاف أن هناك «صعوبة كبيرة جداً في وصول طواقم الإسعاف إلى المصابين بسبب إغلاق الاحتلال مداخل المخيم والقصف الصاروخي المستمر حتى اللحظة».
ومنذ فجر اليوم، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدداً من المنازل والمواقع في مخيم جنين، بالتزامن مع اقتحام أكثر من مئة آلية عسكرية ما بين ناقلات جند وجيبات عسكرية وجرافات، المدينة من مختلف محاورها.
وأفاد موقع «واينت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أكثر من عشر غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة في جنين ومخيمها، فيما دفع الجيش بتعزيزات عسكرية جديدة تجاه المخيم، الذي طوقته قوات الاحتلال من كل المحاور، واعتلى قناصوها أسطح الأبنية والعمارات السكنية المشرفة عليه، قبل أن يعتقل الجيش 20 فلسطينياً.
وطبقاً لما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية الرسمية («كان»)، فإن تل أبيب أبلغت واشنطن بالعدوان العسكري على جنين، «لكنها لم تذكر موعداً محدداً».
وفي خضم العدوان، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وجنود الاحتلال على أطراف المخيم، فيما قامت الجرافات الإسرائيلية بإغلاق مداخله، توازياً مع قطع التيار الكهربائي عنه وعن حي الهدف، وانطلاق نداءات من مساجد المدينة تطلب من الفلسطينيين الدفاع والذود عن المخيم والتصدي للعدو.
من جهتها، أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بياناً قالت فيه إن «الغرفة المشتركة في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، والمقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم، وندعو كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها إلى التكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد». وأضافت أن «استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة».
أمّا «كتائب القسام – كتيبة جنين» فقالت في بيان مقتضب: «تمكن مجاهدونا رفقة إخوانهم من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، من تفجير أكثر من آلية لجيش الاحتلال بعبوات جانبية أصابتها إصابات مباشرة وألحقت بها أضراراً بالغة»، مضيفةً أنه «يواصل مقاتلونا الاشتباك مع جيش الاحتلال على أكثر من محور لمنع تقدمه داخل المخيم». ودعت «الأهالي إلى الاسناد العاجل للمقاومين بالعتاد والرصاص، والمشاركة في القتال والدفاع عن المخيم وعن أرض فلسطين».
بدورها قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إن «العدو الصهيوني يتحمّل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذا العدوان الذي لن يحقق أهدافه، وستبقى جنين عنواناً للصمود». وأضافت أن «المقاومة ستواجه العدو وستدافع عن الشعب الفلسطيني، وكل الخيارات مفتوحة لضرب العدو رداً على عدوانه في جنين». وفي الاتجاه نفسه، أكدت حركة «حماس»، في بيان، أن «العدوان على جنين سيفشل ونتنياهو وحكومته يتحمّلان مسؤولية ما يجري».
المصدر: صحيفة الأخبار