أدان الرئيس، المدير التنفيذي لشركة بتروناس الماليزية “تينغكو”، محمد توفيق، الدعوات التي تطالب بالوقف المطلق للاستثمار في مشروعات النفط والغاز، واصفًا إياها بـ”الكارثة”.
وأكد توفيق أن قلة الاستثمار في النفط والغاز تتسبّب في تقلبات شديدة بالسوق، وتؤثر في أمن الطاقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
وقال -في أثناء مشاركته بمؤتمر آسيا للطاقة لعام 2023-، إن صانعي السياسة يخضعون لضغوط شديدة بشأن الاستثمار في الطاقة، ودعا البعض إلى وقف كامل للوقود الأحفوري.
وتابع: “لكن النظام الذي ننتقل إليه ليس جاهزًا بعد، لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى وقف هذه التقلبات العنيفة، خاصةً في آسيا، إذ نحتاج إلى مسار لإعادة النشاط الاقتصادي إلى مستويات ما قبل الجائحة على الأقل”.
أكثر المناطق عرضة لنقص الاستثمار
أوضح رئيس بتروناس “تينغكو”، محمد توفيق، أنه كانت هناك مرحلة أولى من نقص الاستثمار، بسبب انهيارين للأسعار في العقد الماضي، ثم قالت المؤسسات المالية إن الأموال التي تُضخ في النفط والغاز ستكون رأس مال مغلقًا بأثر محدود بسبب إزالة الكربون.
وقال، إن الاستثمار ظهر مرة أخرى بعد سحب 40% من إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، وظهرت فجوة هيكلية أو عجز هيكلي.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس “إس آند بي غلوبال”، دانييل يرغن، أن المنطقة الأكثر عرضة لضعف الاستثمار في النفط والغاز هي آسيا.
وقال: “لقد رأينا هذا التأثير في دول مثل بنغلاديش وباكستان، لم تكن قادرة على تحمل تكلفة الغاز المسال، وكان عليها العودة إلى الفحم”، وفق ما نقلته منصة “إس آند بي غلوبال”.
وأضاف: “بكل بساطة لن يكون لديك تحول ناجح دون أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف”.
أزمة التمويل.. ضربة مزدوجة
سلّط رئيس شركة الطاقة الماليزية “تينغكو”، محمد توفيق، الضوء على أن الكثير من التمويل الموعود بتحوّل الطاقة -بما في ذلك 130 تريليون دولار من رأس المال الخاص الذي التزم به تحالف غلاسكو المالي من أجل الحياد الكربوني- لم يتحقق بالكامل بعد.
وقال: “لكن المشكلة حرفيًا هنا هي أن إتاحتها لا تجعلها بالضرورة متوفرة”.
وأضاف أنه عندما كانت بتروناس تستطلع الآراء من أجل جمع الأموال لمشروعات الوقود الأحفوري، وجدت أن أقساط المخاطر كانت مرتفعة، أو شروط الإقراض غير قابلة للتطبيق.
وقال: “بعبارة أخرى، كانت طريقة ملتوية للمؤسسات المالية أن تقول: لن نجعل هذا في متناول مشروعات الوقود الأحفوري”.
من ناحية أخرى، كانت المؤسسات المالية تحجم عن تمويل احتجاز الكربون ومصادر الطاقة المتجددة، قائلة إن احتجاز الكربون وتخزينه هو وسيلة لإضفاء الشرعية على النفط والغاز، وإن إعادة توجيه الأموال إلى مصادر الطاقة المتجددة في الأماكن التي لا تنضج فيها أطر السياسات، هو أمر محفوف بالمخاطر.
ووصف توفيق الوضع بأنه بمثابة “ضربة مزدوجة.. كوننا صناعة نحتاج الآن إلى أن نبدأ في إعادة التفكير في كيفية توزيع رأس المال”.
وشدد رئيس الشركة الماليزية على أنه إذا استمر التمويل في التباطؤ فقد تضطر شركات النفط الوطنية إلى الاختيار بين أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف من ناحية، وتحول الطاقة من ناحية أخرى.
وقال: “سنتأكد من أنها ميسورة التكلفة وآمنة أولًا، بدلًا من التوجه نحو تحول الطاقة”، مضيفًا أنه إذا لم يجرِ التعامل مع أمن الطاقة فلن يكون هناك انتقال فعّال.
إنتاج بتروناس من النفط والغاز
كشف رئيس بتروناس “تينغكو”، محمد توفيق -خلال مشاركته في مؤتمر آسيا للطاقة لعام 2023- عن أن الشركة تطمح للوصول إلى 2.7 مليون برميل يوميًا من إنتاج النفط.
وقد سجلت الشركة متوسط إنتاج يومي قدره 2.434 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا، خلال السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وتتوقع بتروناس أن يبلغ إنتاجها المحلي من النفط والغاز ذروته، عند نحو مليوني برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول عام 2024، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وقال نائب الرئيس التنفيذي، المدير التنفيذي لقطاع التنقيب والإنتاج في الشركة، أديف زولكيفلى، إن نحو 60-70% من إنتاج بتروناس يأتي من الغاز الطبيعي، وسيظل كذلك في المستقبل.
وأضاف -في تصريحاته أمام مؤتمر آسيا للطاقة-: “نواصل البحث عن المزيد من محفظة الغاز، لكن بالطبع هناك التزام في ماليزيا، وأعتقد أننا بحاجة إلى مواصلة القيام ببعض التنقيب عن النفط لملء مصافينا”.
كما تهدف بتروناس إلى توسيع محفظتها الخارجية إلى 700 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2024، مع زيادة الإنتاج من مشروعها المشترك للغاز المسال في كندا مع شركة شل.
دينا قدري
المصدر: منصة الطاقة