ركّز مسؤولو وخبراء الاحتلال في مؤتمر “هرتزليا” الذي انعقد في أيار / مايو الماضي، على توقّع السيناريوهات السياسية والعسكرية في حال استمرت إيران بتطوير برنامجها النووي أو تمّ توقيع اتفاق نووي، مع كلّ ما يرى الاحتلال في ذلك من تهديد وجودي وتفوّق عسكري لطهران. كذلك زعم مسؤولو الجيش تهديدات بالحرب ضد حزب الله في لبنان، وخاصة في ظل الأحداث الأخيرة عند الحدود.
في هذا السياق، أجرى “مركز دراسات غرب آسيا” استطلاع للرأي، شمل مجموعة من الخبراء والمختصين في الشأن الإسرائيلي حول جدّة الخيار العسكري لدى الكيان ضد محور المقاومة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأزمة الإسرائيلية الداخلية المستمرة لـ 25 اسبوعًا على التوالي.
وكانت الأسئلة، هي الآتية:
1/ هل يستطيع الكيان المؤقت خوض مواجهة مع إيران؟ وهل وصل إلى لحظة الضرورة؟
2/ هل يتصور الكيان إمكانية النجاح في حرب شاملة مع محور المقاومة؟
3/ موقف الولايات المتحدة الأمريكية من التصعيد العسكري في المنطقة في مواجهة في غرب آسيا إلى جانب حرب أوكرانيا؟
4/ إلى أي درجة يمكن للمبادرة الاستباقية أن تشكل عامل دفع للإسرائيلي ولو على حساب مغامرة؟
5/ ما هو تأثير توقيع اتفاق نووي مؤقت مع إيران على نوايا الكيان الحربية؟
وقد خلصت أجوبة الخبراء الى الاستنتاجات الآتية:
_ إن خوض كيان الاحتلال مواجهة مع إيران، منفردًا، هو أمر معقّد، على المستويين السياسي والعسكري، كما أنه لم يصل للضرورة بعد. فالمواجهة ليست سهلة فنّيًا وإجرائيًا، نظرًا لتوزع المنشآت ووجود حماية ودفاعات قوية متعددة الطبقات بالإضافة إلى عوامل أخرى، وهنا الأمر لا يتعلق بإمكانية العدوان إنما بالقدرة على النجاح. إلا أنّ ذلك لا يمنعه من أن يبذل جهده لتجنيد أي دعم لتنفيذ أي عمل عسكري ضدها.
_ لن يستطيع الاحتلال المبادرة للدخول في حرب شاملة مع محور المقاومة، حيث أنه سيتضرّر بشكل كبير جدًّا في هذه الحالة ولن يحقق الإنجاز. بالتالي، لن يتورط في مغامرة للدخول في معركة متعددة الجبهات في ظل غياب الاستعدادات الأمريكية الكافية، وتخوّفه وشكّه في إمكانية نجاحه.
_ إن موقف الولايات المتحدة واضحًا في سعيها للوصول إلى اتفاق مع طهران، بالإضافة إلى أن الإدارة الحالية تميل إلى تجنب التصعيد بسبب التوتر في قضايا استراتيجية مهمة لها، كالمنافسة مع الصين والحرب في أوكرانيا. إلا أنه في حال وقوع التصعيد، لن تترك الكيان يتلقّى الضربة لوحده، بل ستحاول وتتدخّل وستدعمه وتقف إلى جانبه بدون شكّ ولكن لن تخطّط معه.
_ هناك استبعاد لضربة استباقية غير محسوبة تجاه إيران والجبهة الشمالية، فكلّ المعطيات لا تجعل المفاجأة مفيدة في هذه التحديات الكبيرة، وشديدة الخطورة عليه. وإن كان هناك توجّه الإسرائيلي محتمل، فيكون بتوجيه ضربة استباقية في لبنان لتسهيل هجوم ممكن على إيران لاحقًا. أما على المستوى الفلسطيني، فيمكن أن يبادر إذا توفرت الفرصة لـ “هدف ثمين”.
_ إن أي اتفاق نووي مع إيران سيحدّ من خطر توجيه ضربة إسرائيلية لها ويبعدها عن المغامرة العسكرية التي ستكون أكثر تعقيدًا وصعوبة، مع ترجيح الاستمرار بالقيام بعمليات أمنية. ولن يقدم الكيان على أي معركة ضد إيران دون موافقة أميركا.
_ فشلت البنية الاستراتيجية التي حاول الاحتلال بناءها على مدار سنوات طويلة في المنطقة لفرض سيطرة طويلة الأمد عليها.
_ يتخوّف الكيان من توقيع الاتفاق كونه سيعطي لإيران تفوّقًا عسكريًا كبيرًا في المنطقة يؤثر على وجوده وقراراته وسيطرته. إذ باتت إيران تشكّل رقمًا في صناعة وامتلاك وتطوير الأسلحة الصاروخية والعسكرية ومدّها إلى المنطقة، ما يعني أن هناك خطرًا وجوديًا حقيقيًا على الكيان.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا
نقلاً عن موقع الخنادق