صناعة البتروكيماويات الصينية مصممة على زيادة الإنتاج رغم تراجع الطلب

Spread the love
image_pdfimage_print

شهد إنتاج صناعة البتروكيماويات الصينية تسارعًا في الآونة الأخيرة، إذ اتجهت مصافي التكرير لتنويع وارداتها بعيدًا عن وقود النقل، على الرغم من ارتفاع المخزون وانخفاض الطلب من قبل بعض القطاعات.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى خفض هوامش الربح في مصافي التكرير العالمية حتى عام 2024 المقبل، في ظل تراجع الطلب نتيجة لضعف النمو الاقتصادي، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم الزيادة في الإنتاج، مازال المعروض يفوق حجم الطلب على البتروكيماويات الصينية المستعملة في صناعة البلاستيك والملابس المصنوعة من البوليستر وقطع غيار السيارات.

تراجع هوامش الأرباح

تراجعت هوامش معالجة النافثا لإنتاج الإيثيلين بأكبر منتج ومستهلك للبتروكيماويات في العالم، خلال الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022.

جاء ذلك بسبب زيادة إنتاج الأوليفينات مثل الإيثيلين لتعويض التراجع المتوقع في مبيعات البنزين والديزل، في ظل تنامي الاتجاه نحو اعتماد السيارات الكهربائية محليًا.

وتشير تقديرات شركة أبحاث الطاقة “وود ماكنزي” إلى تجاوز الطلب العالمي لحجم الإنتاج في الإيثيلين والبروبيلين بين عامي 2023 و2030.

وسيرتفع الطلب العالمي بنسبة 29%، ليبلغ 426.8 مليون طن متري، في المقابل، في حين ستسجّل قدرات الإنتاج نسبة نمو أقلّ قدرها 25%، لتصل إلى 485.9 مليون طن متري.

وستشكّل الصين وحدها نصف إجمالي قدرات إنتاج الإيثيلين والبروبيلين العالمية، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

ويؤكد ذلك توقعات “وود ماكنزي” بشأن نمو إنتاج البتروكيماويات الصينية في 2023، إذ من المتوقع أن يرتفع الفائض المحلي إلى 4.24 مليون طن متري من الإيثيلين و8.69 مليون طن متري من البروبيلين.

كما من المتوقع أن يضيف مجمّعان -أقامتهما شركة بتروتشاينا هما قوانغدونغ للبتروكمياويات وجيانغسو شنغدونغ للبتروكيماويات- زخمًا جديدًا للطلب المتزايد على البتروكيماويات الصينية، من قبل المصافي المحلية الكبرى، ومنها تشيجيانغ للبتروكيماويات كوربويشن وهنغلي للبتروكيماويات.

ويقول محللون بشركة الاستشارات “إنرجي أسبكتس”، إن فائض الأوليفينات سيوزَّع على آسيا وأوروبا والولايات المتحدة ليُباع بخصومات كبيرة.

وبحسب الشركة، فهذا الأمر يفرض مخاطر كبيرة على معدلات تشغيل المصافي في بقية آسيا وأوروبا المعرّضتين لضغوط هوامش الربح.

 إحدى محطات الوقود التابعة لشركة بتروتشاينا
إحدى محطات الوقود التابعة لشركة بتروتشاينا – الصورة من “إي تي إنرجي ورلد”

مخاوف من الخسائر

رغم الضغوط على هوامش أرباحها، من المحتمل أن تواصل المصافي عمليات الإنتاج لحماية حصتها في السوق، والحيلولة دون تعرّضها لخسائر أكبر قد تؤدي لإغلاقها، حسبما يقول مصدر من داخل صناعة التكرير رفض كشف اسمه.

وفي تقريرها عن أعمال الربع الأول من العام الحالي (2023)، حذّرت شركة “سينوبك” التي تديرها الدولة -وهي أكبر شركة تكرير في قارة آسيا- من الضغوط التي تتعرض لها صناعة البتروكيماويات الصينية بفعل منافسة الإمدادات الجديدة والتعافي الضعيف للطلب.

وتراجع صافي أرباح مصفاة هنغلي للبتروكيماويات المستقلة بنحو 76% في الربع الأول من 2023، بسبب “ارتفاع تكاليف التشغيل والطلب الضعيف”، حسب تقرير صادر في أبريل/نيسان.

كما سجلت شركتا البتروكيماويات رونغشنغ، وهنغيي خسائر صافية خلال الربع الأول من 2023.

آثار كوفيد-19 مستمرة

تعاني الصين بسبب عجزها عن امتصاص الإنتاج الزائد، إذ تكافح السوق المحلية للتعافي من أثر قيود فُرضت على مدار 3 سنوات بسبب تفشّي فيروس كوفيد-19، وتراجُع الطلب العالمي على صادراتها.

يقول مدير قطاع البوليستر العالمي في شركة الاستشارات “وود ماكنزي”، سالمون لي، إن الطلب ارتفع في بعض القطاعات -مثل الملابس الرخيصة والمواد الأساسية اليومية-، لكن هناك قطاعات أخرى -منها السيارات- التي لم تتعافَ بعد لتتوافق مع التوقعات.

كما يرى لي أن تصريف المخزون من البتروكيماويات الصينية ربما يستغرق وقتًا أطول.

وكان لتغيُّر نمط الاستهلاك داخل الصين أثر كبير، إذ يقول مدير قطاع البتروكيماويات العالمية في شركة توتال إنرجي الفرنسية، غانيش غوبالاكريشان، إن الصينيين -بعد الوباء- منحوا الأولوية للتواصل الاجتماعي أكثر من إنفاق المال على شراء السلع.

أسماء السعداوي

المصدر: منصة الطاقة