بنك إنجلترا يفاجئ الجميع… ويثير الخوف

Spread the love
image_pdfimage_print

رفع الفائدة إلى 5 % لأعلى مستوى في 15 عاماً


رفع بنك إنجلترا يوم الخميس أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وذلك أكثر من المتوقع بعد أن قال إن هناك أنباء «مهمة» تشير إلى أن التضخم البريطاني سيستغرق وقتاً طويلاً ليتراجع.

وصوتت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي على رفع الفائدة من 4.5 في المائة إلى 5 في المائة، وهو أعلى مستوى للفائدة منذ عام 2008، وأعلى معدل رفع لأسعار الفائدة منذ فبراير (شباط) الماضي… وذلك في ظل تصاعد الضغوط على صانعي السياسات والحكومة البريطانية للسيطرة على أزمة تكاليف المعيشة.

واتخذ القرار بموافقة سبعة من أعضاء اللجنة مقابل اعتراض اثنين، ويأتي بعد استمرار التضخم في مستوى مرتفع ونمو الأجور منذ اجتماع صانعي السياسة النقدية في مايو (أيار) الماضي. ومن شأن هذه الخطوة تعميق أزمة الرهن العقاري، حيث إن تكاليف الاقتراض ارتفعت للمرة الـ13 على التوالي.

ويأتي رفع الفائدة بعد ارتفاع معدل التضخم إلى نسبة أعلى من المتوقع خلال مايو الماضي، حيث اضطر استمرار ارتفاع الأسعار صانعي السياسات للتحرك لمحاولة خفض التضخم إلى الهدف المستهدف وهو 2 في المائة.

جدير بالذكر أنه قبل إعلان القرار، رفض وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي مقترحات بعض الاقتصاديين بأن الطريق الوحيدة لخفض معدل التضخم هو إثارة حالة من الركود، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى لتحقيق النمو.

وقال كليفرلي لشبكة «سكاي نيوز» يوم الخميس: «لا أعتقد أن أي شخص في الحكومة سوف يكون مرتاحاً للمشاركة في فكرة أنه يتعين علينا أن ندخل عمداً في حالة من الركود»، وأضاف «نحن في حاجة لنمو الاقتصاد… رفع معدلات الفائدة لا يساعد في ذلك».

وبينما يظهر الخلاف جلياً داخل أروقة الحكومة البريطانية حول أفضل السبل لحصار الأزمة، بلغت السرقات في محال السوبر ماركت في بريطانيا مستويات قياسية العام الماضي إذ سُجّلَت 1.1 مليون حادثة، على ما أفادت جمعية متاجر الأحياء البريطانية التي عزت هذا الرقم إلى الأزمة الاقتصادية وخصوصاً إلى مجرمين محترفين.

وأوضح تقرير للجمعية أن الأشياء المسروقة في معظم الأحيان هي «اللحوم والكحول والحلويات، والمواد العالية القيمة التي يمكن أن يعيد بيعها أولئك الذين يعانون مشكلة إدمان الكحول أو المخدرات، أو الجماعات الإجرامية المنظمة».

وبات من المألوف أن تضع محال السوبر ماركت أو متاجر الأحياء ملصقات تحذّر من السرقة على الأقسام التي تباع فيها المواد الغذائية الأساسية وخصوصاً اللحوم… أما في الصيدليات، فأصبح الباعة يحجمون عن عرض مستحضرات التجميل على الرفوف بسبب السرقات المتكررة.

ولاحظ المدير العام للجمعية جيمس لومان «أن مستويات السرقات اليومية… غير مسبوقة».

وإذ رأى أن من أسباب ذلك أزمة غلاء المعيشة، أوضح أن معظم هذه السرقات «لا تأتي من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات ولكن من عصابات الجريمة المنظمة أو الأشخاص الذين يسرقون لتمويل إدمانهم على المخدرات أو الكحول». وشدد على أن الوضع «لا يمكن أن يستمر» على هذا النحو.

وأدى التضخم المستمر في بريطانيا، وهو الأعلى نسبة بين دول مجموعة السبع، إذ بلغ 8,7 في المائة على أساس سنوي في مايو الماضي، في أزمة غلاء معيشة كبيرة في المملكة.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط