خاص الوطنية
في ظل الحرب الاوكرانية الشعواء، كان المنتدى الاقتصادي في بطرسبورغ هو الحدث، خاصة انه حصل في ظل ما يسمى عقوبات على روسيا بالاضافة الى تحولات في الاقتصاد الدولي. هذه التناقضات كانت ورقة الرهان الغربية على فشل المنتدى الذي كان صادمًا للغرب الذي يعتبر نفسه محاصرًا لروسيا.
نتائج صدمت الجميع
اعتقد البعض ان المنتدى الاقتصادي في بطرسبورغ سيكون هامشيًا ولن يتخطى مستوى التمثيل المحصور بأصدقاء روسيا، فأتت النتيجة بحضور ١٥٠ شركة من ٢٥ دولة غير صديقة لروسيا. هذه الارقام لا يمكن الا ان نتوقف عندها لنؤكد ان روسيا لم تعد دولة محاصرة طالما ان شركات الدول الغير صديقة باتت تجد نفسها محكومة بالتوجه نحو روسيا للتعاون التجاري معها.
اما الحضور فكان كذلك صادمًا مع مشاركة ١٧ الف شخص من ١٣٠ دولة، مما يشير الى وجود تظاهرة عالمية اقتصادية زحفت الى المنتدى الاقتصادي في بطرسبورغ لتثبيت الشرعية الاقتصادية العالمية في مواجهة عالم القطب الواحد.
وكذلك على مستوى الحضور كان لرئيسا الامارات والجزائر حضور مميز عندما زارا المنتدى، دون ان ننسى الشركات الايطالية والاسبانية التي كانت ضمن الشركات ال٤٣ التي وقعت صفقات كبرى في المنتدى.
ماذا بعد المنتدى الاقتصادي؟
كما قبل المنتدى الاقتصادي حيث كان العالم يسير نحو كسر الآحادية القطبية، ها هو يستكمل طريقه بعد المنتدى الاقتصادي نحو عالم متعدد الاقطاب. والممر الاقتصادي هو الطريق السليم نحو هذا العالم بحيث المعركة الحديثة باتت في مدى قدرة الدول المتحررة ان تتعامل مع بعضها البعض خارج اطار الدولار الاميركي، بالتالي تضرب تدريجيًا الهيمنة الاميركية لتعيدها الى حجمها الطبيعي داخل الولايات المتحدة الامريكية.
هذه الجرأة التي اخدتها هذه الدول ستكون بمثابة الخطوة الاولى نحو كسر تلك الهيمنة، بعدما اقنعت هذه الدول ان لا خيار لها الا الانفتاح على العالم الآخر في الشرق.
اليوم تتجه الانظار نحو العالم الجديد حيث الانفتاح الاقتصادي على روسيا والتعامل معها بالروبل، وقد تكون قيمة ال٩٠٠ صفقة التي عُقدت في هذا المنتدى وبقيمة ٣.٨٦٠ ترليون روبل (ما يقارب ال٤٦ مليار دولار) خير دليل على نجاح المنتدى الاقتصادي في بطرسبورغ.