الليثيوم ينقل الثقل الجيوسياسي في الشرق الأوسط إلى إيران
نقطة تحوّل مهمة في مستقبل تعدين الليثيوم بعد اكتشاف إيران ثاني أكبر احتياطي من الليثيوم الإيراني في العالم بتقدير 8.5 مليون طن، بعد تشيلي بتقدير 9.2 مليون طن في أميركا الجنوبية. خاصة بعدما ارتفعت أسعار الليثيوم بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب زيادة الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية.
قطاع التعدين يولد عائدات العملة الصعبة
على الرغم من ثرواتها الهائلة، لا تزال إيران تكافح لتشغيل قطاع التعدين بكامل طاقتها. خاصة أنها تمتلك أيضًا احتياطيات كبيرة من الزنك والنحاس والملح والفحم وخام الحديد واليورانيوم والرصاص والذهب والبوكسيت (للألمنيوم) والموليبدينوم والأنتيمون والكبريت والرمل والحصى.
أحد الأسباب الرئيسية هو نقص الآلات والمعدات اللازمة. ولمواجهة هذا التحدي، تركز الحكومة الإيرانية جهودها على دعم الصناعة الموجهة نحو التصدير والمصنعين القائمين على المعرفة للبحث وإنتاج آلات جديدة كجزء من مجالات التنمية في قطاع الصناعات الاستخراجية.
ومن خلال التعدين، تمكنت إيران من زيادة النشاط الذي يولد مليارات الدولارات من عائدات العملة الصعبة للبلاد مع خلق مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة لشبابها.
استخراج الليثيوم عبر التبخير
إمكانية وجود إحتياطيات أخرى في المنطقة الغربية
أعلن إبراهيم علي مولابيجي، المسؤول في وزارة الصناعة والتعدين والتجارة الإيرانية، مؤخرًا عن اكتشاف أول احتياطي من الليثيوم يقدر بنحو 8.5 مليون طن من مكافئ كربونات الليثيوم (LCE) في مقاطعة همدان، مما يشير إلى أخبار إيجابية عن إمكانية وجود احتياطيات أخرى في المنطقة الإيرانية الغربية.
ووفقًا لنائب رئيس قسم وزارة الصناعة في همدان محمد هادي أحمدي، قال إن البلاد ستكون قادرة على استخراج الليثيوم من رواسب الليثيوم المكتشفة حديثًا في العامين المقبلين، والتي تغطي مساحة تبلغ حوالي 11 كيلومترًا مربعًا في سهل قهاوند، الواقع على بعد أكثر من 50 كيلومترا إلى الشرق من عاصمة محافظة همدان.
استغرق الاكتشاف ما يقرب من أربع سنوات، حيث تدرس وزارة الصناعة والتعدين والتجارة حاليًا القدرات التكنولوجية في مقاطعتين كجزء من الجهود المبذولة لبدء تشغيل المناجم من خلال شراكة مع مستثمرين من القطاع الخاص. وتتوقع السلطات الإيرانية اكتشاف المزيد من رواسب خام الليثيوم في همدان من خلال رواسب هائلة من الطين الذي يعد مصدرًا لليثيوم.
استخراج الليثيوم من الملح
اكتشاف يؤدي تغييرات في الاقتصاد والسياسة العالميين
تاريخيًا صدرت إيران المعادن إلى الغرب، بما في ذلك خام الحديد والزنك والنحاس، وأمور أخرى. إلا أنّ سنوات من العقوبات الدولية منذ عام 2006 للحد من برنامج التطوير النووي الإيراني، أدت إلى نقص الاستثمار في اقتصاد التعدين. لكنّ الحاجة المتزايدة لليثيوم ستعيد المستثمرين الدوليين إلى هناك، وخاصة روسيا والصين. لفتت وسائل الإعلام الحكومية الروسية سبوتنيك أن اكتشاف إيران “جعل العقوبات الغربية عديمة القيمة” بعد وقت قصير من الإعلان.
أما في حال استمرّ الغرب بالمقاطعة. فالصين هي أكبر مستهلك لليثيوم، حيث تنتج أكثر من ثلاثة أرباع بطاريات الليثيوم أيون وتسيطر على معظم مرافق معالجة الليثيوم في العالم التي تقود سباق البطاريات العالمي. وهذا الأمر سيعزز الاتفاقية الاستراتيجية مع الصين، وسيقوي القطب الجديد الصاعد في مقابل الولايات المتحدة وحلفائها.
وبغض النظر عن الانتاج الإيراني للمعدن وتصديره، فإن مجرّد العثور على 7% من احتياطيات المعادن العالمية في إيران، يجعلها مركز ثقل للمعادن في العالم.
انتقال الثقل الجيوسياسي
فور اكتشاف حقل الليثيوم في مقاطعة همدان، بدأ الحديث عن تأثير هذا الاكتشاف على أسواق الطاقة والتعدين العالمية. بإمكان الليثيوم الإيراني أن يبقي مركز الثقل للموارد الطبيعية للطاقة في الشرق الأوسط، خاصة بعد بداية الاعتماد على الطاقة النظيفة والبدء في التخلي عن النفط. وهو الأمر الذي ينقل الثقل الجيوسياسي من السعودية كمركز للطاقة الحيوية، إلى إيران التي ستكون الأنظار موجهة إليها.
زينب عقيل
المصدر: موقع الخنادق