كثف كيان الاحتلال في السنوات القليلة الماضية مناوراته التي تحاكي حربًا متعددة الجبهات، لإدراكه تطور وتلاحم ساحات محور المقاومة. الا أنه يصبّ تركيزه أكثر في محاكاة الحرب على الجبهة الشمالية ضد حزب الله، أكثر من أي سيناريو آخر في المناورات. وهو ما شدّد عليه في مناورة “اللكمة القاضية”، والتي حاكى خلالها تسلل قوات حزب الله، وإطلاق نيران كثيفة على التجمعات الحدودية.
قلق الكيان الدائم من حزب الله، وخاصة بعد كلّ ما تعرضت له قواته من استهدافات وكمائن في حرب تموز عام 2006، دفع بالجيش نحو الاهتمام، بعقلية هذه المقاومة واختراع كلّ سُبل وسيناريوهات المواجهة في محاولة لترميم ما هشّمه حزب الله من صورة “الجيش الذي لا يقهر” في البلدات الجنوبية والضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في أيّ حرب مقبلة.
“الوحدة الحمراء”: تخصص في محاكاة عقلية حزب الله
أسّس جيش الاحتلال في العام 2020، سرايا جديدة عرفت بـ “الوحدة الحمراء” لتدير “”معركة العقول” مع حزب الله، وكانت جزءً من خطط رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي. وهي وحدة توصف بأنها “انتحال شخصية العدو”، وتتبع للذراع البري، وما يسمى لوحدة التصوير التكتيكي في الجيش.
شعار الوحدة الحمراء
تعتبر بمثابة فريق موسع يحاكي “قوات العدو” في المناورات العسكرية، ويترأس الوحدة ضابط برتبة مقدم، وستتألف من المجندات على أن تكون القيادة عليهن مختلطة وتشمل رجال ونساء. يكون الضباط والضابطات من خريجي “منظومة الجمع القتالي وحماية الحدود” في الجيش.
أمّا الجنود العناصر في هذه الوحدة، فيستقدمون من قوات الاحتياط بعد أن يخضعوا لتعليم يؤهلهم لمعرفة حزب الله، وكيف يقاتل عناصره عبر تدريبات تحاكي قدراته وأساليبه القتالية. كما تحاكي القتال ضد عناصر المقاومة الفلسطينية، ولا سيما حركة حماس.
تدريبات الوحدة
في كانون الثاني / يناير 17 ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ “الجيش أقام سرايا تحاكي حزب الله وحماس خلال تدريب الجنود في قواعده، وستسمى القوة الحمراء، وتم تجهيز هذه السرايا بعبوات ناسفة وبدلات مثل بدلات مسلحي حزب الله، وبنادق قناصة”.
ومن بين الأسلحة التي يسعى جيش الاحتلال لتوفيرها لجنود هذه الوحدة، هي أغلب الأسلحة والعتاد التي يمتلكها حزب الله والمقاومة الفلسطينية، وهي بنادق “الكلاشنيكوف”، وبنادق القنص “دراغونوف”، وصواريخ كورنيت و”ساغر” (ماليوتكا) المضادات للدروع و”قذائف القسام” وعبوات ناسفة.
أمّا بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، فقد ادّعت أنّ “الجنود يتعلمون خلال التدريبات أسرار العدو وعقليته، مع محتوى تفصيلي عن أسلوب القتال لحزب الله وحماس، وأسلحتهم، وأنماط عملهم في الدفاع والهجوم، بالإضافة الى وجود بعض المعلومات الاستخبارية الموجودة عن هذه المنظمات”، كما يتدربون على القتال في مختلف التضاريس: نفق، منطقة مبنية، منطقة مكشوفة ومنطقة مغلقة، أطراف المنطقة العمرانية. كذلك “سيتعلم جنود الوحدة الحمراء تكتيكات العدو، ويدرسون المعارك السابقة التي أجريت مع حزب الله وحماس”.
تدريبات المجندات في الوحدة الحمراء
وزعم ضابط من الوحدة في حديثه مع “هآرتس” حول التحديات التي يواجهها الاحتلال حتى في تدريبات الوحدة أنه “إذا استمرينا بالتدريبات في التلال المفتوحة في قاعدة التدريبات البرية في النقب فإننا سنواجه مشكلة، يجب أن نلاءم تدريباتنا مع تدريبات العدو والقيام بجهود كبيرة في مناطق التدريبات”.
أجريت التدريبات الأولى لهذه الوحدة في قاعدة ” تساليم” في النقب، واستمرت حوالي الـ 3 أشهر. فيما شاركت “الوحدة الحمراء” في أكثر من 20 تدريبًا ومناورة للجيش بعد عام من تأسيسها.
حدّد الجيش شروط الانضمام الى “الوحدة الحمراء”، فـ “لا توجد حتى الآن مؤهلات محددة، فكل ما هو مطلوب من ضابط عسكري هو ملف تعريف طبي 72 أو أعلى، ورتبة عالية في “محاكاة قوات العدو”.
المصدر: موقع الخنادق